ها هي يداي
أتركها في الارتعاشة العابرة لجسدك
بتأثير أُصص الحبق
والفضاء الذي تجوسه العصافير
عندما يمسّ الفجر أجسادنا المبلّلة
وأصابعنا تضوع بعطر الريحان.
■ ■ ■
في فمي تموت الكلمات من البرد
وفي غرف صوتي الكبيرة الخاوية
بياض الروابي المذرّى
لا أحد يعي
مصير الألوان بعد غياب الأعين.
■ ■ ■
كل شيء يتوقّف
ديسمبر
بلا سواعد مثقلة.
والضوء يبحث عن أثره فوق أيدينا
وفجأةً كلُّ شيء يتحوّل إلى ريش
ونطير مثل ندف الثلج.
■ ■ ■
أعتبر حياتي كسرة خبز
جافة قوية
هي المائة غرام التي يحصل عليها أسير الحرب
وغالباً ما أظلّ جائعاً
يستمر الجوع
وتتلوّن الأشياء
بمخاوف رائعة.
(مقتطفات من مجموعة "الحالة الرابعة للمادة")
■ ■ ■
لأجل هذا سأغويها
وأقودها إلى الصحراء
وأناجي قلبها.
كم يزداد صمتك خطورة في وجه بلاغتي
وكم تتحجبين بالشفافية إذ أقتفي
أي كلمة حتى شباكك.
■ ■ ■
ليال
ضباب الشتاء يغلّف
العالم المرئي فلا نلمح
لا المخالب ولا الحمرة الوردية
فوق البشرة الأجساد ذات الشدوخ
■ ■ ■
أخرج في الليل
بين الأشجار العملاقة
التي تحرّك النجوم
وأمضي لا أدري كيف
وسط الهدير الأصم
لأمواج ترتفع
لا أحد يدرك أين
أُطفئ الكلمة
أُطفئ الفكر
وأمضي، أرتفع وأنخفض
ليس ثمّة لا فوق ولا أسفل
تمتصك وتدهسك
تقلّبات الهواء
بين انعطافات لحون
لم يعزفها بشر
■ ■ ■
كان يسير ذات صباح شتائي
ذات أحد في شوارع باريس الخاوية
ريح باردة وسماء رمادية
الهواء شارد وضائع
لذاك التائه الذي لا يدري بالتحديد إلى أين يمضي
والحق كانت له رغبة محدّدة
أن يدرك ما هو خلف اليأس.
(مقتطفات من مجموعة "باثموس")
* ترجمة عن الفرنسية خالد النجار