بموازاة تصاعد حدّة الاعتراض على قرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إلقاء خطاب أمام الكونغرس الأميركي للتحريض على الاتفاق النووي مع إيران، عبر التحذير من اتفاق "سيئ" معها، رأى مراقبون إسرائيليون أن فجوة الخلاف بين إسرائيل والدول العظمى بشأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني كبيرة جداً.
وقال معلق الشؤون الاستخباراتية في صحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان، إنّه يستحيل جسر الفجوة الشاسعة جداً بين معايير الاتفاق "الجيد" التي تراها إسرائيل ومواقف الدول العظمى. ولفت في تقرير نُشر الإثنين الماضي، إلى أن الحكومة الإسرائيلية ترفض، من حيث المبدأ، أن يكون لإيران الحق في تخصيب اليورانيوم بأي شكل من الأشكال، وتصرّ على أن تتخلص إيران من عشرين ألف جهاز طرد مركزي بحوزتها، وتستخدم في تخصيب اليورانيوم، في حين أن الدول العظمى سلّمت بحق طهران في تخزين اليورانيوم منذ عقد من الزمان.
وبحسب ميلمان، فإن الدول العظمى توافق على أن تحتفظ إيران بستة آلاف جهاز طرد مركزي، وهذا ما يثير غضب نتنياهو. وأشار ميلمان إلى أن ما يزيد الموقف الإسرائيلي حرجاً هو أن تقرير اللجنة الدولية للطاقة الذرية الذي صدر أخيراً يدلل على أنّ إيران تحترم التعهدات التي قطعتها على نفسها في اتفاق جنيف المؤقت الذي تم التوصل إليه في نوفمبر/تشرين الثاني 2013.
اقرأ أيضاً (تقرير للخارجية الإسرائيلية يستبعد اتفاقاً مع إيران)
وبحسب تقرير "الطاقة الذرية"، فإنّه لم تطرأ أية زيادة على مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المائة. إضافة إلى أنّ إيران حوّلت اليورانيوم الذي تم تشبيعه بنسبة 20 في المائة إلى مادة لا يمكن استخدمها في أغراض عسكرية، علاوة على أنّها أوقفت التجارب التي أجرتها على الجيل الخامس من أجهزة الطرد المركزي، والتي تعتبر الأجهزة الأكثر تطوراً لديها وتستخدم في تخصيب اليورانيوم.
وكان من شأن دخول هذه الأجهزة إلى الخدمة أن يسهم في زيادة كمية اليورانيوم المشبع لدى إيران بشكل كبير، ويزيد بذلك من قدرتها على إنتاج أسلحة نووية.
وفي الإطار نفسه، انضمت نخب يمينية إلى المطالبين بإلغاء خطاب نتنياهو أمام الكونغرس. وفي مقال نشرته صحيفة "ميكور ريشون"، ذات التوجهات اليمينية في عددها الصادر الإثنين، أشار الكاتب اليميني أرئيل كاهانا للأذهان إلى أنّ أعداء إسرائيل يوجدون في طهران وليس في البيت الأبيض، داعياً نتنياهو إلى إلغاء خطابه، حرصاً على مصالح إسرائيل الاستراتيجية. وحث نتنياهو على تغليب مصالح إسرائيل القومية على أي اعتبار وعدم السفر إلى واشنطن لإلقاء الخطاب.
اقرأ أيضاً (غضب اليهود الأميركيين من سلوك نتنياهو مُكلف)
في هذه الأثناء، وصل التوتر بين البيت الأبيض، ومن خلفه الحزب "الديمقراطي"، ونتنياهو حدوداً غير مسبوقة. فقد شنّ الرئيس السابق للحزب الديمقراطي وحاكم ولاية "فيرمونت" السابق، هوارد دين، هجوماً عنيفاً على نتنياهو، واصفاً إياه بـ "الكارثة". ونقلت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر الأحد الماضي عن دين قوله، إنّ خطاب نتنياهو يفضي فقط إلى الإضرار بالعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.
وأضاف دين "تخيلوا لو أنّ أوباما سافر إلى إسرائيل قبل أسبوعين من موعد الانتخابات فقط، لكي يلقي خطاباً في الكنيست، ويقول للإسرائيليين كيف يتوجب عليهم إدارة سياساتهم الخارجية". ولفت إلى أن رئيس مجلس النواب جون بينر أراد من وراء دعوة نتنياهو لإلقاء الخطاب الحصول على نقاط سياسية داخل الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن نتنياهو يتحمل القدر الأكبر من المسؤولية عما يحدث.
وخلص دين إلى أنّه "ليس لدي أدنى ثقة بنتنياهو، فهو يضر بالمصالح الاستراتيجية العليا لإسرائيل". غير أن الساسة الجمهوريين اختاروا أن يوظفوا الإعلام الإسرائيلي في التدليل على خطأ سياسات أوباما والديمقراطيين. فقد خرج رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني، وهو أحد أبرز قادة الجمهوريين، للدفاع عن نتنياهو، مشدداً على أن خطابه أمام الكونغرس هو "خطوة يفرضها الخطر الكامن في تحول إيران إلى قوة نووية".
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "يسرائيل بيوم" ونُشرت الإثنين، قال جولياني "لو كنت مكان نتنياهو لذهبت إلى آخر العالم من أجل التحذير من خطورة البرنامج النووي الإيراني على البشرية"، مشدداً على أنه كلما تعاظمت المخاوف من أن اتفاقاً "سيئاً" يوشك أن يتم التوقيع عليه، تعاظمت قيمة خطاب نتنياهو أمام الكونغرس.
غير أنّ الخلاف بين البيت الأبيض ونتنياهو لن يؤثر بشكل كبير على الطابع الاستراتيجي للعلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وعلى متانة الالتزام الأميركي بضمان التفوق النوعي الإسرائيلي. فقد أشارت صحيفة "هآرتس" في عدد الإثنين إلى ما ورد في وثائق "سنودين"، إذ تبيّن أنّ "وحدة 8200"، المسؤولة عن التجسس الإلكتروني في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" قد قدّمت مساعدة مهمة وحاسمة لكل من الولايات المتحدة وبريطانيا في تجسسهما على القادة الإيرانيين.
ويسود إجماع داخل إسرائيل على أن مجالات التعاون الاستراتيجي بين الجانبين لن يتم المسّ بها، وهو ما يُترجم في توقيع إسرائيل عقداً لشراء دفعة ثانية من طائرات "إف 135" (الشبح) التي لم تقم الولايات المتحدة ببيعها خارج حدودها، مما يعد إضافة استراتيجية لقدرات سلاح الجوّ الإسرائيلي.
وقال معلق الشؤون الاستخباراتية في صحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان، إنّه يستحيل جسر الفجوة الشاسعة جداً بين معايير الاتفاق "الجيد" التي تراها إسرائيل ومواقف الدول العظمى. ولفت في تقرير نُشر الإثنين الماضي، إلى أن الحكومة الإسرائيلية ترفض، من حيث المبدأ، أن يكون لإيران الحق في تخصيب اليورانيوم بأي شكل من الأشكال، وتصرّ على أن تتخلص إيران من عشرين ألف جهاز طرد مركزي بحوزتها، وتستخدم في تخصيب اليورانيوم، في حين أن الدول العظمى سلّمت بحق طهران في تخزين اليورانيوم منذ عقد من الزمان.
وبحسب ميلمان، فإن الدول العظمى توافق على أن تحتفظ إيران بستة آلاف جهاز طرد مركزي، وهذا ما يثير غضب نتنياهو. وأشار ميلمان إلى أن ما يزيد الموقف الإسرائيلي حرجاً هو أن تقرير اللجنة الدولية للطاقة الذرية الذي صدر أخيراً يدلل على أنّ إيران تحترم التعهدات التي قطعتها على نفسها في اتفاق جنيف المؤقت الذي تم التوصل إليه في نوفمبر/تشرين الثاني 2013.
اقرأ أيضاً (تقرير للخارجية الإسرائيلية يستبعد اتفاقاً مع إيران)
وبحسب تقرير "الطاقة الذرية"، فإنّه لم تطرأ أية زيادة على مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المائة. إضافة إلى أنّ إيران حوّلت اليورانيوم الذي تم تشبيعه بنسبة 20 في المائة إلى مادة لا يمكن استخدمها في أغراض عسكرية، علاوة على أنّها أوقفت التجارب التي أجرتها على الجيل الخامس من أجهزة الطرد المركزي، والتي تعتبر الأجهزة الأكثر تطوراً لديها وتستخدم في تخصيب اليورانيوم.
وكان من شأن دخول هذه الأجهزة إلى الخدمة أن يسهم في زيادة كمية اليورانيوم المشبع لدى إيران بشكل كبير، ويزيد بذلك من قدرتها على إنتاج أسلحة نووية.
وفي الإطار نفسه، انضمت نخب يمينية إلى المطالبين بإلغاء خطاب نتنياهو أمام الكونغرس. وفي مقال نشرته صحيفة "ميكور ريشون"، ذات التوجهات اليمينية في عددها الصادر الإثنين، أشار الكاتب اليميني أرئيل كاهانا للأذهان إلى أنّ أعداء إسرائيل يوجدون في طهران وليس في البيت الأبيض، داعياً نتنياهو إلى إلغاء خطابه، حرصاً على مصالح إسرائيل الاستراتيجية. وحث نتنياهو على تغليب مصالح إسرائيل القومية على أي اعتبار وعدم السفر إلى واشنطن لإلقاء الخطاب.
اقرأ أيضاً (غضب اليهود الأميركيين من سلوك نتنياهو مُكلف)
في هذه الأثناء، وصل التوتر بين البيت الأبيض، ومن خلفه الحزب "الديمقراطي"، ونتنياهو حدوداً غير مسبوقة. فقد شنّ الرئيس السابق للحزب الديمقراطي وحاكم ولاية "فيرمونت" السابق، هوارد دين، هجوماً عنيفاً على نتنياهو، واصفاً إياه بـ "الكارثة". ونقلت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر الأحد الماضي عن دين قوله، إنّ خطاب نتنياهو يفضي فقط إلى الإضرار بالعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.
وأضاف دين "تخيلوا لو أنّ أوباما سافر إلى إسرائيل قبل أسبوعين من موعد الانتخابات فقط، لكي يلقي خطاباً في الكنيست، ويقول للإسرائيليين كيف يتوجب عليهم إدارة سياساتهم الخارجية". ولفت إلى أن رئيس مجلس النواب جون بينر أراد من وراء دعوة نتنياهو لإلقاء الخطاب الحصول على نقاط سياسية داخل الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن نتنياهو يتحمل القدر الأكبر من المسؤولية عما يحدث.
وخلص دين إلى أنّه "ليس لدي أدنى ثقة بنتنياهو، فهو يضر بالمصالح الاستراتيجية العليا لإسرائيل". غير أن الساسة الجمهوريين اختاروا أن يوظفوا الإعلام الإسرائيلي في التدليل على خطأ سياسات أوباما والديمقراطيين. فقد خرج رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني، وهو أحد أبرز قادة الجمهوريين، للدفاع عن نتنياهو، مشدداً على أن خطابه أمام الكونغرس هو "خطوة يفرضها الخطر الكامن في تحول إيران إلى قوة نووية".
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "يسرائيل بيوم" ونُشرت الإثنين، قال جولياني "لو كنت مكان نتنياهو لذهبت إلى آخر العالم من أجل التحذير من خطورة البرنامج النووي الإيراني على البشرية"، مشدداً على أنه كلما تعاظمت المخاوف من أن اتفاقاً "سيئاً" يوشك أن يتم التوقيع عليه، تعاظمت قيمة خطاب نتنياهو أمام الكونغرس.
غير أنّ الخلاف بين البيت الأبيض ونتنياهو لن يؤثر بشكل كبير على الطابع الاستراتيجي للعلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وعلى متانة الالتزام الأميركي بضمان التفوق النوعي الإسرائيلي. فقد أشارت صحيفة "هآرتس" في عدد الإثنين إلى ما ورد في وثائق "سنودين"، إذ تبيّن أنّ "وحدة 8200"، المسؤولة عن التجسس الإلكتروني في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" قد قدّمت مساعدة مهمة وحاسمة لكل من الولايات المتحدة وبريطانيا في تجسسهما على القادة الإيرانيين.
ويسود إجماع داخل إسرائيل على أن مجالات التعاون الاستراتيجي بين الجانبين لن يتم المسّ بها، وهو ما يُترجم في توقيع إسرائيل عقداً لشراء دفعة ثانية من طائرات "إف 135" (الشبح) التي لم تقم الولايات المتحدة ببيعها خارج حدودها، مما يعد إضافة استراتيجية لقدرات سلاح الجوّ الإسرائيلي.