مثلما أحدثت الروائية الفرنسية صدمة عند صدور روايتها الأولى "صباح الخير أيها الحزن" (1954)، تعود فرانسواز ساغان (1935-2004) بعد سنوات من رحيلها من خلال عمل كان ضائعاً أو يجهل الجميع بوجوده هو روايتها "الزوايا الأربع للقلب" التي صدرت حديثاً، وتصبح حديث الصحافة من جديد.
وكان ابن الروائية دنيس ويستهوف، قد عثر على الرواية بين أوراقها بعد أن رحلت قبل أن تكملها، وهي قصة لم تكتمل من 200 صفحة.
الرواية صدرت أمس الخميس عن دار "بلون"، وكانت مفاجأة أكدت الشائعات التي ترددت طيلة الصيف دون أن يتأكد أحد من صحتها، لا سيما وأن الدار لم تعلن عن الرواية ضمن قائمة منشوراتها وقدمتها إلى الوسط الثقافي كمفاجأة الموسم.
أعادت رواية ساغان إلى الذاكرة الثقافية أجواء الضجيج والحماس عند صدور كتاب غير متوقع في الأسابيع المحمومة التي تُعرف بـ "موسم الدخول الثقافي" الذي يسبق معارض الكتب والسنة الأكاديمية الجديدة.
مثل روايتها الأولى التي كتبتها ساغان وهي في السابعة عشرة، فإن "أربع زوايا للقلب" تشريح لاذع لحياة البرجوازية الفرنسية، وتتمحور حول رجل أعمال يتعرض لحادث سيارة ويصبح متعلقاً بشكل غريب بوالدة زوجته.
يتعرض البطل لما تعرضت إليه ساغان في ذروة شهرتها عام 1957، حين تحطمت سيارتها في حادث دخلت على إثره في غيبوبة، دون أن يوقف الحادث حبها للسيارات، وبعد أن تعافت كانت تقود سيارتها من باريس إلى مونت كارلو للمقامرة على طاولات الكازينو.
ابنها، الفنان الفوتوغرافي، وصف الرواية بأنها "ساخرة و"ساغانية" ومغامرة لا تصدق، جريئة إلى حد الوقاحة في بعض الأحيان، ومكتوبة بلهجة باروكية".
وأوضح أنه اكتشف المخطوطة في أحد الأدراج. ووصف الاكتشاف بأنه "معجزة" وسط سلسلة من المعارك القانونية على ممتلكاتها، والتي قال فيها إن ممتلكات ساغان "تم الاستيلاء عليها أو بيعها أو منحها أو اقتناؤها بطرق مشكوك فيها".
وقال ويستهوف إن بعض الكلمات في المخطوطة لم تكن واضحة وأنه أعطى النص إلى محررها، الذي لم يرغب في نشره كما هو ولا الاشتغال عليه، فقرر الابن العمل على الكتاب بنفسه، مضيفاً كلمات مفقودة وأحياناً عبارات قليلة، حيث قال إن التصحيحات تبدو ضرورية، مع الحرص على عدم تغيير أسلوب الرواية أو لهجتها.