فرانسوا سالفان: أرشيف 818 يوماً

14 فبراير 2016
(سيلفان، تصوير: جاك لانج)
+ الخط -

ظل تاريخ التحرّر الوطني في البلاد العربية يُسرد غالباً من زاوية التمجيد المحلي، الذي لعبت على تضخيمه الدول بعد استقلالها في سبيل بناء شرعياتها. بالمقابل، كانت الوثائق المتعلّقة بهذه المرحلة موجودة غالباً في مكتبات ومؤسسات أرشيف الدول الاستعمارية، وكثيراً ما ظلّت استعمالاتها غير بريئة.

لعل الأعمال الروائية التي تتّكئ على الوثائق تمثّل أفقاً للاشتغال على هذا التاريخ، بعيداً عن الحسابات السياسية وإن ظلت محاذية لها. رواية "818 يوماً" للكاتب الفرنسي فرانسوا سيلفان اشتغلت ضمن هذا السياق، وستكون محور محاضرته غداً في "المركز الفرنسي" في طنجة ضمن حولة مغربية يقوم بها.

في "818 يوماً" اتخذ الكاتب من المذكّرات شكلاً لعمله الروائي، وهي مذكرات السلطان محمد بن يوسف (1909 - 1961) الذي سيصبح في ما بعد الملك محمد الخامس. اعتمد سالفان على أرشيف الطبيب الخاص للملك المغربي الراحل، الدكتور ديبوا روكيبار، ومنه يحاول استكمال ما لا يُعرف من رحلة المنفى (1953 - 1955) التي عاشها محمد الخامس في مدغشقر.

يضيء العمل الروائي أيضاً على تأمّلات الملك، وأفكاره حول القضايا الوطنية، كما أنه يكشف شيئاً من علاقته بابنه الذي سيورثه العرش باسم الحسن الثاني، وهنا تبدو الحياة العائلية المَلكية منطلقاً تفسيرياً للكثير من أحداث تاريخ المغرب المعاصر، خصوصاً في علاقته بالمستعمر.

لا يقف العمل فقط عند التأريخ للمغرب، بل يرسم صورة للعقلية الاستعمارية التي كانت تهيمن على النظام السياسي الفرنسي وقتها، المعروف بـ "الجمهورية الرابعة".

 
اقرأ أيضاً: إدريس الكنبوري.. سنوات الرصاص أبعد مما نظن

دلالات
المساهمون