يهيئ المغرب، ترقبا لاحتفالات ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة، فرقا أمنية جديدة أصبحت جاهزة للعمل لأول مرة، أطلق عليها البعض لقب "الكوماندوس"، تشبه في عملها الفرق الأمنية الأميركية التي تتكلف بمهام أمنية حساسة، وذلك من أجل ضمان احتفالات سالمة بعيدا عن أي تهديدات للأمن.
ورفعت السلطات الأمنية بالمغرب من درجة التأهب استعدادا لاحتفالات رأس السنة التي يسميها المغاربة "بوناني"، أي "سنة سعيدة"، حيث بدأت الفرق الأمنية تواجدها المتزايد في شوارع الرباط والدار البيضاء ومراكش وطنجة وباقي المدن الكبرى على الخصوص، ليتم الرفع من التواجد الأمني ساعات قبل ليلة رأس السنة.
ويشهد عدد من مدن المملكة كل ليلة رأس سنة حالات عربدة وتسكع وسرقات بسبب لجوء البعض إلى احتساء الخمور وتعاطي المخدرات، احتفالا بليلة "بوناني"، وهو ما يدفع رجال الأمن إلى قضاء "ليلة بيضاء"، يقتفون فيها آثار المنحرفين والمخمورين من الجنسين معا حتى تمر الليلة بسلام.
وأفاد مصدر أمني، فضّل عدم الكشف عن هويته، في تصريح لـ "العربي الجديد"، بأن الاستعدادات الأمنية التي يتم تحضيرها لاحتفالات "رأس السنة الميلادية"، تأتي في سياق السياسة الاستباقية لتي دأبت عليها مديرية الأمن لمحاربة الجريمة واستشراف أي اعتداءات أو توترات أمنية محتملة.
وبحسب المصدر ذاته، فإن هناك فرقا مدربة على أعلى مستوى من التدريب داخل وخارج المملكة، ستكون حاضرة لمراقبة ومواكبة ما قبل وأثناء احتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة، مبرزا أن التكثيفات الأمنية إجراء يدخل في إطار العمل المهني الاعتيادي، والذي يهدف إلى إشاعة الأمن في نفوس المواطنين والسياح على السواء.
من جهته يرى الباحث المغربي الدكتور إدريس الكنبوري، أن رفع التأهب الأمني بمناسبة الاحتفال بالسنة الميلادية يسعى إلى الحيلولة دون وقوع أي أعمال إرهابية أو اعتداءات، مثل اليقظة الأمنية في هذه المناسبة أصبحت بمثابة روتين يتم اللجوء إليه كل عام كنوع من التحصين والوقاية والأمن الاستباقي".
واستطرد الكنبوري في تصريح لـ "العربي الجديد"، بأن "هذه المناسبة تشهد احتفالات عامة في عدد من المدن الكبرى بالمملكة، ويمكن للجماعات الإرهابية أن تستغل هذه الأجواء الاحتفالية لتنفيذ أعمالها"، لافتا إلى أن "الاحتفالات بالسنة الميلادية ترتبط لدى هذه الجماعات بالتبعية للأجنبي وبتقليد "الكفار"، وهي التسمية التي يطلقونها على النصارى، وهناك فتاوى لدى منظري هذا التيار بتكفير المحتفلين بهذه المناسبة".
وسجل المتحدث بأن "هذا التأهب الأمني ليس له طابع استثنائي، لأن المغرب يوجد في حالة يقظة أمنية منذ فترة طويلة، بناء على سياسته الأمنية الجديدة في التصدي للجريمة الإرهابية، حيث تم خلال السنوات الماضية تفكيك العديد من الخلايا المتطرفة واعتقال العشرات من الأشخاص"، موضحا أن "هذا التأهب الهدف منه تكثيف هذه الجهود في مناسبة استثنائية تشهدها البلاد."