وتستخدم العديد من وسائل الإعلام الفرنسية عبارة Afro-Américain (أفرو أميركي)، بدلاً من عبارة Africain Américain (أفريقي أميركي).
وتلقت عدة منابر إعلامية فرنسية، بينها صحيفة "ليبيراسيون" وإذاعة "راديو فرنسا"، رسائل عدة في الأيام الأخيرة، تعبر عن استنكارها لاستخدام العبارة لوصف جورج فلويد.
جذور المصطلح
ردّت الصحيفة، على لسان أستاذ التاريخ، باب ندياي، بأن عبارة Afro-Américain كانت تستخدم بالفعل في الصحافة الأميركية في القرن التاسع عشر، بينها صحف تنتمي لمجتمع السود، لكن المصطلح كان نادراً بالمقارنة مع مصطلح "الزنوج".
وفي عام 1964، قام مالكولم إكس بتعميم عبارة "أفرو أميركي"، تقول سيسيل كوكيه، المحاضرة في الحضارة الأميركية في جامعة تورز.
وأوضحت: "إنه مصطلح أطلقه في العام الأخير من حياته، قبل أشهر قليلة من مقتله. لا يمكن للمرء أن يشك في أنه خلق بذلك فئة فرعية من السود"، و"عارض مصطلح "الزنجي" الذي استخدمه مارتن لوثر كينغ على سبيل المثال".
وفسّرت كوكيه تفضيل مالكولم إكس لتعبير "أفرو أميركي" بأنها كانت طريقته للاتصال بالجذور الأفريقية، إذ كان يرى العالم من وجهة نظر عالمية بسبب كثرة سفره إلى أفريقيا.
ثم تطور التعبير في نهاية التسعينيات من خلال الناشط الحقوقي، جيسي جاكسون، المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية في 1984 ثم في 1988، بحيث أضاف الطابع الديمقراطي على مصطلح "الأفريقي الأميركي"، الذي لا يزال يستخدم اليوم في أشكال التعداد والعمل الأكاديمي.
وأصبح هذا التطور واضحاً الآن على المستوى المؤسسي. كان قسم دراسات في جامعة هارفرد يحمل اسم "قسم الدراسات الأفرو أميركية"، وهاهو يسمى الآن "قسم الدراسات الأفريقية والأفريقية الأميركية". وينطبق الشيء نفسه على المتحف الوطني للتاريخ والثقافة الأميركية الأفريقية، الذي تم افتتاحه في سبتمبر/أيلول 2016 في واشنطن.
"أفريقي أميركي" أم "أفرو أميركي"؟... جدل الحمولة
الفرق بين مصطلحي "أفريقي أميركي" و"أفرو أميركي" يكمن في أن عبارة "أفرو" تعبر عن الاندماج والشك في أن هؤلاء المواطنين أفارقة حقاً، تقول كوكيه.
ويقدم ندياي تفسيراً آخر لتبرير تحول التعبير: "يمكن أن يشير أيضاً إلى أنماط تسريحات الشعر الأفرو. شعر الكثير من الناس أنه كان خطأً. بالإضافة إلى ذلك، كان استخدام الكلمات المصغرة للتحدث عن الأفارقة أمراً غير مناسب".
وهكذا يبرّر مستخدمو مصطلح "أفرو أميركي" بأنه لا يمثل إشكالية في عام 2020 لأن الباحثين يرون أنه مصطلح متداول بين بداية الستينيات وحتى بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ويرى باب ندياي أن من الأفضل اتباع الاستخدام الأميركي، لكنه لا يعارض استخدام "أفرو أميركي" لأنه يرى فيه دلالة إيجابية تؤكد على التراث التاريخي والثقافي لهذا المجتمع.
في المقابل، لا يحبذ جزء من الأميركيين السود هذا المصطح لأنهم يشعرون بأنهم لا يعرفون شيئاً عن أفريقيا، وبأنه مصطلح يقلل من احترام أولئك الذين هم أفارقة حقاً، يتحدثون لغة بلدهم الأصلي، وهاجروا إلى الولايات المتحدة باختيارهم.