لم تحد صعوبة النطق لدى الناشط الشبابي محمد مخيمر من قدرته على إدخال الفرح إلى قلوب الأطفال وعائلاتهم، وإدارة فريق "الابتسامة" الفني للعروض في قطاع غزة إلى جانب سبعة من زملائه.
محمد مخيمر (22 عاماً) بالكاد يستطيع ترتيب كلامه نتيجة إصابته بصعوبة النطق الناجمة عن تداعيات "الخوفة" (صدمة) تعرض لها سابقاً، دون أن يجد لها أي حل أو علاج.
ولم يستسلم محمد لذلك فأخذ بتطوير مهاراته واستخدام الحركات البهلوانية التي يمارسها المهرجون وتمكن من تعلمها إلى أن أصبح مهرجاً ماهراً يجذب بحركاته أنظار الكثيرين من حوله. ويشير إلى أنه تمكن من إحداث اختراق كبير وانتشار واسع لفريقه على مستوى مناطق جنوب قطاع غزة.
ويبيّن محمد لـ"العربي الجديد"، أنه والفريق يشاركون في الكثير من الحفلات الفنية والحملات التطوعية والمبادرات، ويزورون من خلالها المرضى وأصحاب الأمراض المزمنة داخل المستشفيات.
ويحمل زملاء محمد في الفريق عدة تخصصات جامعية منها تربية الطفل، والدعم النفسي، والرياضة، وإدارة الأعمال وجعميهم يمثلون أدواراً مهمة في الفريق من بينها رقصة الحصان والمهرج والمغني، فضلاً عن الدبكة الشعبية والدحية (الأناشيد) إلى جانب زاوية الرسم.
ويفتخر محمد أنّ بداية تشكيل الفريق كانت بسيطة وبدأت بجمع مبلغ 20 شيقل (نحو 5.5 دولارات) وبعدها قاموا بجمع مبالغ عدة مكنتهم من شراء الأدوات والملابس الخاصة بالفريق، موضحاً أنهم استطاعوا شراء ملابس المهرج وبعض الدمى والألعاب لتطوير الفريق.
يلفت إلى أن الإعاقة التي يعاني منها لم تقف عائقاً أمامه، بل دفعته لتطوير مهاراته ليصبح الفريق الأكثر شهرة في غزة، موضحاً أنّ لديهم أفكاراً كثيرة تتعلق أغلبها بإحياء حفلات رياض الأطفال وحفلات أخرى داخل المنتجعات والأماكن العامة.
أما زميله بلال كساب فبدا منشغلاً في رسم بعض الأشكال التي يفضلها الأطفال على وجوههم كجزء من النشاطات التي يقدمها الفريق خلال فعالياته التي يمارسها في الحفلات، ومنها تلك التي نظمها الفريق خلال أيام عيد الفطر السعيد وما بعدها.
ويشير كساب لـ"العربي الجديد" إلى أنّ التحاقه بهذا الفريق جاء عبر الإنترنت حيث تعرف الأعضاء على نشاطات بعضهم بعضاً واستطاعوا تشكيل فريق متكامل.
ويوضح أنهم يتلقون مبلغ 130 دولاراً على كل مرة يعملون فيها في فعالية أو مهرجان، ويتم توزيعها على الأعضاء بمعدل 10 دولارات للشخص الواحد مقابل الجهد والدور الذي يقوم به خلال إحياء المناسبات.
وعلى الرغم من أن هذا العمل لا يتناسب مع تخصص كساب الجامعي في إدارة الأعمال، غير أنه لم يجد بديلاً يوفر له مصروفه الشخصي. ويقول: "نشعر بسعادة بالغة ونحن نرسم ملامح الفرح على وجوه الأطفال من باب الترفيه، وتحدياً لظروف الحصار الإسرائيلي الخانق على شعبنا الفلسطيني".
ويضيف كساب: "شعبنا يريد أن يعيش الحياة كباقي العالم ونحن نحاول ذلك عبر فريقنا، وتمكنا من رسم الابتسامة على وجوه الكثير من الأطفال وخصوصاً المرضى خلال زيارتنا وحملاتنا داخل المستشفيات وتقديم الهدايا".
ويشدد على أن ما يقومون به هو أمر مطلوب من باب التفريغ النفسي وتعويض الآثار المترتبة على جولات التصعيد والتهديد الذي يفرضه الإحتلال واعتداءاته المتكررة فضلاً عن الحروب الأخيرة.