فرّقتهم السياسة وجمعتهم كرة القدم: زعماء في الملاعب

27 يونيو 2018
+ الخط -
تجمع الرياضة دائماً ما تُفرّقه السياسة. ما يحدث في أروقة مجالس النواب وجلسات الحكومات من معارك سياسية ينتهي في الملاعب الرياضية، مهما ارتفعت حدة الخلافات السياسية ومهما اشتد الخصام بين المعارضة والموالاة في كل بلد.

بدايةً من لبنان، إذ خاض ممثلو الأحزاب ورغم تناحرهم السياسي مباريات ودية عام 2010، ولم تكن التجربة اللبنانية فريدة من نوعها، إذ تجمع كرة القدم ما تفرّقه السياسة.

فالعديد من الدول تُقيم مباريات ودية بين أحزابها أو حتى بين نوابها ووزارئها وممثلي البعثات الدبلوماسية لبث روح التعاون والسلام. وتجذب هذه المباريات عدداً كبيراً من الجمهور، إذ تلاقي صدى إيجابياً بين المواطنين من دول العالم المختلفة.

ودّ بين الأحزاب المتناحرة
بعنوان "كلنا فريق واحد" وفي الذكرى الخامسة والثلاثين لانتهاء الحرب الأهلية التي استمرت على مدار 15 عاماً وانتهت في عام 1990، اجتمع رؤساء الأحزاب السياسية في لبنان والنواب والوزراء لخوض مبارات ودية. ورغم منع الجمهور من الحضور في المدرجات، لأسباب أمنية، إلا أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان تقدم حضور المباراة الاستثنائية، مع عدد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية، وحشد إعلامي ضخم.

تميّزت المباراة، التي استمرت نصف ساعة، بأجواء من التسلية والاسترخاء، بين الفريق الأحمر الذي قاده رئيس الحكومة سعد الحريري، ضدّ الفريق الأبيض، بقيادة النائب علي عمار من حزب الله. وقد ضمّ الفريقان وزراء ونوابا من أطراف سياسية مختلفة.




مباراة دبلوماسية
خاض سياسيون ومسؤولون في إقليم كردستان العراق في عام 2016، مباراة ودية مع فريق من ممثلي الدول الأجنبية والقنصليات الموجودة في الإقليم بهدف بث روح التعاون. وانتهت المباراة بالتعادل بين الفريقين، حيث سجل الفريقان 9 أهداف.

لأول مرة في تاريخ كردستان يلعب قياديون في الأحزاب السياسية في فريق واحد بمباراة ودية مع ممثلي الدول الأجنبية والقنصليات. وشارك في المباراة ممثلو الدول الأجنبية كالقناصل والسفراء الأجانب لدى إقليم كردستان. وبحسب تصريحات صحافية لأحد رؤساء الكتل السياسية المشاركة فإن هدف المباراة توحيد الصف بين الأحزاب السياسية.



معارضون في ملعب الكرة
حتى في بوليفيا، ورغم التجاذب السياسي بين الرئيس إيفو موراليس ومعارضيه، إلا أن ذلك لم يمنعه من خوض مبارة ودية. وفي عام 2016، أُقيمت مباراة بمناسبة افتتاح ملعب جديد لكرة القدم في مدينة لاباز.

ورغم أن المباراة لم تنته بشكل ودي، إذ ركل الرئيس أحد اللاعبين في الفريق المنافس فأسقطه أرضا. وتناقلت محطات التلفزة والمواقع الإلكترونية لقطات الفيديو التي تسببت بإحراج كبير وانتقادات للرئيس المولع بلعبة كرة القدم.



بدأت القصة بتعرض موراليس للإصابة خلال مباراة "ودية" مشحونة بين فريق رئاسي يقوده وآخر تابع للمعارضة يقوده رئيس بلدية مدينة لاباز، لويس ريفيللا، وهو حليف سابق لموراليس تحول في وقت سابق إلى المعارضة.

وبعد خمس دقائق فقط على انطلاق المباراة، تلقى الرئيس موراليس ركلة عنيفة من المدافع الخصم دانيال غوستافو كارتاخينا، عضو حزب "الحركة بدون خوف" المعارض لحزب "الحركة نحو الاشتراكية" بزعامة موراليس.

وشعر الرئيس على أثر الركلة بالانزعاج ورفض الإهانة، فسارع مباشرة إلى كارتاخينا موجهاً إليه ركلة عنيفة. وانتهت المبارة بالتعادل (4 – 4) وبأربع حالات طرد وأربع بطاقات صفراء. يُشار إلى أن موراليس كان قد لعب عام 2007 مباراة في منطقة تقع على ارتفاع 6 آلاف متر فوق سطح البحر، وذلك احتجاجا على الجهود التي كانت ترمي في حينها لمنع بلاده من خوض مباراتها الدولية على ارتفاعات شاهقة. وفي عام 2006، عانى موراليس من كسر في أنفه خلال اصطدامه مع حارس مرمى الخصم خلال مباراة لكرة القدم.

تقريب وجهات النظر
حتى في الهند، تقام مباريات في كرة القدم بين السياسيين والصحافيين من أجل تعزيز روح المشاركة. ففي عام 2017، جرت مباراة ودية جمعت بعض الأحزاب السياسية والنواب في مدينة بالاكاد جنوبي الهند مع صحافيين وإعلاميين، وبحسب الصحف الهندية، فإن المباراة جرت من أجل تعزيز الروابط بين السياسيين والإعلاميين.