وحظي الاجتماع، الذي دعا له شيخ العجمان، فهد بن حثلين، وهو خال ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بفشل ذريع، إذ اقتصرت فعالياته على أداء الرقصات التراثية واستعراض للخيول بحضور باهت، كما تخللته مشاجرات كبيرة بالخناجر والسيوف بين أفرع القبيلة التي تطمع في الزعامة بفعل الحزازات الكبيرة بين شيوخها.
وقال مراقبون سياسيون إن الاجتماع لم يقدم أي حلول من الممكن أن تطرح لحل الأزمة، بل بدا كأنه استعراض سياسي للسعودية على حساب الدول الأخرى المحيطة بها، ومحاولة إرسال رسائل تؤكد قدرتها على تجييش القبائل ضد دولها، وهو ما لم يحدث، إذ إن المواطنين القطريين والكويتيين المنتمين للقبيلة ذاتها أكدوا أن هدف الاجتماع كان محاولة تنصيب شيوخ القبيلة الموالين لولي العهد محمد بن سلمان، ومن بينهم خاله الشيخ فهد، على حساب عشرات الشيوخ الآخرين، وهو ما سبب انقساماً كبيراً داخل الاجتماع، أدى إلى قيام جزء منهم بمغادرته على الفور.
ويتمتع أبناء قبيلة يام في قطر بمناصب عسكرية وسياسية كبيرة، وعلى رأسهم العميد ركن حمد بن عبدالله الفطيس المري، الذي أدرجته دول الحصار في قوائم الإرهاب الخاصة بها، كما أدرجت ضمن القوائم الداعية الكويتي المنتمي للقبيلة نفسها، حجاج العجمي، والذي انتقد الحفل القبلي، وقال إنه "مدفوع من السعودية والإمارات، وغير شريف، ولا يمثل إلا وجهة نظر واحدة".
ويعاني أبناء القبيلة في السعودية من تدني مستوى الخدمات في القرى التي يسكنونها على امتداد المنطقة الشرقية والجنوبية للمملكة، كما يعانون من انخفاض مستوى الدخل بفعل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها السعودية، إضافة إلى التهميش التام في المناصب العسكرية والسياسية.
ولم يحظ أحد الداعين للاجتماع، وهو الشيخ محمد بن سلطان بن حثلين، على كرسي مجلس الأمة في الكويت في الانتخابات البرلمانية العام الماضي في دائرته الانتخابية الموالية، كدلالة على انخفاض شعبية الداعين للاجتماع بين أفراد القبيلة، واقتصار شعبيتهم على عدد من المستفيدين منهم فقط.