فشل مجلس النواب المصري في إيفاد لجنة برلمانية لزيارة مناطق في سيناء، شمال شرقي البلاد، وذلك بدعوى عدم استطاعة قوات الجيش والشرطة توفير إجراءات الأمن والحماية للوفد المكوّن من 25 نائبا، في ظل سيطرة الجماعات المسلحة على مناطق عدة في شمالي سيناء.
وبعد انتهاء المجلس النيابي من مناقشات لائحته الداخلية، وإرسالها إلى مجلس الدولة لمراجعة موادها، أوقف رئيس البرلمان علي عبد العال، الجلسات لمدة ثلاثة أسابيع، بحجة انتظار عودة اللائحة الجديدة، والانعقاد تزامنا مع إلقاء الحكومة لبيانها في 27 مارس/ آذار الجاري.
وشكل البرلمان 6 وفود من أعضائه لزيارة المحافظات الحدودية، بهدف التعرّف إلى مشاكلها، وكأنها غير معلومة لسلطات الدولة، بدأها بزيارة أسوان والنوبة، ومرسى مطروح، على أن تعقبها زيارة الواحات البحرية (غدا)، والبحر الأحمر، والوادي الجديد، وحلايب وشلاتين، الأحد المقبل، تمهيدا لإعداد تقارير عن مشكلاتها، ورفعها إلى رئيس البرلمان، الذي سيرسله بدوره إلى رئيس الحكومة.
وارجأت زيارة سيناء إلى أجل غير مسمى، بعد إعلان أمانة البرلمان تعليق الزيارة لحين
الانتهاء من الإجراءات اللازمة مع الجهات الأمنية على خلفية الأحداث الجارية في سيناء، وجهود الدولة في مكافحة الإرهاب، وتصنيفها "منطقة خطرة"، تحتاج إلى احتياطات أمنية لزيارتها، في ظل حظر التجوال المفروض على أهاليها منذ أكثر من عام.
اقرأ أيضا: تصفية ضابط شرطة مصري وقصف على الشيخ زويد ورفح
قرار البرلمان بتشكيل اللجان السابقة جاء بالأساس بعد طلب نائب شمال سيناء حسام الرفاعي، بتشكيل لجنة لدراسة الأزمات التي يعاني منها المواطنون بسيناء خلال إحدى الجلسات العامة، وهو ما استغله بعض النواب لطلب تشكيل وفود مماثلة، والسفر إلى محافظات سياحية هادئة، لالتقاط الصور التذكارية مع مواطنيها، ورفعها على مواقع التواصل الاجتماعي، ترويجا لهم، كما حدث خلال زيارتي أسوان ومطروح.
ويقول الرفاعي في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "التأجيل بدعوى الظروف الأمنية يصب في صالح أهالي سيناء، الذين يعانون الأمرّين من التشديدات الأمنية، وحالات الاعتقال العشوائي، والاحتجاز غير المبرر بحق الأهالي بشكل يومي"، مشيرا إلى أن المواطن السيناوي يحاصر في مناطق العريش، والشيخ زويد، ورفح، ما بين آلة الدولة الأمنية والجماعات المسلحة.
وانتقد الرفاعي غياب دور الدولة في حل مشكلات المواطنين الحياتية، والمتمثلة في قطع الكهرباء وخدمات الاتصال والإنترنت لفترات طويلة، وتوقف مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي، وكذا ارتفاع معدل البطالة، فضلا عن وقف العمل بمحكمة العريش، ومعاناة المحامين والمتقاضين من السفر يوميا إلى محكمة الإسماعيلية.
من جانبه، قال نائب حزب الإصلاح والتنمية بسيناء، سلامة الرقيعي، إن تعليق الزيارة لحين انتهاء الترتيبات الأمنية يعني بشكل مُبطن إلغائها خلال الفترة الحالية، لحين استقرار الأوضاع الأمنية، مقترحا استبدال الزيارة بتشكيل عدد من لجان الاستماع لشيوخ ووجهاء شمال سيناء داخل البرلمان، بحضور ممثلين عن السلطة التنفيذية، لطرح مشكلات المحافظة الأمنية والتنموية.
اقرأ أيضا: السيسي يطرح سيناريو مؤامرة قتل الطالب الإيطالي مجدداً