وأفادت مصادر محلية، وأخرى قريبة من القوات الحكومية، "العربي الجديد"، بأنّ قافلة تضم مساعدات إنسانية كان من المقرر أن تمرّ عبر المدخل الشرقي لمدينة الحديدة، منطقة "كيلو 16"، إلا أنّ ملابسات أخيرة أدت إلى تعذّر فتح الطريق، حتى الثانية من ظهر اليوم (توقيت محلي) على الأقل.
وكان رئيس لجنة إعادة الانتشار وكبير فريق المراقبين الدوليين، باتريك كاميرت، قد طرح لممثلين عن الحكومة وجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، مقترحاً بإعادة فتح المدخل الشرقي إلى الحديدة، أمام المساعدات.
وتسيطر القوات الحكومية، المدعومة من التحالف بقيادة السعودية، على المدخل الشرقي للحديدة، فيما يسيطر الحوثيون على أغلب مناطق الحديدة، بما فيها الموانئ.
في الأثناء، قال المتحدث الرسمي لجماعة "أنصار الله" الحوثيين، ورئيس وفد الجماعة المفاوض، محمد عبد السلام، اليوم السبت، إنّ جماعته شرعت في الخطوات التنفيذية لاتفاق السويد، بإعادة الانتشار من ميناء الحديدة، وتسليمه لقوات خفر السواحل.
وأعلن عبد السلام، في تغريدات بحسابه على "تويتر"، عن "تقديم خطوات أساسية في (اتفاق استوكهولم الخاص بمحافظة الحديدة، والتي تمثلت، صباح اليوم، في إعادة انتشار قوات الجيش واللجان الشعبية من ميناء الحديدة، واستلام قوات خفر السواحل للميناء، بحضور فريق الأمم المتحدة"، واصفاً ذلك بأنّه "خطوة متقدمة تثبت حرص القيادة السياسية على تحقيق الأمن والاستقرار ودعم عملية السلام".
— محمد عبدالسلام (@abdusalamsalah) December 29, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— محمد عبدالسلام (@abdusalamsalah) December 29, 2018
|
واعتبر أنّ ما تم "يُعتبر تقدّماً كبيراً يثبت المسؤولية والحرص على تجنيب محافظة الحديدة وعموم الوطن المعاناة الإنسانية"، معرباً عن أمله في "أن يتم استكمال الخطوة الأولى من قبل الطرف الآخر، وفقاً لما نص عليه اتفاق استوكهولم، وقرار مجلس الأمن الدولي 2451".
— محمد عبدالسلام (@abdusalamsalah) December 29, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— محمد عبدالسلام (@abdusalamsalah) December 29, 2018
|
ولم يوضح متحدّث الحوثيين، ما إذا كانت قوات "خفر السواحل" التي تسلّمت إدارة أمن الميناء، هي القوة التي تطالب القوات الحكومية بتسليمها الميناء بإدارتها المعينة قبل اجتياح الحوثيين له، في عام 2014.
وأفاد مسؤول أممي، طلب عدم الكشف عن هويته، لـ"فرانس برس"، اليوم السبت، بأنّ الحوثيين بدأوا بالانسحاب من الميناء المطل على البحر الأحمر منذ منتصف الليل (21.00 توقيت غرينتش الجمعة).
وينصّ اتفاق السويد، المعلن في 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري، على "إعادة انتشار مشترك للقوات من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ومدينة الحديدة، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ".
وتدخُل عبر ميناء مدينة الحديدة غالبية المساعدات والمواد الغذائية التي يعتمد عليها ملايين السكان في اليمن.
ويأتي هذا بعدما أعلن الحوثيون، أنّ قواتهم بدأت، منذ مساء الجمعة، تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار، وفقاً لاتفاق السويد، الذي يقضي بإعادة نشر القوات إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة.
وقال القيادي في جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، حميد عاصم، إنه تمّ الاتفاق المبدئي على فتح الطريق الرابط بين مدينة الحديدة وصنعاء، لدخول المعونات الإغاثية.
وأوضح عاصم، عضو وفد جماعة الحوثيين الذي شارك في مشاورات السويد، أنه "تم الاتفاق المبدئي بين ممثلي جماعته والحكومة اليمنية على فتح هذا الطريق الرئيسي، كأحد ثمار الاجتماعات مع فريق المراقبين الأمميين، بقيادة الجنرال باتريك كاميرت"، من دون ذكر موعد فتح الممر.
وأضاف أنه "تم الاتفاق أيضاً على دخول 12 سفينة إغاثية إلى ميناء الحديدة الاستراتيجي".
كذلك نقل حساب موقع قناة "المسيرة" الناطق باسم الحوثيين، على "تويتر"، عن المتحدث باسم القوات المسلحة قوله إن "قواتنا بدأت، منذ ليلة أمس، تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار من ميناء الحديدة، بناءً على اتفاق السويد، وتنفيذاً لتوجيهات القيادة".
Twitter Post
|
وأضاف: "ننتظر من لجنة المراقبة الأممية إلزام الطرف الآخر بتنفيذ التزاماته المنصوص عليها في المرحلة الأولى من اتفاق (استوكهولم)، وهي الانسحاب من الجهة الشرقية للمدينة وبقية الأجزاء الحرجة".
Twitter Post
|
وعلى الرغم من إعلان الحوثيين هذا، لم يصدر على الفور إعلان أممي أو من جانب القوات الحكومية، يؤكد ما إذا كان الحوثيون قد شرعوا بالفعل في خطوات ميدانية متفق عليها.
وأضاف مصدر الأمم المتحدة، أنّ "قوات الحوثيين، التي تسيطر على المدينة ومينائها الاستراتيجي، بدأت إعادة الانتشار الليلة الماضية".
وقبل أشهر، أغلق الطريق الرئيسي الرابط بين الحديدة والعاصمة صنعاء، بسبب المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين.
وأمس الجمعة، انتهت "الاجتماعات الأولى" للجنة التنسيق المشتركة لمراقبة وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار في مدينة وميناء الحديدة.
وبدأت الاجتماعات، الأربعاء، بعد انضمام أعضاء اللجنة من الجانب الحكومي، ودخولهم مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين.
وقبل أكثر من أسبوع، اعتمد مجلس الأمن قراراً يأذن للأمم المتحدة بنشر فريق لمراقبة وتسهيل تنفيذ اتفاقات العاصمة السويدية استوكهولم.
وعلى الفور، عيّنت الأمم المتحدة رسمياً كاميرت رئيساً للجنة، وضمّت إليه 30 آخرين، وصل منهم 8 إلى الحديدة، بالإضافة إلى الأعضاء الستة من الحوثيين والحكومة.
وتتركز مهمة اللجنة في مراقبة وقف إطلاق النار، وسحب قوات الطرفين من مدينة وميناء الحديدة، وميناءي الصليف ورأس عيسى، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ، خلال 21 يوماً من سريان وقف إطلاق النار، الذي بدأ في 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
كما تراقب اللجنة التزام الطرفين بعدم جلب أي تعزيزات عسكرية للمدينة، وللموانئ الثلاثة، والالتزام بإزالة أي مظاهر عسكرية من المدينة.
إلى جانب القيام بدور رئيسي في عمليات الإدارة والتفتيش في الموانئ، وتعزيز وجود الأمم المتحدة فيها وفي المدينة.