أصدر 26 فصيلاً عسكرياً سورياً، اليوم الثلاثاء، بياناً مشتركاً يوضح الموقف من خطة المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان ديمستورا، والتي قدمها لمجلس الأمن الدولي الشهر الماضي.
وأوضح البيان الذي تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، أن ممثلي "الفصائل الثورية المقاتلة، اجتمعت وناقشت البيان الرئاسي لمجلس الأمن، الصادر بتاريخ 17/8/2015، والخطة المقدمة من المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، وأكدت على بيان مجلس الأمن في تهيئته بيئة مواتية لاستهلال مفاوضات سياسية موضوعية، وبناء الثقة بين الأطراف".
ورحب البيان، الذي ذكر 12 نقطة، بـ"الدعوة إلى الشروع في عملية سياسية تفضي إلى انتقال سياسي وفق بيان جنيف، الذي ينص على هيئة الحكم الانتقالي التي تبدأ فور الاتفاق على الحل، وتمارس كامل السلطات التنفيذية بما يشمل صلاحيات رئيس الجمهورية".
اقرأ أيضاً: المعارضة تسقط مروحية للنظام بحلب وانفجار في الحسكة
كما أكد البيان على "شرط رحيل بشار الأسد وكل أركان نظامه، وألا يكون لأي منهم مكان أو دور في سورية الجديدة والمرحلة الانتقالية"، مضيفاً بأن "هذا شرط أساسي للمضي بأي عملية سياسية"، داعياً إلى "تطبيق القرار رقم 2139، الذي يدعو إلى كف جميع الأطراف عن شن أي هجماتٍ ضد المدنيين، وعن أي استخدام عشوائي للأسلحة في المناطق المأهولة بالسكان، بما يشمل القصف العشوائي بالقذائف والبراميل المتفجرة، وكذلك الوقف الفوري للاحتجاز التعسفي والتعذيب، وعمليات الخطف والإفراج الفوري عن المحتجزين".
ورفض الموقعون "إغفال مجموعات إرهابية استدعاها النظام واحتضنها، وهي تمارس الإبادة والتهجير القسري والتغيير الديمغرافي في سورية، مثل المليشيات الطائفية، والحرس الثوري الإيراني، وحزب الله اللبناني" داعين إلى "إدراجها على قائمة الإرهاب".
وطالب البيان بـ"إبعاد إيران عن أي مشاورات خاصة بالشأن السوري، كونها متورطة بالدم السوري وتدعم كل المليشيات الإرهابية وتؤجج النعرات الطائفية بين مكونات الشعب، فضلاً عن أنها غير موافقة على مرجعية بيان جنيف الذي أيده بشكل تام قرار مجلس الأمن رقم 2118".
وأكد الموقعون على "أن استمرار عمل مؤسسات الدولة الخدمية أمر ضروري وحيوي، ولكننا نرفض عمل كل من مؤسستي الجيش والأمن، وندعو إلى حل الأجهزة الأمنية وإعادة هيكلة مؤسستي الجيش والقضاء" داعين إلى "احترام إرادة الشعب السوري، الذي يملك وحده سلطة تأسيس الدستور المستقبلي وإقرار بنوده، وعدم فرض مبادئ مسبقة تصادر إرادته".
اقرأ أيضاً "البنتاغون": روسيا تعد لأكبر تواجد عسكري لها بالشرق الأوسط
وأضافت الفصائل الموقعة بأنّ "بيان مجلس الأمن الداعي إلى عقد مفاوضات سياسية وتحقيق انتقال سياسي على أساس بيان جنيف وإنشاء هيئة حكم انتقالية، هو بيان واضح لا لبس فيه، وندعو المبعوث الأممي إلى الشروع مباشرة، بتنفيذ بيان جنيف محاطاً بضمانات إقليمية ودولية، دون اللجوء إلى إجراءات ولجان مسبقة تستغرق فترات زمنية، ينتج عنها تفريغ بيان جنيف من محتواه".
كما شددت على ضرورة وجود ضمانات حقيقية تلزم جميع الأطراف بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، فالنظام السوري اعتاد عدم الالتزام بالقرارات طيلة السنوات الخمس الماضية".
وختم البيان بـ"أن التدخل الروسي السافر على الأراضي السورية، يقوّض جهود الحل السياسي"، مطالباً "الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بتحمل مسؤولياتهم تجاه المأساة السورية، والعمل الجاد لتطبيق القرارات ذات الصلة، بما يحقق مصلحة الشعب السوري".
ووقع على البيان كل من "جبهة الأصالة والتنمية، والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، وكتائب نور الدين زنكي، وكتائب ثوار الشام، ولواء حلب المدينة، وألوية الفرقان، وفيلق الرحمن، وجيش الإسلام، وجبهة شام، ولواء السلطان مراد، وكتائب الصفوة، وتجمع صقور الغاب، والفوج الأول، والفرقة 13، والفرقة 101، والجبهة الشامية، وتجمع فاستقم كما أمرت، وفيلق الشام، ولواء فرسان الحق، وجيش التوحيد، وأحرار الشام، ولواء الحق، ولواء شهداء الإسلام، ولواء صقور الجبل، ولواء محمد الفاتح، وجيش المجاهدين".
من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" وائل علوان، إن البيان "صدر بعد جلسات متوالية للفصائل، بهدف الخروج بصيغة سياسية محكمة حول خطة المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، والتي غاب عنها مخرجات جنيف 1 و2، وكذلك أبقت مصير الأسد مبهماً وهو ما نرفضه تماماً".
ورأى علوان في حديثٍ لـ"العربي الجديد" أن "خطة دي ميستورا غير جدية وأن تفاصيلها لم تقدم بشكل واضح للفصائل"، مشيراً إلى أن "المبعوث الأممي أكد بأنه أعد الخطة بعد لقائه بما يزيد عن 200 شخصية سورية، لكنه رفض الكشف عن ثلثي الأسماء التي قال إنه بحث الخطة معها".
كما أكد علوان في حديثه بأن "الفصائل الموقعة بشكل عام متعاونة مع الأمم المتحدة، وتنتظر منها تحمل مسؤولياتها في مبادراتٍ جادة، وقادرة على إنهاء معاناة الشعب السوري".
اقرأ أيضاً هولاند: يتعين على فرنسا ضرب "داعش" في سورية