بدأت مليشيا "سرايا السلام" التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، استعداداتها الفنية والعسكرية، للانتشار على حدود بلدة البوكمال السورية، لمنع تسلل عناصر تنظيم"داعش" الإرهابي والتي نقلت من الحدود السورية اللبنانية، بينما تنتظر أوامر زعيمها.
وقال مصدر قريب من التيار الصدري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قيادات مليشيا (سرايا السلام) أصدرت الأوامر بالنفير العام لكافة عناصرها المنتشرة في عدد من المحافظات العراقية"، مبينا أنّ "المليشيا دخلت حالة نفير عام، وبدأت استعداداتها الفنية والعسكرية لأجل الانتقال الى حدود البوكمال السورية والانتشار هناك في حال صدرت الأوامر من الصدر".
وأضاف أنّ "قادة السرايا يؤكدون أنّ الاستعدادات ستكتمل خلال الأسبوع الجاري بشكل نهائي، وأنّ السرايا ستكون على أهبة الاستعداد، بشكل كامل، فيما سيتم العمل على وضع خطة متكاملة للانتشار العسكري وتوزيع القطعات في تلك المساحة الحدودية، بعد أن تمّ تحديد الثغرات التي يستطيع التنظيم استغلالها لدخول الأراضي العراقية".
وأكد أنّ "التيار الصدري يؤكد قدرة السرايا على مسك الأرض في هذا المحور وفرض السيطرة الكاملة عليه، ومنع عناصر (داعش) من الدخول الى الأراضي العراقية"، نافيا أنّ"يكون هناك أي توجيه أو تخطيط لدخول السرايا إلى الأراضي السورية، أو حتى قصف التنظيم داخل تلك الأراضي".
وأشار إلى أنّ "قيادات السرايا أكدت أنّ أي انتشار لها على الحدود، سيكون بالتنسيق مع القطعات العراقية، ولن يكون بشكل فردي، لأنّ العمل العسكري يتطلب تنسيقا وتعاونا بين القطعات".
وكان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، قد طلب من الحكومة بتغريدة له تأمين الحدود العراقية السورية بمنطقة البوكمال.
من جهته، أكد الرائد في حرس الحدود العراقية، مقداد العادلي، أنّ "هناك ثغرات كبيرة في الحدود العراقية بالجهة المقابلة لبلدة البوكمال السورية، ونحتاج الى تعزيزات عسكرية لضبطها".
وقال العادلي، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "قوات الحدود العراقية قوات قوية ومدربة، لكنّها بذات الوقت تحتاج إلى قوات إضافية لمنع تسلل داعش من البوكمال، ونحتاج تحديدا لقوات عسكرية وليست فصائل مسلحة"، مشيرا إلى أنّ "عددا كبيرا من تلك العناصر استطاع دخول الأنبار، لأن وصولهم إلى البوكمال كان مفاجئا ولم نكن قد اتخذنا التدابير الكافية لتأمين الحدود المقابلة للبلدة".
وكان عضو لجنة الأمن البرلمانية، محمد الكربولي، قد أكد في وقت سابق أنّ عناصر داعش الذين انتقلوا من الحدود اللبنانية دخلوا إلى بلدة راوة غربي الأنبار، إذ إنّ الطريق الذي يربط منطقة البوكمال بالأراضي السورية (التي نقل إليها عناصر داعش)، وصولا إلى منطقة الصكرة جنوب غرب بلدة حديثة (غربي الأنبار) طريق مفتوح وغير مسيطر عليه.