كشف مسؤول عراقي رفيع، اليوم الثلاثاء، عن اختفاء شحنة مواد إيرانية "حساسة" أرسلت إلى نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، من داخل معبر الوليد الحدودي بين العراق وسورية، يوم 22 يونيو/حزيران الماضي، بعد ساعات من سيطرة فصائل عراقية مسلّحة على المعبر.
ولفت ضابط رفيع في مديرية شؤون الاستخبارات في وزارة الداخلية العراقية، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، الى أن "سبب الغارات الجوية السورية الهستيرية على مدينة القائم، ومعبرها تحديداً، خلال الأسابيع الماضية، يعود إلى أن الفصائل المسلحة استولت على ثلاث مقطورات كبيرة، كانت داخل الساحة الجانبية للمعبر محملة بمواد حساسة".
وأكد الضابط، الذي يحمل رتبة مقدم، أن "المقطورات حملت على الأغلب أسلحة حديثة وذخائر ومركبات كيماوية، فضلاً عن أجهزة الكترونية مختلفة، إيرانية الصنع، كانت في طريقها إلى سورية عبر المعبر العراقي".
وأوضح أن "تلك المقطورات اختفت من المكان بعد ساعات من اقتحام الفصائل المسلّحة للمعبر، وأن الطيران السوري قصف الساحة بصواريخ عدة بعد فشل القوات العراقية في استعادة المعبر". وأشار الى أن "ضغوطاً سورية وإيرانية مورست على رئيس الحكومة المنتهية ولايته، نوري المالكي، لاسترداد تلك الشحنة أو تدميرها".
من جهته، أفاد الموظف في المعبر، محمد الكربولي، لـ"العربي الجديد"، بأن "الفصائل المسلحة استولت على جميع الشاحنات الحكومية التي كانت متوجّهة إلى سورية، وأبقت على الأخرى المحمّلة ببضائع غذائية وصناعية تابعة للقطاع الخاص".
وأوضح "توافرت المعلومات لدينا عن وجود ثلاث شاحنات تجر مقطورات، على مستوى عال من الحماية والسرية، ومُنعنا من تفتيشها أو اخضاعها لجهاز الأشعة الكشفية، وصادف وجودها الهجوم على المعبر ثم اختفت".
وأشار إلى أنه "من غير المؤكد وجود أسلحة في الشاحنات، لكنها كانت تحمل مواد إيرانية عالية الأهمية بالنسبة إلى السوريين والايرانيين".
وأضاف أن "المواد في عهدة الجماعات المسلحة على الأرجح، إذ لم يدخل أحد غيرهم المعبر، فقد شوهد مسلحون ملثمون وهم ينقلون الشاحنات إلى مكان آخر، بمعزل عن باقي الشاحنات الحكومية المصادرة".
بدوره، أعلن الزعيم القبلي البارز في مدينة القائم الحدودية غربي الأنبار، خلف المحلاوي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الطائرات الحربية السورية استهدفت المباني الكبيرة، ومواقف السيارات وساحات عامة في المدينة بشكل عبثي".
وأكد أن "الطائرت السورية قصفت مخزن القمح والشعير ومبنى الجمارك ودائرة البلدية والبريد ومخازن تبريد، واستهدفت شاحنات طويلة متوقفة في الطرقات أو في الشوارع الخارجية، وكأنها تحاول أن تصيب شيئاً ما".
وفي سياق تأكيد توجه الشحنة الإيرانية "الحساسة" لنظام الأسد عبر العراق، أكدت مصادر عراقية العثور، يوم الجمعة الماضية، على جثث أربعة سوريين في العقد الثالث من العمر في القائم، اتهموا بالتجسس لصالح نظام الأسد.
وقال مصدر محلي، رفض الكشف عن اسمه، في المدينة الواقعة على بعد 3 كلم من مدينة البوكمال السورية، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "السوريين دخلوا المدينة متفرقين، وادعوا أنهم تركوا منازلهم في حلب وجاؤوا إلى المدينة بعد تحررها من سلطة المالكي".
وأضاف أنه "بعد نحو أسبوع تم رصدهم وهم يتحركون في مناطق مهمة تضم معاقل ومقرات للفصائل المسلحة، وسؤال الناس عن رغبتهم شراء شاحنات (أكتروز)، وحول ما إذا كان أحدهم لديه تلك الشاحنات". وأكد أن "فصيلاً مسلحاً قام باعتقالهم وتنفيذ الإعدام بحقهم بتهمة التجسس"، دون أن يكشف عن تفاصيل أخرى.