"فضيحة مهنية وخطأ لا يغتفر، أم مؤامرة لصالح إعلام العسكر الجديد وسيطرة عسكرية جديدة على التلفزيون؟"، هذه هي التساؤلات التي دارت على مواقع التواصل، عقب قيام التلفزيون المصري بإذاعة حوار العام الماضي لقناة "سي بي إس" الأميركية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، باعتباره الحوار الجديد، خلال الزيارة الحالية للولايات المتحدة الأميركية. فوجئ متابعو ماسبيرو بحوار قديم يذاع على الهواء، في خطأ قد يفسره البعض بالمستوى المهني الضعيف جدًا الذي وصل له تلفزيون الدولة الرسمي.
لكن قيام الإعلاميين أحمد موسى، صاحب فضيحة لعبة الفيديو الشهيرة، والنائب مصطفى بكري بكشف هذا الخطأ والتعليق عليه بقوة، أثار الشكوك حول حقيقة ما حدث، فالاثنان معروفان بتوجيه الأمن لهما، وسبق لهما أن شنّا حملةً على وزير التموين الأسبق لصالح الدفع بوزير عسكري يتولى الوزارة.
ناشطون اعتبروا الخطأ مقصوداً، بهدف شن حملة على ماسبيرو لصالح إعلام الجيش الجديد، المتمثل في مجموعة قنوات "دي إم سي"، أو رجل الإعلام الجديد أحمد أبو هشيمة، والذي يشتري وسائل الإعلام الخاصة لصالح أجهزة سيادية.
وعزز تلك الفرضية، أنه لم يمر يوم واحد على تصريحات السيسي لقناة "بي بي اس" الأميركية بأن الإعلام المصري، لا يقدم الحقائق كاملة ولا يعكس الواقع في مصر.
انتشرت فضيحة ماسبيرو بكثافة، بعدما تُوّج بإقالة رئيسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون صفاء حجازي لرئيس قطاع الأخبار مصطفى شحاتة، الذي لمح في حوار صحافي له بأن هناك جهات، لم يسمها، تعمل لهدم التلفزيون.
بعد إذاعة الحوار القديم، لم تجد كتائب السيسي سوى الشماعة القديمة، وهي الإخوان، وقاموا بتدشين وسم #نظفوا_ماسبيرو_من_الإخوان، سيراً على خطا بكري الذي رأى أن خطأ ماسبيرو، يؤكد تغلغل الإخوان في ماسبيرو.
وفي مداخلة له على قناة "صدى البلد" مع أحمد موسى، قال بكري إنه لا يستطيع أن يعتبر ما حدث خطأ، ولكنه مقصود لدعم الإخوان وإهانة الرئيس السيسي، وهو أمر ممنهج من هذه العناصر الإخوانية، مشيراً للفضيحة السابقة للتلفزيون المصري، حين أذاع فيلماً تسجيلياً عن إنجازات الرئيس المعزول محمد مرسي، بعد انقلاب 30 يونيو.
وانتشرت الواقعة لتجتاح مواقع التواصل بأكثر من وسم وكلمة بحث في قائمة الأكثر تداولاً، منها "التلفزيون المصري"، و"رئيس قطاع الأخبار". فتساءلت مريم "أنا عايزة أعرف مين الانسان الفريد من نوعه اللي اكتشف أن ماسبيرو بيذيع خطاب قديم! فكرة إن فيه كائن بيشوف التليفزيون المصري ده معجزة".
Twitter Post
|
وسخر حسام من أحمد موسى فعلّق "أحمد موسى بينتقد التليفزيون المصري... لأنهم أذاعوا لقاء السيسي بتاع السنة اللي فاتت على انه اللقاء بتاع امبارح! جدير بالذكر إن أحمد موسى ده نفسه اللي جاب غارات من لعبة بلاي ستيشن على إنها غارات لروسيا على داعش!".
Facebook Post |
وسخرت مذيعة التلفزيون المصري شهيرة أمين "أحمد موسى بيقطع في فروة التلفزيون المصري وتقريبا بيطالب بإغلاقه... لأنهم أذاعوا لقاء الرئيس السيسي مع المذيعة مارجريت بتاعة بي بي اس اللي أجراه السنة اللي فاتت على أنه حوار جديد. مهزلة طبعا وعنده حق في انتقاده، ويذكرني هذا الموقف ببرنامج على قناة فضائية أذاع لقطات من لعبة بلاي ستيشن على أنها غارات الطيران الروسي على داعش #مش_ناسيين".
وتبنى الصحافي محمد عبد الرحمن نظرية المؤامرة: "حملة بكرى على وزير التموين + حملة بكري وموسى على ماسبيرو = قيادة عسكرية للتلفزيون المصري #ربما".
ووافقه الناشط حازم عبد العظيم فقال "أزمة كبيرة بسبب عرض ماسبيرو حوار قديم للسيسي! نطيحة وزلانطحية السيسي عاملين مناحة ونواحة على القنوات لكن الشعب ولا هو هنا ولا فارق #مصر".
Twitter Post
|
بدوره، تساءل المخرج عبد اللطيف أبو هميلة "لمصلحة من يتم الهجوم على ماسبيرو؟ لمصلحة الفتى المدلل أبوهشمة أم لمصلحة قنوات الشئون المعنوية؟ ابحثوا أيضاً عن المستفيد من هجوم بكري وموسى على ماسبيرو؟". وعلق ميجا: "ماسبيرو وموظفينه زيه زي أي مؤسسة حكومية... الفرق بس ان مصايب ماسبيرو بتظهر في وقتها".
وعن رئيس قطاع الأخبار المقال، كتب الصحافي محمد أبو شوشة "مصطفى شحاتة
رئيس قطاع الأخبار في التليفزيون المصري أنظف وأصدق وأطهر من عمل في ماسبيرو، وما حدث معه اليوم هو نجاح مؤقت لشبكات الفساد التي سيطرت على ماسبيرو في إخراج آخر الشرفاء من هذا المبنى العفن".