زعزعت فضيحة ألعاب القوى المغربية، الأوساط الرياضية بالبلد بصفة عامة بعد أن تم اعتقال مجموعة من الرياضيين المغاربة ومروجي المنشطات تحت شبهة الترويج والاستهلاك، حسب ما أكده الناطق الرسمي باسم الاتحاد المغربي لألعاب القوى، محمد النوري لمختلف وكالات الأنباء.
وفي تصريح للنوري إلى فرانس برس، أكد الأخير أن المدير الإداري للاتحاد المغربي لألعاب القوى، شكيب فيلالي أديب، تقدم بشكوى في أبريل/نيسان الماضي إلى السلطات القضائية بالمغرب، فيما يخص المواد المحظورة، ليتم اعتقال العديد من الرياضيين المغاربة، ولا زالت التحقيقات متواصلة إلى الساعة.
وحسب المتحدث نفسه دائماً، فإن الشرطة القضائية بالمغرب، نجحت في اعتقال الشخص الذي يعتبر المزود الرئيسي للرياضيين بالمنشطات في المغرب، وباشرت معه التحقيق في انتظار النتائج.
وقالت يومية الصباح المغربية، التي تحدثت بشكل مطول عن الموضوع، إن الشخص المعني بأمر تزويد الرياضيين المغاربة بمواد محظورة دولياً، هو عداء مغربي مقيم بإيطاليا. كما أكدت الصحيفة ذاتها، أن عدد الأشخاص الذين تم إيقافهم من طرف الشرطة القضائية المغربية، يبلغ حتى هذه اللحظة ثمانية أشخاص، من ضمنهم امرأة عسكرية، ولا يزال البحث قائماً عن أشخاص آخرين تم التأكد من تورطهم في الفضيحة، على لسان المعتقلين.
وذكرت مصادر إعلامية مغربية أخرى، أن من بين الرياضيين المعتقلين في الفضيحة، عدائين منتمين للمنتخب المغربي لألعاب القوى، وآخرين ينتمون إلى أندية مغربية وأخرى أجنبية، كما أن بعض العيادات الطبية والصيدليات كذلك، تبدو مشبوهة بترويجها للمواد المذكورة، وسيتم التحقيق معهم.
وتأتي خطوة الاتحاد المغربي لألعاب القوى الأخيرة، برفع شكوى قضائية، في إطار محاربة ظاهرة تناول المواد المحظورة بالمغرب من أجل تنافس وطني ودولي نزيه، على أن يكون قائماً على الاستحقاق وليس على الغش، حسب ما أكده، الناطق الرسمي للاتحاد، والذي أبرز أن هذه الخطوة تأتي في إطار التعاون مع الاتحاد الدولي للرياضة للقضاء على هذه الآفة.
وحمّل المدير الفني المغربي والمعروف على ساحة ألعاب القوى بالمغرب، رشيد بنمزيان، في تصريح خصّ به موقع "العربي الجديد"، على هامش الندوة الصحفية التي تسبق تنظيم سباق 10 كلم (رحال ميموريال)، بمدينة الدار البيضاء، المسؤولية لوكلاء أعمال وأطباء العدائين الأجانب، الذين يستغلون سذاجة، وقلة وعي عدائيهم.
وفي هذا الصدد قال بنمزيان: "أتأسف لهذا الخبر الذي آلمني، وآلم كل محبي وعشاق هذه الرياضة بالمغرب، أظن أن سبب المشكلة بعيد عن الاتحاد المغربي أو العدائين، بالمقابل فأنا أحمّل المسؤولية لوكلاء العدائين وأطبائهم الأجانب، فهؤلاء، غايتهم الأسمى هي الربح المادي فقط، لذلك فهم يسعون لأن يحصل عداؤوهم على الحد الأدنى للمشاركة في الألعاب الأولمبية مثلاً، في ظرف وجيز يقل عن عامين، وبدون جهد في التدريب".
وأضاف المتحدث قائلاً: "لا ينبغي إغفال مسؤولية الاتحاد أيضاً، لكونه لم يقم بما هو ضروري من أجل تكوين مدربين أكفاء من ذوي الاختصاص، قادرين على تجنيب عدائيهم مشاكل من هذا النوع مع الوكلاء الأجانب. المنشطات موجودة في العالم بأسره، لكن كيفية تخليص العداء من التفكير بها تحت تأثير المتداخلين الآخرين في اللعبة، هي مسألة متعلقة بالأساس بالتكوين وبالمدرب الذي يجب أن يمرر خطابات مهمة في هذا الصدد لتوعية العداء، من هنا فالاتحاد المغربي مطالب بتكوين مدربين وأطباء أكفاء".