أطلقت سلطة جودة البيئة الفلسطينية، اليوم الخميس، سلسلة فعاليات بيئية لمواجهة الأضرار التي ترتكب بحق البيئة الفلسطينية، سواء تلك التي تسببها ممارسات الاحتلال، أو لقلة الوعي بأهمية البيئة محليًا، وذلك لمناسبة يوم البيئة الفلسطيني.
وجاء إطلاق الفعاليات التي ستستمر لمدة شهر بشكل متنوع وتوعوي يستهدف كافة المناطق الفلسطينية، لا سيما المناطق المستهدفة بانتهاكات الاحتلال، عبر مسيرة للاحتفال بيوم البيئة، اليوم الخميس، بمدينة رام الله، نظمتها سلطة البيئة بمشاركة طلابية ومؤسساتية.
وقرر مجلس الوزراء الفلسطيني في جلسة له، في 24 فبراير/شباط الماضي، اعتبار الخامس من مارس/آذار من كل عام يوماً وطنيًا للبيئة الفلسطينية، ليكون مناسبة سنوية لتسليط الضوء على انتهاكات الاحتلال، بحق البيئة الفلسطينية، وليصبح فرصة لتعزيز الوعي تجاه البيئة والارتقاء بالممارسات الفلسطينية تجاه بيئتهم للحفاظ عليها، علاوة على العمل المستمر طيلة العام لتكريس الوعي لدى الفلسطينيين بمشاركة متواصلة مع جميع مؤسسات المجتمع المدني.
وذكرت رئيسة سلطة البيئة الفلسطينية عدالة الأتيرة على هامش الفعالية لـ"العربي الجديد" أن سلطة البيئة ستقوم بالتعاون مع المؤسسات والوزارات الفلسطينية، بمجموعة من الأنشطة في المناطق والأراضي المهددة من قبل الاستيطان وانتهاكات الاحتلال، سواء اقتلاع الأشجار والاعتداء عليها، أو مكبات النفايات التي تسبب أضرارًا للفلسطينيين.
وبينت الأتيرة أن الفلسطينيين في حالة اشتباك مستمر مع الاحتلال منذ احتلاله فلسطين، ما يتوجب الاستمرار بالتوعية المطلوبة لفضح تلك الممارسات، في وقت يتوجب استغلال قضية الانضمام إلى الاتفاقات والمؤسسات الدولية لإيقاف الاحتلال عن ممارساته.
وقامت إسرائيل أخيراً بإنشاء مكب للنفايات في منطقة القدس، إضافة لتخلصها من نفاياتها لا سيما الإلكترونية والكيماوية منها في أراضي الضفة الغربية، وهو ما تسعى سلطة البيئة للتوعية بشأنه ومقاومته.
بينما تسعى سلطة جودة البيئة لتقليص عدد مكبات النفايات المحلية، بشكل لا يؤثر على البيئة وصحة المواطنين الفلسطينيين، إذ تسعى لإقامة ثلاثة مكبات موحدة في شمال الضفة الغربية ووسطها وجنوبها وآخر في منطقة القدس.
وبينت الأتيرة أن الاحتلال حرم الفلسطينيين منذ سنوات طويلة من إقامة المنشآت الهندسية لحماية البيئة، وينتهك البيئة ويصادر المياه ويقيم المستوطنات والجدار، ولا يزال مستمرا بحروبه المتكررة على قطاع غزة.
كما أشارت إلى أن سلطة البيئة ستعمد إلى تفعيل القانون المتعلق بالانتهاكات بحق البيئة من قبل الفلسطينيين أنفسهم. ويولي القانون الأساسي الفلسطيني والقانون الدولي الإنساني البيئة أولوية هامة، والتي تؤكد حق الإنسان بالتمتع ببيئة آمنة وصحية وسليمة والحق السيادي للدول في استغلال مصادرها الطبيعية.
ويتزامن يوم البيئة لهذا العام والذي حمل شعار "دحر الاحتلال حماية لبيئتنا"، مع انضمام فلسطين إلى الاتفاقات والمؤسسات الدولية، إذ تسعى سلطة البيئة الفلسطينية لمقاضاة الاحتلال على انتهاكاته واعتداءاته ونهبه وسيطرته على الثروات الطبيعية الفلسطينية.
وتعتبر الأراضي الفلسطينية برغم صغر مساحتها، غنية بتنوعها الحيوي مقارنة مع دول ذات مساحات أكبر، إضافة لتنوعها الثقافي والحضاري والطبيعي وتعدد مناخها في حيز جغرافي صغير، وكونها كذلك ممرًا للطيور المهاجرة، ما يحتم العمل على الحفاظ على الإرث الوطني البيئي الفلسطيني.
اقرأ أيضاً:
قيساريا.. دمرها الاحتلال وبقيت في ذاكرة فلسطين
رحاب كنعان.. ذاكرة المجازر بحق الفلسطينيّين