في الوقت الذي لا يزال فيه النظام السوري وحلفاؤه مواظبين على قصف المدنيين وتدمير البنى التحتية في المدن الخارجة عن سيطرته، وفي الوقت الذي لا يزال فيه الدمار والخراب يشكلان الهوية البصرية للمدن السورية التي استعادها النظام عسكرياً في الأعوام الأخيرة، وفي الوقت الذي يعيش فيه الشارع السوري، ضمن مناطق سيطرة النظام، أسوأ أزمة اقتصادية مرَّت عليه بعدما انهارت قيمة الليرة السورية، أطلقت دوائر النظام السوري في مدينة دمشق مجموعة من الفعاليات الغريبة عن هويتها، آخرها فعالية "دمشق القديمة بلا سيارات" وماراتون الألوان الرياضي "بحبك سوريا"؛ وهذه الفعاليات أوحت، أكثر من أي وقتٍ مضى، باغتراب النظام السوري عن شعبه، وبينت أسلوبه بمعالجة الأزمات، الذي يتلخص بخلق "هيصة" تضم المطبلين والمزمرين، عندما يتداعى كل شيء وينهار.
وفي ما يخص فعالية "دمشق القديمة بلا سيارات"، فهي فعالية أقامتها مديرية دمشق القديمة ليوم واحد فقط (الجمعة 13 ديسمبر/ كانون الأوّل)، مبدؤها أن يتم منع السيارات من الدخول إلى حارات دمشق القديمة ما بين الساعة العاشرة صباحاً والسادسة مساءً. وبيَّن مازن فرزلي، مدير مديرية دمشق القديمة، أن الأسباب التي دعتهم لإقامة هذه الفعالية هي: حماية البيئة وحماية التراث العمراني وتنظيم حركة المرور، حيث ذكر أن "دمشق القديمة لم تصمم لاستقبال الاهتزازات التي تسببها حركة السيارات والتلوث البيئي الناجم عنها، وهذا المشروع ينطلق من خصوصيتها ومكانتها التاريخية والأثرية العريقة، وغايته الحفاظ على النسيج العمراني والبيئي والاجتماعي فيها، وهي خطوة مبدئية لتعويد سكانها على دخولها بدون سيارات ولتنظيم المرور فيها". وهذه التنظيرات التي تناقلتها وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري، تدفعنا للتساؤل: ما جدوى الاهتمام بحماية البيئة في بلد يستخدم فيه النظام الحاكم الأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً لتحطيم معاقل الثورة؟ وما جدوى الحفاظ على التراث العمراني في مدينة غزتها تماثيل عائلة الأسد وباتت المكون الرئيسي للهوية البصرية فيها؟ وما أولويات النظام السوري الذي يدعي الإصلاح اليوم؟ هل يتوجب عليه الاهتمام بحركة المرور بدمشق القديمة قبل أن يجد حلاً لإنقاذ شعبه من الجوع ولتأمين موارد الحياة الأساسية من محروقات وكهرباء؟
اقــرأ أيضاً
وأما في ما يتعلق بماراتون الألوان الرياضي "بحبك سوريا"، فهو ماراتون قامت بتنظيمه محافظة دمشق بالتعاون مع الاتحاد الرياضي العام، يوم الجمعة السابق (6 ديسمبر/ كانون الأوّل)، وشارك فيه ما يقارب 3000 سوري، رجال ونساء؛ إذْ انطلقوا من جانب مبنى الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين، باتجاه مدينة الجلاء الرياضيَّة (على أوتوستراد المزة)، وضخوا في طريقهم الألوان في سماء دمشق. والهدف من ذلك، بحسب تعبير إعلام النظام السوري: "إيصال رسالة فرح ومحبة وسلام من سورية إلى العالم والتأكيد على انتصار سورية، وقطعها أشواطاً من التعافي نتيجة تضامن وتضحيات جيشها وشعبها".
ومن الجدير بالذكر أن ماراتون الألوان هذا، هو ليس الأول من نوعه في سورية، فقد سبق أن قام النظام السوري بإعداد ماراتونين مشابهين العام الماضي، ليوحي بأنه حامي السلام ضمن مناطق نفوذه. ولكن هذه النسخة من الماراتون تعرضت لانتقادات غير مسبوقة من قبل الشارع الموالي، إذْ عبّر البعض منهم على "فيسبوك" عن امتعاضهم من إهدار الأموال على فعاليات طنانة بدلاً من إيجاد حلول للأزمات الاقتصادية.
وفي ما يخص فعالية "دمشق القديمة بلا سيارات"، فهي فعالية أقامتها مديرية دمشق القديمة ليوم واحد فقط (الجمعة 13 ديسمبر/ كانون الأوّل)، مبدؤها أن يتم منع السيارات من الدخول إلى حارات دمشق القديمة ما بين الساعة العاشرة صباحاً والسادسة مساءً. وبيَّن مازن فرزلي، مدير مديرية دمشق القديمة، أن الأسباب التي دعتهم لإقامة هذه الفعالية هي: حماية البيئة وحماية التراث العمراني وتنظيم حركة المرور، حيث ذكر أن "دمشق القديمة لم تصمم لاستقبال الاهتزازات التي تسببها حركة السيارات والتلوث البيئي الناجم عنها، وهذا المشروع ينطلق من خصوصيتها ومكانتها التاريخية والأثرية العريقة، وغايته الحفاظ على النسيج العمراني والبيئي والاجتماعي فيها، وهي خطوة مبدئية لتعويد سكانها على دخولها بدون سيارات ولتنظيم المرور فيها". وهذه التنظيرات التي تناقلتها وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري، تدفعنا للتساؤل: ما جدوى الاهتمام بحماية البيئة في بلد يستخدم فيه النظام الحاكم الأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً لتحطيم معاقل الثورة؟ وما جدوى الحفاظ على التراث العمراني في مدينة غزتها تماثيل عائلة الأسد وباتت المكون الرئيسي للهوية البصرية فيها؟ وما أولويات النظام السوري الذي يدعي الإصلاح اليوم؟ هل يتوجب عليه الاهتمام بحركة المرور بدمشق القديمة قبل أن يجد حلاً لإنقاذ شعبه من الجوع ولتأمين موارد الحياة الأساسية من محروقات وكهرباء؟
وأما في ما يتعلق بماراتون الألوان الرياضي "بحبك سوريا"، فهو ماراتون قامت بتنظيمه محافظة دمشق بالتعاون مع الاتحاد الرياضي العام، يوم الجمعة السابق (6 ديسمبر/ كانون الأوّل)، وشارك فيه ما يقارب 3000 سوري، رجال ونساء؛ إذْ انطلقوا من جانب مبنى الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين، باتجاه مدينة الجلاء الرياضيَّة (على أوتوستراد المزة)، وضخوا في طريقهم الألوان في سماء دمشق. والهدف من ذلك، بحسب تعبير إعلام النظام السوري: "إيصال رسالة فرح ومحبة وسلام من سورية إلى العالم والتأكيد على انتصار سورية، وقطعها أشواطاً من التعافي نتيجة تضامن وتضحيات جيشها وشعبها".
ومن الجدير بالذكر أن ماراتون الألوان هذا، هو ليس الأول من نوعه في سورية، فقد سبق أن قام النظام السوري بإعداد ماراتونين مشابهين العام الماضي، ليوحي بأنه حامي السلام ضمن مناطق نفوذه. ولكن هذه النسخة من الماراتون تعرضت لانتقادات غير مسبوقة من قبل الشارع الموالي، إذْ عبّر البعض منهم على "فيسبوك" عن امتعاضهم من إهدار الأموال على فعاليات طنانة بدلاً من إيجاد حلول للأزمات الاقتصادية.