فقمة الراهب المتوسطية هي الحيوان الثديي السادس على لائحة الحيوانات المهددة بالانقراض على المستوى العالمي. والسبب في ذلك هو التلوث البحري والصيد الجاهل والترفيه العبثي، وهي أسباب متوفرة في لبنان.
كانت الفقمة تعيش في الماضي بشكل طبيعي في المياه اللبنانية، وتتخذ لنفسها مأوى في الكهوف والمغاور الصخرية تحت الماء، ثم بدأت بالتناقص تدريجياً حتى تم تسجيل آخر ظهور لها في الستينيات. وعلى هذا الأساس اعتبرت منقرضة من لبنان. ولما تمكن فريق إدارة محمية جزر النخل (شمال) من رؤيتها قرب جزر المحمية عام 1997، اعتبر الأمر أعجوبة، إلى أن شاهدها بعد ذلك جمع من المتنزهين على كورنيش الميناء (شمال) وهي بالقرب من جزيرة عبد الوهاب في العام 2000. ومرت السنوات ليعلن عن رؤيتها مجدداً في الميناء عام 2011، وفي عمشيت (جبل لبنان) والروشة (بيروت) عام 2012. علماً أنّ في الروشة مغارة باسم مغارة فقمة الراهب.
بدأ العالم يصدق أنّ هذا الحيوان الذي كان قد انقرض من لبنان في الستينيات، قد عاود الظهور في المياه اللبنانية ليدل بطريقة غير مباشرة على أنّ الناس في لبنان أصبحوا على درجة من الرقي البيئي الذي تثق به فقمة الراهب. لكن الفاجعة أتت عندما وجدت أنثى فقمة الراهب في بحر الروشة ميتة وطافية على وجه الماء. وبعد سحبها إلى اليابسة وإجراء التشريح عليها تبين أنها كانت تحمل جنيناً مكتمل النمو لكنه ميت أيضاً. قد تكون هذه الفقمة هي نفس فقمة الراهب في مغارة الروشة وبذلك لم يبق سوى الذكر الذي سيهجر المكان قريباً لأنه لن يطيق العيش وحده، أو سيموت حسرة على فقدان شريكة حياته، ذلك أن الفقمة تفوق البشر في الشعور بالمحبة.
كشف التشريح أنّ الفقمة تعرضت لضربة قوية على الرأس قد تكون من دراجة مائية أو صياد وجدها عالقة في شباكه وبدلاً من تخليصها قتلها. قد يكون جاهلاً أنّ هذه الفقمة قد دنت من الانقراض على يديه، وبالتالي لا يعلم أهميتها بعد، ولا يعلم أنّ وزارة الزراعة أصدرت قراراً يحمي جميع الحيوانات الثديية المائية. ولا يعلم أنّ حماية فقمة الراهب تفرضها اتفاقية برشلونة لحماية البحر المتوسط التي انضم إليها لبنان عام 1976، كما تفرضها اتفاقية التنوع البيولوجي التي صادق عليها لبنان عام 1992. ولكي يعلم الصياد بهذه الموانع أرى أنه آن الأوان لإعلان منطقة الروشة محمية بقوة القانون، تديرها لجنة معينة من أصحاب الاختصاص، فيعلم الجميع أنّ عقوبة المخالف قاسية، وتطبيق القوانين الوطنية وقوانين الاتفاقيات الدولية فيه مصداقية تتناسب مع حضارة اللبنانيين.
*اختصاصي في علم الطيور البريّة
إقرأ أيضاً: نفط لبنان.. خوفٌ على البيئة البحريّة
كانت الفقمة تعيش في الماضي بشكل طبيعي في المياه اللبنانية، وتتخذ لنفسها مأوى في الكهوف والمغاور الصخرية تحت الماء، ثم بدأت بالتناقص تدريجياً حتى تم تسجيل آخر ظهور لها في الستينيات. وعلى هذا الأساس اعتبرت منقرضة من لبنان. ولما تمكن فريق إدارة محمية جزر النخل (شمال) من رؤيتها قرب جزر المحمية عام 1997، اعتبر الأمر أعجوبة، إلى أن شاهدها بعد ذلك جمع من المتنزهين على كورنيش الميناء (شمال) وهي بالقرب من جزيرة عبد الوهاب في العام 2000. ومرت السنوات ليعلن عن رؤيتها مجدداً في الميناء عام 2011، وفي عمشيت (جبل لبنان) والروشة (بيروت) عام 2012. علماً أنّ في الروشة مغارة باسم مغارة فقمة الراهب.
بدأ العالم يصدق أنّ هذا الحيوان الذي كان قد انقرض من لبنان في الستينيات، قد عاود الظهور في المياه اللبنانية ليدل بطريقة غير مباشرة على أنّ الناس في لبنان أصبحوا على درجة من الرقي البيئي الذي تثق به فقمة الراهب. لكن الفاجعة أتت عندما وجدت أنثى فقمة الراهب في بحر الروشة ميتة وطافية على وجه الماء. وبعد سحبها إلى اليابسة وإجراء التشريح عليها تبين أنها كانت تحمل جنيناً مكتمل النمو لكنه ميت أيضاً. قد تكون هذه الفقمة هي نفس فقمة الراهب في مغارة الروشة وبذلك لم يبق سوى الذكر الذي سيهجر المكان قريباً لأنه لن يطيق العيش وحده، أو سيموت حسرة على فقدان شريكة حياته، ذلك أن الفقمة تفوق البشر في الشعور بالمحبة.
كشف التشريح أنّ الفقمة تعرضت لضربة قوية على الرأس قد تكون من دراجة مائية أو صياد وجدها عالقة في شباكه وبدلاً من تخليصها قتلها. قد يكون جاهلاً أنّ هذه الفقمة قد دنت من الانقراض على يديه، وبالتالي لا يعلم أهميتها بعد، ولا يعلم أنّ وزارة الزراعة أصدرت قراراً يحمي جميع الحيوانات الثديية المائية. ولا يعلم أنّ حماية فقمة الراهب تفرضها اتفاقية برشلونة لحماية البحر المتوسط التي انضم إليها لبنان عام 1976، كما تفرضها اتفاقية التنوع البيولوجي التي صادق عليها لبنان عام 1992. ولكي يعلم الصياد بهذه الموانع أرى أنه آن الأوان لإعلان منطقة الروشة محمية بقوة القانون، تديرها لجنة معينة من أصحاب الاختصاص، فيعلم الجميع أنّ عقوبة المخالف قاسية، وتطبيق القوانين الوطنية وقوانين الاتفاقيات الدولية فيه مصداقية تتناسب مع حضارة اللبنانيين.
*اختصاصي في علم الطيور البريّة
إقرأ أيضاً: نفط لبنان.. خوفٌ على البيئة البحريّة