وحول مخالفة السلطة الفلسطينية والأردن للسعودية بموعد العيد، ذهبت منشورات إلى ما هو أبعد من مجرد اختلاف في الموعد، بل ردته إلى مخالفة سياسية للمملكة. فكتب الشاعر زكريا محمد على صفحته على "فيسبوك": "آل سعود ما عادوا يمثلون الإسلام السني. فهناك تركيا تنافسهم عليه. وهم لم يمثلوا العروبة في يوم من الأيام. أضف إلى ذلك أن العروبة والإسلام لا يسمحان بالتحالف مع إسرائيل. وهم لا يمثلون الخليج أيضا. فقطر والكويت وعمان لا تتفق معهم. بذا فهم لا يمثلون زعامة أولى في أي اتجاه". وتابع "عدم ضبط ساعة العيد مع السعودية ليست مسألة صغيرة. إنها إعلان ما عن رفض الدور غير العاقل لآل سعود بقيادة بن سلمان، بل عن نهاية هذا الدور من حيث الجوهر".
ونشر الصحافي أكرم الجريري على حسابه في "فيسبوك" قائلاً: "بكرة مش العيد. آثار #صفقة_القرن واضحة فش مجال". وفي السياق نفسه، قال المدون محمد أبو علان على صفحته في "فيسبوك" "بعد قرار الأردن وفلسطين أن العيد الأربعاء، على السعودية عمل مراجعة مع الذات".
أما الصحافي عماد الأصفر فقال في منشور له على "فيسبوك": "لسان حال السعودية: والله كبرتي يا سلطة، وصرتي تعيدي لحالك! ألو حزب التحرير؟ معك أمير منطقة الرياض".
ورأت الصحافية رولا سرحان في تحديد الأربعاء موعداً للعيد رداً قوياً من السلطة والأردن قائلة في منشور لها "بصراحة أقوى موقف للسلطة الفلسطينية والمملكة الأردنية ضد صفقة القرن منذ انتخاب ترامب وإعلان القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل هو قرار إعلان يوم غد (اليوم) يوماً متمماً لشهر رمضان المبارك وأن أول أيام العيد هو يوم الأربعاء. هذه هي القرارات المصيرية والتحالفات السياسية، طول عمرنا بنقول للسعودية فطرينا وصومينا على مزاجك السنة قلنا لا وألف لا. إنه استقلال القرار الوطني أخيرا".
وذهب آخرون لإعلان الالتزام بقرار فلسطين والأردن لأنهم رأوه مواجهة لـ"صفقة العصر"، فنشر الصحافي فارس صرفندي على صفحته في "فيسبوك" قائلاً "أنا صايم بكرة احتراما لموقف القيادتين الفلسطينية والأردنية في مواجهة صفقة ترامب رغم قناعتي أنه بكرة أول أيام العيد".
وفي المقابل، كان حزب التحرير قد أعلن اليوم الثلاثاء عيدًا ودعا لإقامة صلاة العيد، بسبب "ثبوت رؤية الهلال رؤية شرعية في بعض بلاد المسلمين". وانتشر على مواقع التواصل فيديو يظهر انسحاب مصلين من صلاة التراويح في المسجد الأقصى وهم يكبرون تكبيرات العيد. وذكرت مصادر صحافية أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية منعت إقامة صلاة العيد في ساحة عامة في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية.
ونشر الصحافي مصعب شاور صورا للمنع معلقاً "مكان إقامة حزب التحرير صلاة العيد والإفطار جهرًا بالخليل صباح هذا اليوم!"، كما نشر مقطع فيديو لتكبيرات العيد من داخل أحد المساجد.
ردود كثيرة شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي على إعلان حزب التحرير بشأن العيد، فتساءل الكاتب ساري عرابي "الذين شقّوا قراهم وبلبلوا مساجدهم وفتنوا المصلين وخالفوا أهلهم وجيرانهم. هؤلاء يريدون توحيد الأمة وإقامة الخلافة!".
وغرد الصحافي علاء الريماوي على موقع تويتر "إخواني في حزب التحرير، أحزنتم الناس وفرقتم كلمة متفرقة وسيستم كما سيس غيركم، وحدة الناس في العيد أولى من فتنة نخوض فيها. هدانا الله وإياكم لكل خير".
آخرون ومع إعلانهم الاختلاف مع حزب التحرير في قراره، رفضوا تعامل الأجهزة الأمنية معهم. فقال الصحافي أمير أبو عرام في تعليق له على حسابه في "فيسبوك": "نختلف مع إخواننا في حزب التحرير ولا نختلف عليهم، اختلفنا على مدار نصف قرن مضى في الأسلوب وطريقة العمل ولم نختلف على الهدف، اليوم وإن كنت أرى بأن ما ذهبوا إليه قاسٍ على الأمة، إلا أنني أرى بأن سحلهم في الشوارع واعتقالهم مرفوض، والسحل في الشوارع كما السب والشتم على مواقع التواصل الاجتماعي، والتعامل معهم بهذه الطريقة لا يغير واقعاً بل يزيد من تشرذمنا"، فيما أعلن المحامي مهند كراجة متابعة مكتبه توقيف 12 شخصا من المنتمين لحزب التحرير موقوفين لدى شرطة الخليل.
Facebook Post |