شيّع الآلاف من أبناء الداخل الفلسطيني، اليوم الأحد، جثمان الشهيد سامي خالد الجعار، (21 عاماً)، من مدينة رهط في النقب، جنوب فلسطين المحتلة عام 1948.
وتحولت جنازة الشهيد الذي أردته الشرطة الإسرائيلية برصاص عناصرها ، مساء الأربعاء الماضي، إلى مظاهرة غضب حاشدة، رفع المشاركون خلالها شعارات منددة بالجريمة.
وفي الوقت الذي شهد فيه النقب إضراباً عاماً وشاملاً اليوم، وتحضيرات لتشييع الجثمان، تأهبت الشرطة الإسرائيلية على مشارف رهط، مستفزة مشاعر الشبان، رغم الطلبات المتكررة لها من قبل مسؤولين في المدينة بعدم الاقتراب من المنطقة.
وتأتي هذه الجريمة بعد نحو شهرين على استشهاد الشاب خير حمدان، من قرية كفر كنا الجليلية، إثر إعدامه أيضاً على أيدي عناصر الشرطة الإسرائيلية.
وأخذ مسؤولون في رهط على قيادات الداخل الفلسطيني، عدم إعلان الإضراب العام والشامل في كافة البلدات العربية، والاكتفاء بإضراب للسلطات المحلية في الجليل والمثلث، بقرار من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية.
واعتبر القائم بأعمال رئيس بلدية رهط، عطا أبو مديغم، لـ"العربي الجديد"، القرار نوعاً من "الاستهتار بشهيد النقب"، مضيفاً أنه "كما شمل الإضراب جميع البلدات في كل المناطق يوم استشهد الشاب خير حمدان من كفر كنا، كان يجب أن يكون الأمر ذاته في حالة سامي الجعار".
لكن رئيس لجنة المتابعة واللجنة القطرية، مازن غنايم، رفض الاتهامات، مؤكداً لـ "العربي الجديد"، أنه "لا فرق بين شهيد النقب وشهيد الجليل وأي شهيد في الداخل الفلسطيني، فجميعهم أبناء مجتمعنا وشعبنا، ولكن ما حدث يمكن اعتباره خطأ تقنيا، ففي كفر كنا عقد اجتماع طارئ في يوم جنازة الشهيد خير حمدان نفسه، واتُّخذت القرارات خلاله، لكن في حالة الشهيد سامي، لم يكن يوم دفنه واضحاً بسبب إبقاء الجثمان في معهد التشريح العدلي لأربعة ايام، ولم تكن الصورة واضحة أمامنا، ولكننا بكل تأكيد سنولي القضية أهمية كبيرة وسنتابعها عن قرب".