ابتكر الطالب في جامعة بيرزيت الفلسطينية برام الله، أحمد سجدية، رفقة ثلاثة من زملائه يداً صناعية يمكنها أن تقوم بعدة حركات، تعوّض الأشخاص مبتوري الذراع بعضاً مما فقدوه.
الطالب سجدية كان الحالة التي اختبرت الابتكار، كونه أصيب برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات اندلعت عند حاجز قلنديا العسكري شمال مدينة القدس المحتلة منتصف نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2014، وبترت تلك الرصاصات كف يده.
ومن هنا ولدت الفكرة عند سجدية وزملائه، فثمة حاجة لذراع إلكترونية تجعل سجدية يتحدى الاحتلال الذي تسبب في بتر ذراعه. الأمر سهل، كما يقول لـ"العربي الجديد"، فالتجربة والمقاسات وكل التفاصيل كانت تُختبر على يده مباشرة.
"أنا كانت الحالة التي كانت تتم التجربة عليها، الأمر كان سهلاً، أخدنا مقاس الذراع، وقمنا برسمها وطباعتها عبر طابعة ثلاثية الأبعاد، فشلنا في المرتين الأولى والثانية، وفي الثالثة تكللت التجربة بالنجاح" يقول سجدية.
الابتكار عبارة عن مجسم لذراع ثلاثية الأبعاد، يتلقى الإشارات من العضلات، ليصار إلى تحريكه بشكل يساعد المصاب على امتلاك ذراع. ويعمل المبتكرون الأربعة عليها لتصبح في المستقبل القريب تشبه الذراع البشرية.
وبحسب سجدية، فإن الفكرة جاءت تطبيقاً لمشروع التخرج بالجامعة في تخصصهم في الهندسة الميكانيكية، عملوا عليه طيلة الفصل الدراسي على مراحل، منها الرسم والتصميم عبر برامج الحاسوب، ومن ثم الطباعة ثلاثية الأبعاد من البلاستيك، ومن ثم تركيب المحركات (الموتور) والكونترول والأسلاك وكذلك الإسوار المسؤول عن تلقي وتنفيذ الإشارات العضلية.
يتم وصل الذراع الإلكترونية باليد المبتورة، وكذلك برمجة الإسوار على تلقي عدة أوامر حركية من العضلات، كالتحريك لليمين والشمال وغيرها من الاتجاهات، وأخرى تختص بتحريك الأصابع.
نجحت تجربة الذراع على يد سجدية، في الوقت الذي يطمح فيه الطلبة الأربعة إلى أن تتطور فكرتهم في المستقبل القريب، بحيث يصبح لهم خط إنتاج صناعي لتلك الذراع، في الوقت الذي يتم فيه توفير المعدات والمواد الخاصة بطباعتها وصناعتها، وتسجيل الابتكار كعلامة تجارية فلسطينية خالصة.
ويتطلع الطلبة إلى تطوير فكرتهم أكثر، ويهتمون كثيراً بمظهر الذراع، وينوون العمل عليها لتصبح اليد الفلسطينية الصناعية الشبيهة إلى حد كبير بالذراع البشرية، إذ يركّب الجلد عليها لتساعد المصاب من الناحيتين العضلية والنفسية.