ويعمل المملوك بشكل يومي من أجل مساعدة الشبان والمتظاهرين الذين يكونون في المناطق الشرقية لمدينة غزة ضمن مسيرة العودة الكبرى، إذ يحرص على جمع أكبر عدد ممكن من زجاجات المياه وتوفيرها بشكل مجاني، إلى جانب زجاجات الخميرة التي تستخدم عادة في المخبوزات.
ويشتهر الفلسطيني المملوك بلقب مميز عن الجميع في المكان الذي يوجد فيه أقصى شرقي مدينة غزة، إذ يطلق عليه المشاركون باستمرار في التظاهرات لقب "أبو الخميرة"، كونه يساعدهم في مواجهة قنابل الغاز التي يقوم الاحتلال بإطلاقها عليهم.
ويعمل المواطن الغزي بمجهود فردي ذاتي، سواء من خلال شراء مياه الشرب أو مادة الخميرة، بمبادرة شخصية بدأ بها منذ انطلاق مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار في 30 مارس/ آذار الماضي، للمشاركة بطريقة مغايرة في هذه التظاهرات.
ويقول المملوك لـ "العربي الجديد"، "مع انطلاقة مسيرات العودة الكبرى نهاية مارس/ آذار الماضي وقيام الاحتلال باستخدام قنابل الغاز إلى جانب الرصاص الحي والمطاطي ضد المتظاهرين، قررت البحث عن طريقة يمكن أن توقف مفعول هذه الغازات وتخفف من أعراضها على المتظاهرين".
ويضيف أنه توصل إلى هذه الطريقة التي يمكنها مواجهة الغازات بعد بحث عبر شبكة الإنترنت قام به، بعد الجمعة الأولى التي انطلقت فيها المسيرة، وقام بإجراء تجربة أولية ليكتشف نجاحها ويقرر بعدها المواظبة على الوجود بشكل دائم في مسيرة العودة الكبرى.
ويحضر المملوك بشكل يومي في المنطقة الشرقية لمدينة غزة قرب الأراضي المحتلة عام 1948، غير أن يوم الجمعة بالنسبة إليه أضحى يوماً مغايراً، نظراً إلى أعداد المتظاهرين الكبيرة مقارنة مع الأيام الأخرى، بالإضافة إلى ما يقوم به الاحتلال من تعمّد استهداف المتظاهرين والموجودين في المكان بالغاز.
ويشير إلى أن عمله يقوم على جمع زجاجات بلاستيكية يضع داخلها كمية بسيطة من الخميرة في كل 2 لتر من المياه، ثم يتم رشها على وجوه وعيون المتظاهرين فور بدأ استهدافهم بقنابل الغاز السام والمسيل للدموع، وهو ما أثبت فعالية حقيقية، إذ باتت بعض الطواقم الصحية تلجأ إلى الطريقة ذاتها، لا سيما الفرق التطوعية منها.
ومنذ بدأ مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، شهدت المناطق الشرقية للقطاع العديد من المبادرات الفردية التي قام بها العديد من الفلسطينيين، في محاولة لإنجاح هذه المسيرات وصولاً إلى تحقيق أهدافها، في الوقت الذي تتواصل فيه التحضيرات للمسيرة الأضخم يومي 14 و15 مايو/ أيار الجاري.