18 اغسطس 2020
فلسطين أرضنا ووطننا يا بن سلمان
لم يعد ثمة شك أن جيلا من "قيادات عربية شابة"، جرى تسمينه ومدّه بمصل كراهية الذات على مدى سنوات عمره، ليكون الناتج مزيداً من كراهية ودونية واغتباطاً بكل عملية تخريب يقوم بها.
أتساءل أحياناً: لو كان هذا الجيل، المتحكم اليوم بعقلية المزارع الخاصة، وبالشعوب كالقطيع، والمقدرات كأطفال لا يزالون يكتشفون عوالمهم، عايش فعلا مرحلة شارون وبيغن، في ارتكاب مذبحة صبرا وشاتيلا، مع من كان سيصطف؟
بلا تردد، وحصار غزة والجرائم حاضرة، الجواب يأتيك من ترداد القطيع لما لدى المرياع: فلسط.. مشرد.. بائع أرضك..
المرياع، في واقع الرواية العربية اليوم، لا يندفع دائما ليعبر بنفسه، فلديه من يفعلها له، بخبرة كهنوتية قروسطية مستوردة من عصور ظلام أوروبا، على هيئات عديدة: مواطن مسحوق، مصاب بمتلازمة استوكهولم، وجمع من كهنوت "صحافيين وكتاب ومستشارين".
المشكلة أن عقول كبار الكهنوتية هرمت، ولم تدرك بعد ما تجاوزها من مراهنات. وتثبت الأيام، أنه رغم كل أشكال التآمر والعبودية، التي استمرأتها نخبهم، لم ولن يتأسرل ويتصهين شعب فلسطين، ولم يكن صغارها غير ملح الأرض.. ويصعب بالطبع أن يفهم أمثال تلاميذ معابد العبودية حرفا من الحرية.
وعليه، يُعرف محمد بن سلمان الثلاثيني بما فعل أنور السادات، والمثل الأعلى لخدمه سعد حداد، وكل من على شاكلتهما بلسان عربي.. هذا فقط في التاريخ المعاصر.
إذا كان لا مناص من فتح صندوق هذا المعسكر فلا بد أن الرائحة ليست في مصلحة أحد، في سياق ما قدمه "مثقفوهم"، أمثال رهط يوسف زيدان، عن فلسطين. وإن كان لا يكفي فثمة دروس قدمتها "عزيزتهم" غولدا مائير عن "رائحة الأجداد".
في الواقع يجعلك هذا الخرف والخوف عن "أرضهم" تتساءل: هل يحق للعربي أن ينقل "بعض كفر" إذا؟
قلق سليل "خدام الحرمين"، بن سلمان، على صلاة المسلمين في القدس، وفي ظل حضور فقه حلال الطغيان بهيئة سلفية، واختزال الحرية بهز الوسط، وباستصراخ "التحضر" بأسخف صوره المتأمركة، بأكثر مما يطيق حتى الفرنسيين، وكل شعب يحمي ثقافته، وطالما أن المسافة ليست صفرا بين "أطهر أرض" وتسلق سلم رضا الحلاب الأميركي، فهذا كله يدفعنا لسؤال كهنة معابد الطغاة، وكل مؤجري عقولهم كالقطيع: هل حقا أن القرآن الذي بين أيديكم تحدث عن "المسجد الأقصى" ذاته؟ أم لديكم رواية إسراء ومعراج أخرى، تشبه رواية "الصحابة المتشددين" الظبيانية؟
لنبسط الأمر قليلا على أنفسنا. يريد بن سلمان، وغيره بالطبع من بقية الجمع، أن يؤذن بالناس: فلسطين هذه هي لأجداد وأحفاد هرتزل وجيبوتنسكي، ومائير كهانا ورحبعام زئيفي وعوفاديا يوسيف، الداعين لذبح العرب "أبناء الأفاعي والصراصير".
ثمة سؤال ملحّ، هل لهذا الجيل المازوخي سياسيا، قضية شخصية مع الشعب الفلسطيني، وبالطبع مع غيره من الشعوب العربية، من المحيط إلى الخليج، حتى ينشغل صبح مساء لتوكيد حالة خضوع تخجل منها أصغر قبائل غابات الأمازون، التي لم تعرف لا عمر ولا عليا ولا معاوية؟..
لا إجابة عندي سوى أن التدقيق مليا في مصل الكراهية، الذي تقرأه منعكسا في هيئة ظبيانية صبيانية، يشي بأن في الأمر تكراراً لتاريخ عربي عن "لورانسات" آخرين لتشريع حكم خاضع أكثر مما رغب اليانكي من جمهوريات موز لاتينية، سابقا.
بالمناسبة، وحتى لا يظن كهنة الولي الفقيه؛ الزاعقين أيضا باسم فلسطين، حلفاء قاتلهم في تل الزعتر وحصار المخيمات في لبنان وسورية، ومقت ممثلهم الشرعي م. ت. ف وطرد ياسر عرفات، والتآمر سرا وعلانية، وتسويق شعار "كل واحد يقلع شوكه بنفسه"، بعد لقطة النصب والاحتيال في مدريد عن "شامير الإرهابي"، أنهم أكثر طهارة، فالإعجاب بين معبدي "التناقض الكذاب" عن "النواصب والروافض".
بالمجمل، ما يؤكده ذهاب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى هذا المستوى العلني في التعبير عن مكنونات بعض أمثاله من حكام العرب، متجاوزا المدفوع بهم إلى واجهة التبرير من لاعقي أحذية وبساطير الحكام، أن فلسطين حقا تؤلمهم.
هنا لا دخل للضمير ووخزته العربية الكذابة عن العرب واحد، بشعارات مقولبة عن أن "عرب الشمال" يكرهون "عرب الجنوب"، يحقدون ويغارون، ويحسدونهم أيضا على نعمة ورغد العيش، ولا دخل لـ"الدم المسلم واحد"، الأكذب من الأول، بدليل أن الفرجة المجانية لم تعد فقط "من العتبة إلى بيروت"، بل من الكرخ إلى الرصافة ومن البصرة إلى داريا الشام، ومن القرداحة إلى سلمى وحوران، ومن الضاحية الجنوبية إلى الطريق الجديدة.
ما هو مؤلم حقا أن يسوق بعضهم نفسه "معصرناً" غربياً، بابتسامات عن التسامح والاعتدال، فيما أنيابه وأظافره تغرس في جسد المسحوقين العرب..
بكل الأحوال، سواء كان الطغيان متحالفا، "أخوة وزمالة"، مع التكساسيين أو النيويوركيين واللندنيين والباريسيين، ممن يعبئون الهواء في قوارير الوهم لابن سلمان وابن زايد والسيسي وبقية الرهط، وبأجراء وضيعين، سواء بفلسطينيين وعربا، مسلمين ووثنيين وملحدين، ليبراليين وعلمانيين وسلفيين وإصلاحيين، لا يهم.. المهم، وبما أن هذا الرهط لن يفهم أبدا الفرق بين الوطن والدولة، الوطن فلسطين والدولة احتلال، فلا يضير أن ينكشف القبح كله بلا رتوش.. فرغم الألم والأثمان، التي سيندم عليها كثيراً جيل متلازمة استوكهولم العربي في توريثه لأبنائه ذل القطيع، سيصرخ حماتهم من بائعي قوارير الهواء يوما: "ليتنا لم نفعل..".
أتساءل أحياناً: لو كان هذا الجيل، المتحكم اليوم بعقلية المزارع الخاصة، وبالشعوب كالقطيع، والمقدرات كأطفال لا يزالون يكتشفون عوالمهم، عايش فعلا مرحلة شارون وبيغن، في ارتكاب مذبحة صبرا وشاتيلا، مع من كان سيصطف؟
بلا تردد، وحصار غزة والجرائم حاضرة، الجواب يأتيك من ترداد القطيع لما لدى المرياع: فلسط.. مشرد.. بائع أرضك..
المرياع، في واقع الرواية العربية اليوم، لا يندفع دائما ليعبر بنفسه، فلديه من يفعلها له، بخبرة كهنوتية قروسطية مستوردة من عصور ظلام أوروبا، على هيئات عديدة: مواطن مسحوق، مصاب بمتلازمة استوكهولم، وجمع من كهنوت "صحافيين وكتاب ومستشارين".
المشكلة أن عقول كبار الكهنوتية هرمت، ولم تدرك بعد ما تجاوزها من مراهنات. وتثبت الأيام، أنه رغم كل أشكال التآمر والعبودية، التي استمرأتها نخبهم، لم ولن يتأسرل ويتصهين شعب فلسطين، ولم يكن صغارها غير ملح الأرض.. ويصعب بالطبع أن يفهم أمثال تلاميذ معابد العبودية حرفا من الحرية.
وعليه، يُعرف محمد بن سلمان الثلاثيني بما فعل أنور السادات، والمثل الأعلى لخدمه سعد حداد، وكل من على شاكلتهما بلسان عربي.. هذا فقط في التاريخ المعاصر.
إذا كان لا مناص من فتح صندوق هذا المعسكر فلا بد أن الرائحة ليست في مصلحة أحد، في سياق ما قدمه "مثقفوهم"، أمثال رهط يوسف زيدان، عن فلسطين. وإن كان لا يكفي فثمة دروس قدمتها "عزيزتهم" غولدا مائير عن "رائحة الأجداد".
في الواقع يجعلك هذا الخرف والخوف عن "أرضهم" تتساءل: هل يحق للعربي أن ينقل "بعض كفر" إذا؟
قلق سليل "خدام الحرمين"، بن سلمان، على صلاة المسلمين في القدس، وفي ظل حضور فقه حلال الطغيان بهيئة سلفية، واختزال الحرية بهز الوسط، وباستصراخ "التحضر" بأسخف صوره المتأمركة، بأكثر مما يطيق حتى الفرنسيين، وكل شعب يحمي ثقافته، وطالما أن المسافة ليست صفرا بين "أطهر أرض" وتسلق سلم رضا الحلاب الأميركي، فهذا كله يدفعنا لسؤال كهنة معابد الطغاة، وكل مؤجري عقولهم كالقطيع: هل حقا أن القرآن الذي بين أيديكم تحدث عن "المسجد الأقصى" ذاته؟ أم لديكم رواية إسراء ومعراج أخرى، تشبه رواية "الصحابة المتشددين" الظبيانية؟
لنبسط الأمر قليلا على أنفسنا. يريد بن سلمان، وغيره بالطبع من بقية الجمع، أن يؤذن بالناس: فلسطين هذه هي لأجداد وأحفاد هرتزل وجيبوتنسكي، ومائير كهانا ورحبعام زئيفي وعوفاديا يوسيف، الداعين لذبح العرب "أبناء الأفاعي والصراصير".
ثمة سؤال ملحّ، هل لهذا الجيل المازوخي سياسيا، قضية شخصية مع الشعب الفلسطيني، وبالطبع مع غيره من الشعوب العربية، من المحيط إلى الخليج، حتى ينشغل صبح مساء لتوكيد حالة خضوع تخجل منها أصغر قبائل غابات الأمازون، التي لم تعرف لا عمر ولا عليا ولا معاوية؟..
لا إجابة عندي سوى أن التدقيق مليا في مصل الكراهية، الذي تقرأه منعكسا في هيئة ظبيانية صبيانية، يشي بأن في الأمر تكراراً لتاريخ عربي عن "لورانسات" آخرين لتشريع حكم خاضع أكثر مما رغب اليانكي من جمهوريات موز لاتينية، سابقا.
بالمناسبة، وحتى لا يظن كهنة الولي الفقيه؛ الزاعقين أيضا باسم فلسطين، حلفاء قاتلهم في تل الزعتر وحصار المخيمات في لبنان وسورية، ومقت ممثلهم الشرعي م. ت. ف وطرد ياسر عرفات، والتآمر سرا وعلانية، وتسويق شعار "كل واحد يقلع شوكه بنفسه"، بعد لقطة النصب والاحتيال في مدريد عن "شامير الإرهابي"، أنهم أكثر طهارة، فالإعجاب بين معبدي "التناقض الكذاب" عن "النواصب والروافض".
بالمجمل، ما يؤكده ذهاب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى هذا المستوى العلني في التعبير عن مكنونات بعض أمثاله من حكام العرب، متجاوزا المدفوع بهم إلى واجهة التبرير من لاعقي أحذية وبساطير الحكام، أن فلسطين حقا تؤلمهم.
هنا لا دخل للضمير ووخزته العربية الكذابة عن العرب واحد، بشعارات مقولبة عن أن "عرب الشمال" يكرهون "عرب الجنوب"، يحقدون ويغارون، ويحسدونهم أيضا على نعمة ورغد العيش، ولا دخل لـ"الدم المسلم واحد"، الأكذب من الأول، بدليل أن الفرجة المجانية لم تعد فقط "من العتبة إلى بيروت"، بل من الكرخ إلى الرصافة ومن البصرة إلى داريا الشام، ومن القرداحة إلى سلمى وحوران، ومن الضاحية الجنوبية إلى الطريق الجديدة.
ما هو مؤلم حقا أن يسوق بعضهم نفسه "معصرناً" غربياً، بابتسامات عن التسامح والاعتدال، فيما أنيابه وأظافره تغرس في جسد المسحوقين العرب..
بكل الأحوال، سواء كان الطغيان متحالفا، "أخوة وزمالة"، مع التكساسيين أو النيويوركيين واللندنيين والباريسيين، ممن يعبئون الهواء في قوارير الوهم لابن سلمان وابن زايد والسيسي وبقية الرهط، وبأجراء وضيعين، سواء بفلسطينيين وعربا، مسلمين ووثنيين وملحدين، ليبراليين وعلمانيين وسلفيين وإصلاحيين، لا يهم.. المهم، وبما أن هذا الرهط لن يفهم أبدا الفرق بين الوطن والدولة، الوطن فلسطين والدولة احتلال، فلا يضير أن ينكشف القبح كله بلا رتوش.. فرغم الألم والأثمان، التي سيندم عليها كثيراً جيل متلازمة استوكهولم العربي في توريثه لأبنائه ذل القطيع، سيصرخ حماتهم من بائعي قوارير الهواء يوما: "ليتنا لم نفعل..".