عندما كان محمد قريقع في الخامسة من عمره رسم على دفتر صغير لوحة فنية، تتحدث عن الظلم والقتل الذي يتعرض له شعبه ويشاهده على شاشات التلفاز، فلاحظ شقيقه مالك جمال اللوحة وانبهر بها. فأبلغ والديه بذلك وبدأ الجميع يشجعه على الرسم.
بدأت موهبة محمد باكراً واستغل وجود جو أسري يشجعه على تنمية موهبته وبات اليوم أصغر رسام في غزة، لكن محمدا ذو طموح كبير ويعمل حالياً على تجهيز معرض خاص بالأسرى الفلسطينيين في ذكرى يوم الأسير بأبريل /نيسان القادم.
وشارك محمد في معارض فنية كثيرة بغزة بلوحات عن الطفولة، وكرمته وزارة الثقافة وجهات أخرى بعد أن وجدت لوحاته طريقها إلى قلوب الغزيين.
وأنجز محمد (12 عاماً) لوحتين بالمقلوب –يرسم شكلاً على لوحة بالمقلوب ومن ثم يعدلها- للرئيس الراحل ياسر عرفات والشهيد أحمد الجعبري قائد كتائب القسام الذي اغتيل في 2012 بغزة، وهو فن لا يجيده إلا عدد محدود حول العالم، ويعكف حالياً على إنجاز لوحة ثالثة بنفس الطريقة.
يقول محمد لـ"الجديد" : "أحرص في لوحاتي على إظهار الوجه الآخر للطفل الفلسطيني، فالطفل في غزة مثلاً يعاني من الحروب والحصار والقتل ومشاهد الموت ومنهم من قتل وأصيب أو أصبح يتيماً، وأنا أصوره بطريقة المحب للحياة والساعي إليها ما استطاع".
ورغم عدم وجود حاضنة ثقافية ومالية لإبداع محمد، فإنه مصر على مواصلة طريقه إلى أن يصبح "فناناً مشهوراً" يخدم شعبه وقضيته العادلة من خلال الرسم والفنون الأخرى التي يتعلمها ويسعى لاتقانها.
ولا يؤثر شغف محمد بالفن والرسم بأنواعه المختلفة على تحصيله العلمي، حيث إنه الأول في فصله الدراسي، ويفتخر مدرسوه به، ويطلبون منه إعطاء زملائه في الفصل دروساً في الرسم والتلوين.
ويركز محمد في لوحاته على ما يجول في خاطره كطفل فلسطيني وما يراه بعينه من معاناة وصمود، غير أنه يتمسك في معظم لوحاته "برسم الطفولة الجميلة الساعية نحو حياة أفضل ونحو استقرار وهناء".
وعن طموحه، يقول محمد "أتمنى أن أرسم لوحة كبيرة اسمها رسالة سلام تصور حياة الفلسطينيين وطموحهم بالعيش بسلام وبعيداً عن الحروب والحياة القاسية لأدخل بها موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر لوحة لأصغر فنان".
وعلى صفحته في "فايس بوك" تصل يومياً محمدا رسائل تشجيع وتأييد على أعماله ورسوماته، ومنها مقترحات من فنانين أكبر منه سناً لتطوير رسوماته، والبعض الآخر يطلب رسماً لابنه لكن محمدا يعتذر بأدب أن لا وقت الآن للأعمال الشخصية حتى وإن كانت بمقابل ما