لا توجد أمَّةُ لم تعرف فناني الشوارع الذين يتخذون من الأرصفة والساحات العامة، مسرحاً مفتوحاً يؤدّون فيه فقراتهم الفنيّة المتنوّعة، من أجل الحصول على تقدير معنوي أو مادي. حيث يتم اللجوء إلى الشارع بحثاً عن جمهور، بعيداً عن سطوة أصحاب المسارح ومتعهدي الفرق الفنية.
بعض القبائل الرحل، التي اشتهرت بتقديم الفنون كالرقص والغناء، مثل الغجر، ليست لها مسارح ثابتة. وهناك المتسولون الموهوبون، الذين يلفتون انتباه المارّة للحصول على المال. كما برزت فنون الشوارع بقوة في ظل "الربيع العربي" كحالةٍ فنيّة، لإثارة حماس المتظاهرين، ونشر الأفكار الثوريّة بين الناس.
فنون الشارع لا تقتصرُ على فئةٍ دون أخرى، فمنهم الشباب والشيوخ وحتّى الأطفال، ومنهم الرجال والنساء. ولا تقتصرُ على فنّ بعينه، فكلّ شيء وجده الناس ممتعاً، وظفه الفنانون في عروض مفتوحة، كالأكروبات والحيل وعروض الحيوانات، وعمل الأشكال بالبالونات، ورسوم الكاريكاتير، والمهرجون والأداء الكوميدي والرقص والغناء والعزف واللعب بالنار والخدع السحريّة وغيرها.
بعض الموسيقيين المشهورين بدأوا مسيرتهم بهذه الطريقة وحقّقوا الشهرة؛ مثل: بوب ديلان، وجون بيز، وجوني ميتشل. عُرفَت في مصر بعض فنون الشوارع الشعبية كالحاوي والساحر والأكروبات والبيانولا وعازف الربابة وصندوق الدنيا وغيرها. وكان "القرداتي" يدرب قرده ليقدم بعض الحركات المضحكة، ثم يمر على الجمهور، ويستعطفهم لنيل أجرة العرض.
تُعدّ أرصفة العاصمة البريطانيّة لندن، وساحاتها العامة، أكبر عواصم العالم احتضاناً للموهوبين، ويطلق عليهم "الباسكرز" (buskers)، وهو مصطلح يعود للقرن الثامن عشر، ويعني الموسيقيين المتجولين. في محطات القطار بلندن، تخصص مناطق شبه دائرية تغطيها ألوان مثيرة، يسمح فيها لعازفي الشوارع بالوقوف بشكل رسمي لتقديم فنونهم. أما في الميادين العامة، فينبغي على الفنان أن يبادر بالحجز للحصول على المكان الذي سيقدِّم فيه عرضه؛ لأن المنافسة شديدة والفنّانون كثر، كما أن بعض القوانين تحظّر العزف والغناء بدون تصريح في بعض المناطق.
اقــرأ أيضاً
انتشرت تلك العروض في الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر، بوصفها وسيلة إعلانية، تروِّج لأنواع من الأدوية المنشّطة، فكان الباعة يسافرون بصحبة الفنانين لبيع الأدوية وجرعات تحسين الصحة. وكانت النظرية الدعائيّة تعتمد على استغلال الفنون، وأعمال الترفيه في جعل الزبائن يشعرون بالراحة، فكان الناس غالباً ما يربطون السعادة التي شعروا بها أثناء العروض، بالمنتجات المعروضة، وكان من السهل بعدها تمرير السلعة وإقناعهم به.
في العادة، فإن لـ "الباسكرز" عدة أشكال؛ فمنها العروض الدائرية التي يتجمَّعُ فيها المشاهدون حول الفنانين في حلقة، وعادة ما يكون للعرض بداية متميّزة وخاتمة أيضاً، في مشهد يشبه مسرح الشارع. وفي بعض الأحيان يكون الجمهور غفيراً، و"الباسكر" الجيد المتمرس لديه القدرة على إدارة الحشد، حتى لا يُعوّق المارّة والشوارع، ويتعرّض إثر ذلك للمساءلة القانونيّة.
ومنها ما يُسمّى "الأداء للمارة"، وهو الذي تُقدَّم فيه العروض بدون مقدمة أو خاتمة؛ فيشاهده المارة أثناء عبورهم، وربما يشاهد المارّة جزءاً يسيراً من العرض، ثم يستمرّون في طريقهم. قد يتطور العرض الفردي، ويتحول إلى عرض دائري، إذا كان الفن المقدم غير تقليدي، واستطاع الفنان جذب انتباههم.
تحظى فنون الشوارع في بعض الدول بدعم يحاول انتشال هؤلاء الموهوبين من براثن الفقر والعوز، كما تعقد مهرجانات دولية سنوية في كل من إيطاليا وأيرلندا وأستراليا ونيوزيلندا وسنغافورة وغيرها، حيث تستضيف الموهوبين الجوالين من كافة أنحاء العالم، ويحضرها مئات الآلاف من المشاهدين، ويطلق على تلك الفعاليات (Busking Day). ويتم في هذه المهرجانات إلقاء الضوء على مواهب هؤلاء الفنانين، وتأمين دعم مادي مناسب لهم.
اقــرأ أيضاً
بعض القبائل الرحل، التي اشتهرت بتقديم الفنون كالرقص والغناء، مثل الغجر، ليست لها مسارح ثابتة. وهناك المتسولون الموهوبون، الذين يلفتون انتباه المارّة للحصول على المال. كما برزت فنون الشوارع بقوة في ظل "الربيع العربي" كحالةٍ فنيّة، لإثارة حماس المتظاهرين، ونشر الأفكار الثوريّة بين الناس.
فنون الشارع لا تقتصرُ على فئةٍ دون أخرى، فمنهم الشباب والشيوخ وحتّى الأطفال، ومنهم الرجال والنساء. ولا تقتصرُ على فنّ بعينه، فكلّ شيء وجده الناس ممتعاً، وظفه الفنانون في عروض مفتوحة، كالأكروبات والحيل وعروض الحيوانات، وعمل الأشكال بالبالونات، ورسوم الكاريكاتير، والمهرجون والأداء الكوميدي والرقص والغناء والعزف واللعب بالنار والخدع السحريّة وغيرها.
بعض الموسيقيين المشهورين بدأوا مسيرتهم بهذه الطريقة وحقّقوا الشهرة؛ مثل: بوب ديلان، وجون بيز، وجوني ميتشل. عُرفَت في مصر بعض فنون الشوارع الشعبية كالحاوي والساحر والأكروبات والبيانولا وعازف الربابة وصندوق الدنيا وغيرها. وكان "القرداتي" يدرب قرده ليقدم بعض الحركات المضحكة، ثم يمر على الجمهور، ويستعطفهم لنيل أجرة العرض.
تُعدّ أرصفة العاصمة البريطانيّة لندن، وساحاتها العامة، أكبر عواصم العالم احتضاناً للموهوبين، ويطلق عليهم "الباسكرز" (buskers)، وهو مصطلح يعود للقرن الثامن عشر، ويعني الموسيقيين المتجولين. في محطات القطار بلندن، تخصص مناطق شبه دائرية تغطيها ألوان مثيرة، يسمح فيها لعازفي الشوارع بالوقوف بشكل رسمي لتقديم فنونهم. أما في الميادين العامة، فينبغي على الفنان أن يبادر بالحجز للحصول على المكان الذي سيقدِّم فيه عرضه؛ لأن المنافسة شديدة والفنّانون كثر، كما أن بعض القوانين تحظّر العزف والغناء بدون تصريح في بعض المناطق.
انتشرت تلك العروض في الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر، بوصفها وسيلة إعلانية، تروِّج لأنواع من الأدوية المنشّطة، فكان الباعة يسافرون بصحبة الفنانين لبيع الأدوية وجرعات تحسين الصحة. وكانت النظرية الدعائيّة تعتمد على استغلال الفنون، وأعمال الترفيه في جعل الزبائن يشعرون بالراحة، فكان الناس غالباً ما يربطون السعادة التي شعروا بها أثناء العروض، بالمنتجات المعروضة، وكان من السهل بعدها تمرير السلعة وإقناعهم به.
في العادة، فإن لـ "الباسكرز" عدة أشكال؛ فمنها العروض الدائرية التي يتجمَّعُ فيها المشاهدون حول الفنانين في حلقة، وعادة ما يكون للعرض بداية متميّزة وخاتمة أيضاً، في مشهد يشبه مسرح الشارع. وفي بعض الأحيان يكون الجمهور غفيراً، و"الباسكر" الجيد المتمرس لديه القدرة على إدارة الحشد، حتى لا يُعوّق المارّة والشوارع، ويتعرّض إثر ذلك للمساءلة القانونيّة.
ومنها ما يُسمّى "الأداء للمارة"، وهو الذي تُقدَّم فيه العروض بدون مقدمة أو خاتمة؛ فيشاهده المارة أثناء عبورهم، وربما يشاهد المارّة جزءاً يسيراً من العرض، ثم يستمرّون في طريقهم. قد يتطور العرض الفردي، ويتحول إلى عرض دائري، إذا كان الفن المقدم غير تقليدي، واستطاع الفنان جذب انتباههم.
تحظى فنون الشوارع في بعض الدول بدعم يحاول انتشال هؤلاء الموهوبين من براثن الفقر والعوز، كما تعقد مهرجانات دولية سنوية في كل من إيطاليا وأيرلندا وأستراليا ونيوزيلندا وسنغافورة وغيرها، حيث تستضيف الموهوبين الجوالين من كافة أنحاء العالم، ويحضرها مئات الآلاف من المشاهدين، ويطلق على تلك الفعاليات (Busking Day). ويتم في هذه المهرجانات إلقاء الضوء على مواهب هؤلاء الفنانين، وتأمين دعم مادي مناسب لهم.