فن "أكابيلا" الغناء بلا موسيقى

06 يوليو 2016
نمت القاعدة الجماهيرية لأكابيلا (Getty)
+ الخط -
ظهر "أكابيلا" (A cappella) في إيطاليا في القرن السادس عشر بوصفه فناً غنائياً دينياً. ويعني هذا المصطلح بالإيطالية النغم بدون مصاحبة آلات موسيقية. وكان الفنان بيير لويجي باليسترينا (1526 - 1594) الذي قضى حياته في خدمة الكنيسة وتأليف الموسيقى الدينية، أول من قام بتلحين هذا النوع الفني. ومن بعده؛ كانت في إيطاليا مدرستان طورتاه؛ الأولى مدرسة روما التي أسسها أحد تلاميذ باليسترينا، والثانية مدرسة فينيسيا.


وفي مطلع القرن العشرين؛ انتقل فن أكابيلا إلى الولايات المتحدة عبر عميد كلية الموسيقى في جامعة "نورث ويسترن"، بيتر كريستيان، الذي قام بتأسيس أول جوقة أكابيلا أميركية في 1906. وبعد ذلك، ظهرت نزعات تجديدية، فتشكلت الفرق التي تؤدي ذلك الفن ببراعة كبيرة واتسعت الرقعة الجماهيرية، ونمت المبيعات.
وصارت العديد من الفرق تستخدم بعض أصوات أعضائها لمحاكاة الآلات الموسيقية في حين يغني الباقون، فيما لا تزال بعض الفرق تتمسك بالتركيز على التناسق والتناغم بين المؤدين. إذ يرى هؤلاء أن أكابيلا في حقيقتها تمثل نوعاً من الإيمان بالإمكانات الكبيرة للصوت البشري وتميزه وتنوعه وقدرته.

وكانت التقاليد الأوروبية لأكابيلا قوية الحضور، خاصةً في البلدان التي تقع على بحر البلطيق، وربما كانت الأشد ظهوراً في السويد، كما يؤكد ريتشارد سباركس، في أطروحته للدكتوراه "معجزة الكورال السويدي في عام 2000". فلأكابيلا السويدية جوقات فازت بحوالي ربع الجوائز الفنية خلال ربع القرن الأخير.

وتجاوزت الآكابيلا الحدود الغربية إلى آسيا، وتميزت بها بعض الفرق، حيث ألف الملحن السريلانكي دينيش سباسيناغ أول مقطوعات لفرق أكابيلا هناك. وفي المملكة المتحدة جذبت الانتباه، بعد ظهور العديد من المجموعات الطلابية التي تؤديها في الجامعات، والتي صارت تبحث عن غناء جديد يختلف عن الغناء الكورالي التقليدي والكنسي.
دلالات
المساهمون