وضمت الأحراز مقطع فيديو مدته 28 ثانية، وعرضته المحكمة ببطء، وتبينت واقعة مقتل الناشطة شيماء الصباغ، وعلق ممثل النيابة العامة أنه يظهر في الفيديو سيدة تظهر أنها مصورة وهي الشاهدة الخامسة مروة همام، تعمل بموقع مصراوي الإخباري، أثناء تواجدها بميدان طلعت حرب بوسط القاهرة.
وظهر الضابط المتهم يصوّب تجاه المتظاهرين ومنهم المجني عليها، وتزامن مع ذلك سقوط المجني عليها شيماء الصباغ، وعلق ممثل النيابة أنه بعدها يقوم المجند شريف عبد الله، باستبدال السلاح الذي كان بيد المتهم (أطلق عيارين ناريين منه) بسلاح غاز "فيدرال" يطلق الغاز فقط.
وعلق المحامي أمير سالم، أحد المدعين بالحق المدني في القضية، أن اللواء ربيع الصاوي، قائد قوات الأمن، قال في نفس الفيديو للمتهم "اضرب اضرب اضرب"، ولكنه لم يظهر كصوت في ذلك الفيديو، ووعد بإحضاره، ولكن بعد إعادة عرض الفيديو ظهر الصوت "اضرب"، وطالب بإثبات ذلك وتوجيه الاتهام إلى اللواء بالتحريض على القتل وإدخاله كمتهم بالقضية.
واستمعت المحكمة إلى شهود الإثبات، وهم محمد الشريف، والذي أكد أنه أصيب بطلق خرطوش أثناء محاولته إنقاذه شيماء الصباغ، وصرخ للأمن طالباً إحضار سيارة إسعاف، إلا أن قوات الأمن رفضت تقديم أي مساعدات لها، قائلاً: "أي حد كان بيحاول يساعدها بيتقبض عليه".
وأضاف أن أحد الأطباء يُدعى ماهر نصار، كان جالساً على مقهى "البستان" وقت الواقعة وحاول إسعافها، فقامت قوات الأمن بالقبض عليه رغم عدم انتمائه للحزب أو اشتراكه في المسيرة.
وأكد الشاهد خالد حواس، عضو بحزب التحالف الاشتراكي، أنه لم يتوقع إطلاق الرصاص عليهم، واعتقدوا أنها مجرد قنابل غاز أو صوت فقط، إلا أنه فوجئ بسقوط زميلته شيماء أرضاً غارقة في دمائها، وأنه توجه إلى النيابة للإدلاء بشهادته، وفوجئ بتهديده بتوجيه تهم له بالتظاهر من دون تصريح والإخلال بالأمن العام، إذا لم يتنازل عن شهادته في القضية.
وأضاف أنهم قدموا للنيابة فيديوهات أكدت أنهم مجموعة من الحزب تجمعوا للاحتفال بالذكرى الرابعة للثورة بشكل سلمي.
وأكد شهود العيان بالقضية أنهم جميعاً متهمون في قضية جنح بقصر النيل بتهمة التظاهر من دون ترخيص، والإخلال بالنظام العام، والتي تم تأجيلها لجلسة 23 مايو/ أيار الجاري.
وكانت النيابة العامة قد نسبت في أمر إحالتها للمتهم ياسين محمد حاتم صلاح الدين، 24 سنة، ملازم أول شرطة بقطاع ناصر للأمن المركزي، أنه في يوم 24 يناير/كانون الثاني 2015 دائرة قسم قصر النيل ضرب المجني عليها شيماء صبري أحمد الصباغ مع سبق الإصرار، بأن عقد العزم وبيّت النية على إيذاء المتظاهرين الذين كانت من بينهم، وأعد لتنفيذ مأربه طلقات خرطوش ذخر بها سلاحه.
وما إن ظفر بالمتظاهرين أطلق باتجاههم عياراً نارياً من سلاحه أصاب المجني عليها، محدثاً بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية، كما أحدث عمداً بالمجني عليهما محمد أحمد محمد الشريف وأحمد فتحي نصر، الإصابات الموصوفة بتقريري مصلحة الطب الشرعي المرفقين بالأوراق، والتي أعجزتهما عن أشغالهما الشخصية مدة تزيد عن 20 يوماً، وكان ذلك باستخدام سلاح ناري (بندقية خرطوش).
اقرأ أيضاً: مصر: دفاع "شيماء" يدّعي مدنياً ضد وزيري الداخلية