وحتى ذلك الوقت، يمكن حفظ الجثث في منزل العائلة لعدة أسابيع أو أشهر أو سنوات، وتتم رعايتها وإطعامها كما لو كانت على قيد الحياة.
ويواصل بعض السكان علاقتهم مع الموتى من خلال حفل مانينيه "ma'nene" وهو نوع من الجنازة الثانية التي يخرجون فيها أسلافهم كل بضع سنوات، ويقومون بتغيير ملابسهم وتنظيف أجسادهم، بحسب ناشونال جيوغرافك التي نشرت تقريراً عن هؤلاء.
إليزابث رانت إحدى السيدات اللواتي ترعى زوجها المستلقي في السرير وتتحدث معه طوال الوقت رغم أنه ميت منذ أسبوعين، وتحضر له الطعام، إفطار وغداء وعشاء وشاي ما بعد الظهر، وتقول العائلة "إننا نفعل ذلك لأننا نحبه ونحترمه كثيراً"، ويقومون بمعالجة الجثة بعد فترة وجيزة من وفاته لئلا تتفسخ، وفي مرحلة لاحقة يحنطونه.
وبعد أربعة أيام، ستقام مراسم جديدة بحضور العائلة والجيران، حيث سيوضع زوج إليزابيث في نعش، وسيظل في منزله قرابة أربعة أشهر حتى نهاية السنة، إلى أن يحين موعد جنازته، وستعيش معه زوجته حتى ذلك الوقت، فبعض العائلات تتبع العادات القديمة التي تنص على ألا يترك الميت وحده.
ففي تورجا يعتقد الناس أن موت الجسد ليس هو النهاية، وإنما هو مجرد خطوة واحدة في عملية طويلة تتكشف تدريجياً، ويقومون برعاية أفراد أسرتهم الموتى إلى وقت طويل في المنزل لأسابيع أو شهور وربما لسنوات.