سجلت كاميرات المراقبة الأمنية داخل مطعم Le Carillon، اللحظات الأولى للهجوم الإرهابي، الذي أسفر عن إصابة اثنين من زبائن المطعم بأعيرة نارية طفيفة، في حين لقي خمسة أشخاص آخرين في محيط المكان، مصرعهم، بينهم عامل "توصيل البيتزا".
وبينت فيديوهات ثلاثة، مدة كل منها لا تتعدى الدقيقة الواحدة، القاتل الطليق وهو ينفذ جرائمه بهدوء، ومن مسافة قريبة جدا من ضحاياه، كما سجلت اللحظات المرعبة التي عاشها الضحايا، من قتل منهم، ومن بقي حياً ليتذكر هذا اليوم.
صحيفة "ذي ديلي ميل" البريطانية التي نشرت الفيديو، كشفت في تقريرها أن المسلح المسؤول عن الهجوم على المطعم، والذي تمّ التحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، يعتقد أنه البلجيكي الجنسية صلاح عبد السلام، (26 عاماً)، موضحة أن الإرهابي بدا في بعض اللقطات شبيهاً بعبد السلام، الذي تمكن من الفرار من باريس بعد الهجمات نتيجة خطأ مروع اقترفته الشرطة قرب الحدود الفرنسية البلجيكية.
أتاحت الكاميرا الأولى التي كانت مثبتة مقابل الباب الرئيسي للمطعم، رؤية واضحة لأمسية لطيفة، حيث يتناول عدد من الزبائن الطعام بهدوء داخل المطعم، وفي شرفته خارجاً.
عند الباب في الداخل جلست سيدتان مقابل بعضهما، وفجأة بدأ زجاج الباب الرئيسي يتطاير، بينما ظهرت أقدام المسلح في الخلفية على الشارع.
هرعت امرأة وشاب كانا يتناولان الطعام خارجاً إلى الداخل، لاذت المرأة بالهرب تحت المشرب بينما انبطح الشاب على الأرضية، وكذلك فعلت الصديقتان اللتان كانتا تحتلان الطاولة الأقرب إلى الباب.
خارج المطعم بدأ عدد من الزبائن محاولات الهرب، بعد أن ابتعد المسلح كما تخيل بعضهم، ليتبين أنه كان يركض في الشارع بحثاً عن ضحايا آخرين، وما هي إلا ثوان حتى هرع عائداً إلى المطعم وهو يحمل بندقية، مرتدياً ملابس زرقاء، مسلطاً بندقيته فوق رأس امرأة في الخارج كانت قد اتخذت وضعية الانبطاح أيضاً.
سيارة سوداء مشعلة الأضواء كانت تنتظره أمام المطعم، التفت إليها بينما كان يحاول إتمام مهمة القتل الأخيرة، التي يبدو أنها فشلت، ربما لعطل أصاب البندقية، وربما لنفاذ ذخيرته، وبعد أن ركب السيارة تاركاً ساحة جريمته، وقفت السيدة التي كانت تحت رحمة بندقيته وهرعت هاربة، لتلحق بها زميلتها أيضاً.
أما الكاميرا الثانية فكانت مسلطة على أحد زاويا المطعم حيث يظهر زبونان يتناولان العشاء، بينما يظهر المشرب الذي وقف خلفه الموظفان، سمير، رجل أصلع قصير، وهو يمسح الكؤوس بمناديل ورقية، بينما كان يدردش مع ياسمين، النادلة التي تبلغ من العمر 20 عاماً، وهي طالبة، بدأت العمل في المطعم قبل شهر.
وفجأة يتطاير الزجاج، ينبطح الزبونان في الزاوية أسفل الطاولات، وسمير وياسمين يلوذان بنفسيهما أسفل المشرب، قبل أن يتسلل سمير سريعاً إلى الأسفل عبر درج قريب، بينما تبقى ياسمين في مكانها، ثم تنضم إليها السيدة الهاربة من الخارج حاملة هاتفها النقال، ويبدو أن ياسمين تواظب على تهدئتها طوال فترة الهجوم محتضنة رأس السيدة المنهارة.
تظهر ياسمين شجاعة وصلابة عظيمة، ثم تدفع بالسيدة قبلها إلى الملجأ أسفل الدرج بعد تأكدها من أن الوضع آمن، ثم لا يلبس أن ينضم جميع الزبائن إلى الملجأ بعد انتهاء الاعتداء.
وأضاءت "ديلي ميل" في تقريرها على مفارقة عجيبة، حيث إن ياسمين وهي باريسية المولد، لكن والديها ينحدران من المغرب والجزائر، الخلفية العرقية نفسها للرجال الذين قطعوا الشارع المقابل للمطعم وهم يصطادون فرائسهم بتوحش.
اقرأ أيضاً:اعتقال رجل الجوكر الذي هدد بقتل عربي كل أسبوع