وقال مصدر في المجلس المحلي لمدينة الضمير، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المدينة الواقعة تحت سيطرة المعارضة تحتوي على مركزي إيواء ومجموعة مخيّمات تضم نحو 3 آلاف من المهجّرين".
وأضاف المصدر أن "السكّان يعانون من ظروفٍ سيئة جدّاً، إذ أدى الفيضان إلى تدمير عدد من الخيام وجرف المعدّات الأساسية للنازحين في مراكز الإيواء".
وذكر أن الأمطار هطلت بشكلٍ غزيرٍ جداً، وهو ما أدى لانهيار السد وانجراف المياه، لافتاً إلى أن المياه تدفقت إلى منازل المدنيين والأسواق والمحلات العامة، ووصلت إلى مدينة الرحيبة الواقعة شمالي شرق الضمير.
وأكد المصدر أنه لم يسجّل أي قتلى أو جرحى جراء هذه الفيضانات، مشيراً إلى أن فرق الدفاع المدني والهلال الأحمر السوري وفصائل المعارضة وعدداً كبيراً من الفعاليات الأهلية تدخّلوا وساهموا بإنقاذ المتضررين.
وفي سياقٍ آخر، أدّت الأمطار الغزيرة إلى تشكّل ما يشبه البحيرات في الشوارع الرئيسية للعاصمة السورية دمشق التي يسيطر عليها النظام السوري.
وبحسب شهادات مواطنين لـ "العربي الجديد"، فإنّ مداخل العديد من الشوارع تجمعت فيها مياه الأمطار ما تسبب في إعاقة حركة المرور بشكلٍ كبير، وذلك بسبب عدم وجود قنوات كافية لتصريف المياه.
وقال مسؤول المكتب الإعلامي في المجلس المحلي في مدينة الضمير أحمد محمد دياب، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "نحو 4 آلاف مدني اضطروا ليلة أمس للنزوح من منازلهم نصفهم من النازحين إلى المدينة، من جراء الطوفان الذي نتج عن انهيار أجزاء من سد المدينة".
وبيّن أن "الطوفان طاول نحو 6 في المائة من الأحياء السكنية، واقتصرت الأضرار على المادية فقط، حيث لجأ الأهالي إلى أقاربهم ومعارفهم ومراكز إيواء، لأن المنطقة المتضررة عبارة عن عشوائيات ومزارع يقطنها النازحون".
ولفت إلى أن "معظم الأهالي عادوا بعد ظهر اليوم لتفقد منازلهم"، مبينا أنهم بحاجة إلى مساعدات إغاثية بعد أن جرف السيل الفرش والبطانيات وأدوات المطبخ".
من جانبه، قال مدير "تنسيقية الضمير" الملقب بأبو محمد لـ "العربي الجديد"، "لم تتوقف الأمطار على مناطق القلمون الشرقي طيلة 24 ساعة الماضية، مما أدى إلى سيول عظيمة وكبيرة صبت مياهها في سد الضمير الذي يقع شمال المدينة، ومن ثم تسربت المياه منه من الجهة الغربية لتسير السيول إلى بعض الأحياء الشمالية والغربية وسببت دمارا في بعض الوحدات السكنية التي يقطنها الوافدون، كما أصابت السيول عددا من البيوت وأخرجتها عن الخدمة".
وأضاف أن "الأهالي لم يستطيعوا إخراج سوى بعض الأشياء الضرورية كالإلكترونيات فقط"، لافتاً إلى أن "المكتب الإغاثي الموحد في مدينة الضمير لا يستطيع تقديم أي مواد غذائية لقلة الإمكانات وموارد الدعم، وهناك عمل وجهود من قبل المكتب الطبي في المدينة لاستقبال أي حالات طارئة".
ولفت إلى أن "أوضاع الناس بشكل عام متردية في المدينة، وتعاني من صعوبة بالغة في تأمين المواد الغذائية ووقود التدفئة"، مبيناً أن "المدينة تعيش في ظل اتفاق تهدئة مع النظام، ما يسمح بدخول المواد الغذائية إلا أنها تباع بأسعار مرتفعة جدا".