أشجار واقفة
صَاعِدةٌ
كالسرِّ في الروحْ
تنتظر الطيرَ القادمَ
من ماءِ
عند الطير الغابرْ
ربما
هوَ منْ يملكُ مُوسيقَى
أُخرَى
ربما
هو من يومنُ بسماءِ
أخرَى
...
هي واقفةٌ
كالشمس في الغيبْ
لا تحني الروحْ
لأجسادِ عفنتْ
انقَنصَّتْ لها النَّاياتُ
وما عادتْ تذكرُ
كيف ترفرفُ فوق الريحْ.
■ ■ ■
عن الثلاثة الأبرارْ
قيل عن الحلاج:
قطَّعواْ يديهِ
في بغدادْ
....
قيل عن السهروردي:
أحرقوهُ
في حلبْ
...
وقيل عنهمْ:
تشردوا
في الأرضِ
في السماءِ
خاسئينْ
....
وقيل عن ابن عربي:
محبّةُ اللهِ
احتوتهُ
احتواها
ما اختفتْ عنهُ
وعنها ما اختفى
حتى انمحى
حتى كان الوجودْ
....
وقيل عنهم:
إنهم في النورِ
ذهبوا
بقوْا
وكانوا خالدينْ
■ ■ ■
مدارج العاشقينْ
شجراتٌ
تجلس قربي
تتأمل في وجهي
المتغضنِ
تخشع ُمثلي
تقرأ مثلي
في كتابِ العاشقينْ
يضحك منا العطّارْ
يرمي علينا الوردْ
ثم يمشي
يتركنا نصعدُ خلفهْ
■ ■ ■
موسيقَى
لا أسمعُها
تسمعني
تنقرُ في الرأسِ
تخمشُني
وأنا لا أتلفَّتُ
وأنا العارِي
تشملُني
ألهثُ حول الأصداءْ
يَا عازِفُ
غيّرْ أوتاركَ
حتى أتغيَّرْ
■ ■ ■
ساحرة
خُصَلٌ
تَتَمَوَّجُ بَيْنَ أصابِعِنَا
تُشْبِهُ الليلَ
مُلْتَوِيَاً فِي السَّرِير
لاَ امْرَأةٌ
لا غَيْمَةٌ
لاَ شَجَرَةْ
فَلِمنْ هِيَ تِلْكَ
التِي تُشْبِهُ الليل؟
قَدْ تكُونُ لِعَاصفةِ
بَيْنَنَا
خَرَجتْ مِنْ حَانةِ الليلِ
تَرْمِي عَلَى العَابرِينَ
الخَوَاتِمَ
مِنْ حجرِ أسود
قد تكونُ لِخيلٍ
أتتْ
من جِبال مُهَشَّمةٍ
عَارياتْ
دونَ سُروجِ
ودونَ فوَارسَ
تصهلُ
تُسدلُ أعْرَافَهَا
فتُظلِّلُنا
منْ بُروقِ السماءْ
خُصلٌ
تَتَموَّجُ بين أصابعنا
تُشبهُ الليلَ
تسحَرُنا
فنتبعُها كالخِرافِ
وراءَ المساءْ.
■ ■ ■
السَّاحات
التي تبقى مفردةً
في الليلْ
تكتبُ في الأشجارْ
نحنُ
لا يغلبنا النومْ
فإذا مرَّ الأعمَى
لا يرفع عينيهِ
إلى الأشجار
فتبقَى السَّاحاتُ
كما كانتْ
مفرَدةً
في الليلْ
* شاعر من المغرب