في تلك البلاد يُسمّون البحر الهادئ، زيتاً
وحين ترتفع درجات الحرارة
يلقون بأنفسهم داخله بطريقة عشوائيّة
ويقفزون، كحبّات البطاطا التي تقطِّعها الأمّهات
بشكل كبير وغير متناسق.
ولكي لا يبتلع الأطفالَ ويستمر في الذهاب والمجيء كمداعبة
يقطعه الفقراء - من حين لآخر- بقوارب صغيرة وحادّة الأطراف
كما يقطعون سوء الحظّ والدم الفاسد عند "الطالب"*
ثم يتركون جثثهم داخله، كالقرابين
فهم يعرفون بأنّ البحر، بسيط وغير متطلِّب
لا يشترط الأميرات ولا الجميلات
ويرضى برجال مصابين بسعال مزمن
في حلقهم غُصّة وبَلغَم وتفاحة آدم
وأسنانهم مهترئة
■ ■ ■
رحل الغزاة وتركوا عيونَهم الزرقاء
مثبّتة على البنايات - بلون بشرتهم
لتتلصّص على السكّان الجدد
ولكي تغمز للبحر، فتهدأ أمواجُه أمام غزاة - محتَمَلين
غير أنّ القرويين الذين لم يعثروا يوماً على كتالوغ استعمال تلك المنازل
ولا كتالوغ يساعدهم على إصلاح أعطابها
استعادوا حيلة قديمة من تراث الأجداد:
راحوا يقتلعون تلك العيون
عيناً، عيناً
ويثبِّتون مكانها عيوناً خشبية - بلون عيونهم
وأحياناً كانوا يخفونها
بالغسيل وبستائر سميكة
كما يخبِّئ القرصان عينه المفقوءة.
* معالج روحي
** شاعرة جزائرية