أصبح اللاجئ السوري أيمن سيف، حديث الناس في العاصمة اليمنية صنعاء، بعد أيام من افتتاحه مطعما شعبيا يقوم من خلاله بتوزيع وجبات مجانية على الفقراء والمحتاجين، تلك بادرة تلخص حالة التكاتف وتقاسم فرص العمل والعيش مع عشرات آلاف السوريين في بلد يعيش على وقع حرب طاحنة منذ عامين.
وقال سيف لـ"العربي الجديد"، إن مبادرته بتقديم وجبات يومية مجانية للفقراء تأتي بدافع إنساني وأخلاقي تجاه البلد الذي احتضنه ووجد فيه وطنا ثانيا أكثر أمنا من وطنه الأصلي رغم الحرب الدائرة بين الحوثيين والحكومة الشرعية، حيث استطاع أن يفتتح مطعما يجد إقبالا كبيرا.
وتنتشر في العاصمة صنعاء وفي العاصمة المؤقتة عدن (جنوب) عشرات المحال لسوريين أغلبها مطاعم تقدم الوجبات السورية التي تجد إقبالا من اليمنيين وتزدهر رغم الأوضاع المالية والاقتصادية السيئة لليمنيين.
وافتتح السوري محمد الحمصي، معطم شاورما يحمل اسم "سوريا" في شارع حدة بصنعاء عام 2014، وبعد أشهر قليلة اندلعت الحرب، لكن محمد ظل يعمل بلا توقف وقد زاد إقبال الزبائن على مطعمه الذي يقدم سندويتشات من الدجاج واللحوم ونقانق وكباب بالفحم بالإضافة إلى الفلافل.
وقال محمد (60 عاما)، لـ"العربي الجديد": "لقد هربنا من الحرب في بلدنا ووجدنا في اليمن شعبا طيبا وملاذا ووطنا بديلا، لذا قررنا البقاء وعدم الهروب مرة أخرى. أعمل مع اثنين من أبنائي ومعلم شاورما سوري بالإضافة إلى عاملين من الجنسية اليمنية. عملنا مزدهر ولا نجد أية مضايقات، بالعكس نجد حفاوة غير عادية ولا نشعر بأي غربة".
وتعرضت محال لسوريين في أكثر من بلد بالمنطقة العربية لاعتداءات بحجة أنهم ضيقوا الرزق على مواطني البلد الأصليين، فيما يجد السوريون ملاذا آمنا في أفقر بلد على مستوى المنطقة ويتقاسمون مع اليمنيين فرص العمل المحدودة رغم الحرب الدائرة في البلد والأزمة الاقتصادية التي تمر بها.
وافتتح سوريون عشرات المطاعم لبيع المأكولات السورية في المدن المحررة جنوب وجنوب شرق البلاد، خاصة في العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة حضرموت، بالإضافة إلى صالونات الحلاقة الرجالية ومحال بيع مستلزمات الهواتف النقالة.
وفي مواقع إلكترونية يمنية للتوظيف، تتكرر كثيرا إعلانات لسوريين يعلنون عن رغبتهم في افتتاح مشاريع ويطلبون شركاء أو عمالة محلية.
وأعلن محمد جلال، وهو طبّاخ شاورما ومشويات ومقبلات، الشهر الماضي، عن رغبته بتأسيس مطعم سوري في مدينة عدن وطلب شريكا محليا.
وتنتشر العمالة السورية بكثرة في محال بيع الملابس الجاهزة وفي المطاعم اليمنية، كما يعمل عدد كبير من السوريين في المجال الطبي. وبين فترة وأخرى تنشر المستشفيات اليمنية إعلانات عن فرص عمل جديدة للأطباء السوريين في اليمن حصرا.
اقــرأ أيضاً
وأنشأ ناشطون يمنيون، خلال عام 2015، صفحة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك باسم "العون لإخواننا السوريين في اليمن"، تنشر إعلانات عن فرص عمل حصرا للاجئين السوريين وترويج لمحال سوريين باليمن بهدف زيادة الإقبال على هذه المحال كواجب ومساندة للاجئين.
ولا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد اللاجئين السوريين في اليمن، وتتحدث مفوضية اللاجئين عن نحو 15 ألف سوري، لكن المفوضية تشير إلى أن الرقم قد لا يعكس الواقع، فمعظم الذين يصلون لا يتوجهون إليها وغير مسجلين لديها.
وغادر عدد كبير من السوريين اليمن بعد اندلاع الحرب إلى السعودية مستغلين التسهيلات السعودية لاستقبال السوريين، لا سيما اللاجئين القادمين من اليمن والذين يتم منحهم تأشيرة زيارة.
ويوجد قرابة ألفي سوري في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت (جنوب شرق اليمن)، أغلبهم قدموا خلال العام الماضي ويتخذون من المدينة محطة عبور إلى السعودية حيث يمكن أن يجدوا فرصاً أفضل.
وقال محمد خالد، وهو لاجئ سوري بالمدينة: "وصلنا إلى سيئون مطلع عام 2016 قادمين من السودان مع عشرات العائلات والأفراد ولا زلنا في المدينة حتى مطلع 2017، بعضنا يقطن في أجنحة فندقية والبعض الأخر استأجر شققا سكنية ويعمل لتغطية تكاليف الإيجار والتزامات الحياة".
وأوضح خالد أن مئات من السوريين في السودان وجدوا صعوبة في إيجاد فرص العمل هناك، ولذا قرروا أخيرا التوجه إلى اليمن ريثما تتوفر لهم الفرصة للانتقال إلى السعودية عبر منفذ الوديعة البري.
وأشار إلى أن معظم السوريين وجدوا الأمان في سيئون، المدينة اليمنية المستقرة أمنيا والتي لم تصلها الحرب، كما وجدوا فرص عمل، حيث يعملون في مهن مختلفة من أجل توفير لقمة العيش ولا يجدون أي نوع من العداء من جانب المواطنين.
ومن المفارقات أن اليمن الذي يشهد حربا طاحنة مستمرة منذ عامين أجبرت أكثر من مليوني يمني على النزوح داخليا وخارجيا، لا يزال يستضيف مئات آلاف اللاجئين، خصوصا من الصومال وبلدان القرن الأفريقي، ولا يزال يشهد تدفقا للأفارقة رغم الحرب.
وأفادت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في اليمن، منتصف يونيو/ حزيران من العام الماضي، بأن الحرب الأهلية في اليمن أدت إلى تهجير 2.8 مليون يمني بين الخارج والداخل، في حين ما يزال اليمن يستضيف حوالي 270 ألف لاجئ معظمهم من الصومال، وأن نحو 10 آلاف لاجئ يأتون شهريا إلى سواحل اليمن قادمين من الشرق الأدنى والقرن الأفريقي للبحث عن فرص الأمن وسبل العيش في اليمن أو في دول الخليج.
وقال ممثل المفوضية جونس فان دير، في تصريح صحافي: "تميزت اليمن عن بقية بلدان الإقليم بوقوفها وكرمها تجاه اللاجئين رغم الوضع الإنساني المتردي في البلاد حالياً وأكثر من أي وقت مضى".
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قد دعا في كلمة أمام قمة الأمم المتحدة للاجئين والمهاجرين بنيويورك، في سبتمبر/ أيلول الماضي، إلى دعم بلاده لمواجهة هذه الأعباء، وأكد أن "اليمن يعامل اللاجئين كيمنيين".
ويشهد اليمن منذ مارس/ آذار 2015 حربا بين جماعة الحوثيين المتحالفين مع إيران ويسيطرون على العاصمة صنعاء، وبين قوات حكومة الرئيس الشرعي هادي، التي يدعمها تحالف عربي بقيادة السعودية.
ويعاني اليمن ضائقة مالية لم يسبق لها مثيل منذ سيطرة الحوثيين على السلطة في أواخر سبتمبر/ أيلول 2014، حيث توقف تصدير النفط الذي تشكل إيراداته 70% من إيرادات البلاد، كما تراجعت إيرادات الدولة من الموارد الأخرى نتيجة تعطل قطاعات الإنتاج.
وتقول الأمم المتحدة إن اليمن على حافة الكارثة، وإن 21 مليونا من سكانه البالغ عددهم 26 مليونا في حاجة لمساعدات إنسانية، وأكثر من نصف السكان يعانون من سوء التغذية.
وقال سيف لـ"العربي الجديد"، إن مبادرته بتقديم وجبات يومية مجانية للفقراء تأتي بدافع إنساني وأخلاقي تجاه البلد الذي احتضنه ووجد فيه وطنا ثانيا أكثر أمنا من وطنه الأصلي رغم الحرب الدائرة بين الحوثيين والحكومة الشرعية، حيث استطاع أن يفتتح مطعما يجد إقبالا كبيرا.
وتنتشر في العاصمة صنعاء وفي العاصمة المؤقتة عدن (جنوب) عشرات المحال لسوريين أغلبها مطاعم تقدم الوجبات السورية التي تجد إقبالا من اليمنيين وتزدهر رغم الأوضاع المالية والاقتصادية السيئة لليمنيين.
وافتتح السوري محمد الحمصي، معطم شاورما يحمل اسم "سوريا" في شارع حدة بصنعاء عام 2014، وبعد أشهر قليلة اندلعت الحرب، لكن محمد ظل يعمل بلا توقف وقد زاد إقبال الزبائن على مطعمه الذي يقدم سندويتشات من الدجاج واللحوم ونقانق وكباب بالفحم بالإضافة إلى الفلافل.
وقال محمد (60 عاما)، لـ"العربي الجديد": "لقد هربنا من الحرب في بلدنا ووجدنا في اليمن شعبا طيبا وملاذا ووطنا بديلا، لذا قررنا البقاء وعدم الهروب مرة أخرى. أعمل مع اثنين من أبنائي ومعلم شاورما سوري بالإضافة إلى عاملين من الجنسية اليمنية. عملنا مزدهر ولا نجد أية مضايقات، بالعكس نجد حفاوة غير عادية ولا نشعر بأي غربة".
وتعرضت محال لسوريين في أكثر من بلد بالمنطقة العربية لاعتداءات بحجة أنهم ضيقوا الرزق على مواطني البلد الأصليين، فيما يجد السوريون ملاذا آمنا في أفقر بلد على مستوى المنطقة ويتقاسمون مع اليمنيين فرص العمل المحدودة رغم الحرب الدائرة في البلد والأزمة الاقتصادية التي تمر بها.
وافتتح سوريون عشرات المطاعم لبيع المأكولات السورية في المدن المحررة جنوب وجنوب شرق البلاد، خاصة في العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة حضرموت، بالإضافة إلى صالونات الحلاقة الرجالية ومحال بيع مستلزمات الهواتف النقالة.
وفي مواقع إلكترونية يمنية للتوظيف، تتكرر كثيرا إعلانات لسوريين يعلنون عن رغبتهم في افتتاح مشاريع ويطلبون شركاء أو عمالة محلية.
وأعلن محمد جلال، وهو طبّاخ شاورما ومشويات ومقبلات، الشهر الماضي، عن رغبته بتأسيس مطعم سوري في مدينة عدن وطلب شريكا محليا.
وتنتشر العمالة السورية بكثرة في محال بيع الملابس الجاهزة وفي المطاعم اليمنية، كما يعمل عدد كبير من السوريين في المجال الطبي. وبين فترة وأخرى تنشر المستشفيات اليمنية إعلانات عن فرص عمل جديدة للأطباء السوريين في اليمن حصرا.
وأنشأ ناشطون يمنيون، خلال عام 2015، صفحة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك باسم "العون لإخواننا السوريين في اليمن"، تنشر إعلانات عن فرص عمل حصرا للاجئين السوريين وترويج لمحال سوريين باليمن بهدف زيادة الإقبال على هذه المحال كواجب ومساندة للاجئين.
ولا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد اللاجئين السوريين في اليمن، وتتحدث مفوضية اللاجئين عن نحو 15 ألف سوري، لكن المفوضية تشير إلى أن الرقم قد لا يعكس الواقع، فمعظم الذين يصلون لا يتوجهون إليها وغير مسجلين لديها.
وغادر عدد كبير من السوريين اليمن بعد اندلاع الحرب إلى السعودية مستغلين التسهيلات السعودية لاستقبال السوريين، لا سيما اللاجئين القادمين من اليمن والذين يتم منحهم تأشيرة زيارة.
ويوجد قرابة ألفي سوري في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت (جنوب شرق اليمن)، أغلبهم قدموا خلال العام الماضي ويتخذون من المدينة محطة عبور إلى السعودية حيث يمكن أن يجدوا فرصاً أفضل.
وقال محمد خالد، وهو لاجئ سوري بالمدينة: "وصلنا إلى سيئون مطلع عام 2016 قادمين من السودان مع عشرات العائلات والأفراد ولا زلنا في المدينة حتى مطلع 2017، بعضنا يقطن في أجنحة فندقية والبعض الأخر استأجر شققا سكنية ويعمل لتغطية تكاليف الإيجار والتزامات الحياة".
وأوضح خالد أن مئات من السوريين في السودان وجدوا صعوبة في إيجاد فرص العمل هناك، ولذا قرروا أخيرا التوجه إلى اليمن ريثما تتوفر لهم الفرصة للانتقال إلى السعودية عبر منفذ الوديعة البري.
وأشار إلى أن معظم السوريين وجدوا الأمان في سيئون، المدينة اليمنية المستقرة أمنيا والتي لم تصلها الحرب، كما وجدوا فرص عمل، حيث يعملون في مهن مختلفة من أجل توفير لقمة العيش ولا يجدون أي نوع من العداء من جانب المواطنين.
ومن المفارقات أن اليمن الذي يشهد حربا طاحنة مستمرة منذ عامين أجبرت أكثر من مليوني يمني على النزوح داخليا وخارجيا، لا يزال يستضيف مئات آلاف اللاجئين، خصوصا من الصومال وبلدان القرن الأفريقي، ولا يزال يشهد تدفقا للأفارقة رغم الحرب.
وأفادت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في اليمن، منتصف يونيو/ حزيران من العام الماضي، بأن الحرب الأهلية في اليمن أدت إلى تهجير 2.8 مليون يمني بين الخارج والداخل، في حين ما يزال اليمن يستضيف حوالي 270 ألف لاجئ معظمهم من الصومال، وأن نحو 10 آلاف لاجئ يأتون شهريا إلى سواحل اليمن قادمين من الشرق الأدنى والقرن الأفريقي للبحث عن فرص الأمن وسبل العيش في اليمن أو في دول الخليج.
وقال ممثل المفوضية جونس فان دير، في تصريح صحافي: "تميزت اليمن عن بقية بلدان الإقليم بوقوفها وكرمها تجاه اللاجئين رغم الوضع الإنساني المتردي في البلاد حالياً وأكثر من أي وقت مضى".
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قد دعا في كلمة أمام قمة الأمم المتحدة للاجئين والمهاجرين بنيويورك، في سبتمبر/ أيلول الماضي، إلى دعم بلاده لمواجهة هذه الأعباء، وأكد أن "اليمن يعامل اللاجئين كيمنيين".
ويشهد اليمن منذ مارس/ آذار 2015 حربا بين جماعة الحوثيين المتحالفين مع إيران ويسيطرون على العاصمة صنعاء، وبين قوات حكومة الرئيس الشرعي هادي، التي يدعمها تحالف عربي بقيادة السعودية.
ويعاني اليمن ضائقة مالية لم يسبق لها مثيل منذ سيطرة الحوثيين على السلطة في أواخر سبتمبر/ أيلول 2014، حيث توقف تصدير النفط الذي تشكل إيراداته 70% من إيرادات البلاد، كما تراجعت إيرادات الدولة من الموارد الأخرى نتيجة تعطل قطاعات الإنتاج.
وتقول الأمم المتحدة إن اليمن على حافة الكارثة، وإن 21 مليونا من سكانه البالغ عددهم 26 مليونا في حاجة لمساعدات إنسانية، وأكثر من نصف السكان يعانون من سوء التغذية.