عانى يورغن كلوب من كثرة الغيابات في الدفاع، وزاد الأمر سوءا إصابة ساخو وخروجه مبكرا، ليدخل الإيفواري كولو توريه في القلب أمام المرمى، لكن حسابات كلوب الخاطئة لم تكن في هذا التغيير الاضطراري، بل في الدفع بالبرازيلي لوكاس كقلب دفاع صريح أمام الحارس مينوليه.
حسابات خاطئة
كلوب أمام خيارين، إما إيمري كان أو لوكاس ليفا، ثنائي يلعب في الوسط بالأساس، لكنه اختار في النهاية الخيار السهل بوضع لوكاس في الخلف، ليراقب أغويرو ويكون بجواره في كل مكان بالملعب، وانعكس هذا القرار بالسلب على ليفربول في الشق الدفاعي، لأن لوكاس بدا ضعيفا أمام المهاجم الأرجنتيني، وتركه في كرات عديدة دون رقابة حقيقية.
في المقابل، لعب الألماني إيمري في خانة المدافع الثالث خلال مباريات عديدة، ويتفوق بوضوح على زميله في مسألة البناء من الخلف، مع التغطية السليمة خلف زملائه، وبالتالي وجوده في منطقة الدفاع كان أولى في هذه المباراة من الارتكاز، مع تبادل الأماكن بينه وبين زميله، لكن هذا لم يحدث في النهاية، ليظهر دفاع الريدز بصورة سيئة في معظم فترات النهائي.
هجوم السيتي
لعبت إصابة كيفن دي بروين دورا محوريا في تغيير قناعات المدرب الشيلي مانويل بليغريني، ليتخلى قليلا عن اندفاعه الهجومي، ويعيد الأمور إلى نصابها في المنتصف، بالاعتماد على ثنائية المحور في الارتكاز، فرناندو بجوار فرناندينيو أمام رباعي الدفاع، مع إعطاء الحرية الكاملة ليايا توريه بالتقدم إلى الثلث الهجومي كصانع لعب صريح وليس مجرد لاعب ارتكاز مساند.
ساهم اللعب بثلاثي في المنتصف في تواجد قوة دفع حقيقية تجاه الهجوم، لذلك حصل أغويرو على نصيب الأسد من صناعة الفرص بالتبادل مع دافيد سيلفا، ولعب ستيرلينغ أكثر على الأطراف، في سبيل صعود البرازيلي فرناندينيو من الوسط إلى الهجوم كلاعب بوكس حقيقي، وكان بإمكان السيتي الفوز في الشوط الثاني، لكن الرعونة أمام المرمى تسببت في تحويل مجريات اللعب.
تغييرات محورية
تعامل كلوب بشكل أفضل خلال النصف الأخير من عمر الشوط الثاني، من خلال الدفع بآدم لالانا في الوسط الهجومي، وعودة جيمس ميلنر إلى الخلف كظهير أيسر صريح، ثم اللعب بمهاجم إضافي كأوريجي، لذلك لعب الليفر في الدقائق الأخيرة بطريقة أقرب إلى 4-1-3-2، مما تسبب في مزيد من الدفع الهجومي.
لم يتعامل دفاع السيتي بشكل مميز، مساحات بالجملة بين الأظهرة والأجنحة، بسبب التمركز الكارثي لرحيم ستيرلينغ، اللاعب الذي اشتراه الفريق بمبلغ وقدره 50 مليون جنيه استرليني، لكنه لم يقدم شيئا يذكر هجوميا ودفاعيا، بسبب إضاعته لعدة فرص سهلة، وضعفه الشديد في الشق الخلفي أثناء هجوم الفريق المنافس، وهنا يظهر بشدة حجم التضخيم الإعلامي في إنجلترا، الذي جعله لاعبا مميزا لكنه ليس عظيما مثل رحيم، ينتقل بهذا المبلغ الفلكي من ليفربول إلى مان سيتي!
الاندفاع الإنجليزي
ظهر الفريقان في الوقت الإضافي وكأن المباراة بدون إدارة فنية، كل فريق يهاجم بطريقته، اندفاع شديد نحو المرمى، ومساحات بالجملة في الخلف، فرص متتالية، مع تألق واضح لحراس المرمى في الجانبين. وحاول بليغريني فعل شيء بثلاثة تغييرات، مع التحول من 4-3-3 إلى 4-2-3-1، بدخول نافاس على الخط وخروج فرناندو، إلا أن هذا الأمر لم يضف الكثير لفريقه على المدى البعيد.
هي مباراة مفضلة على الصعيد الجماهيري، مع بعض الآهات من هنا ومن هناك، لكنها ضعيفة بل فقيرة على مستوى التوازن الخططي، وإذا كان كلوب من المدربين الذين يفضلون اللعب السريع الخاطف المليء بالناحية المعنوية، فإن اللاتيني مانويل فقد الكثير من شخصيته الفنية بعد إعلان إدارة السيتي التعاقد مع غوارديولا، ليترك الثنائي كل شيء في يد ركلات الجزاء الترجيحية، التي أعلنت فوز السيتي.
اقرأ أيضا:بالفيديو.."ستوريدج" يتحسر باكياً..بعد ضياع كأس الرابطة الإنجليزية