تقدم لنا كرة القدم الكثير من القصص التي ترسم في ذهننا على مرّ السنين، اليوم رحل أحد نجوم الحقبة الماضية تشيزاري مالديني عن عمر 84 سنة، وهو والد الأسطورة باولو مالديني، قائد ميلان التاريخي وصاحب الإنجازات الكبيرة، حاله حال والده، الذي اشتهر كلاعب ثم كمدرب، وبعدها عمل محللاً لمباريات الكالتشو.
ونشرت صفحة الدوري الإيطالي الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قصة رائعة تحكي ذكريات الأب والابن، ومدى القيمة التي يمثلها تشيزاري، رواها باولو في وقت سبق قبل وفاة والده، ونستعرض تلك الحكاية التي تبرز أهمية الراحل.
يقول باولو "ولدت أطارد أسطورة أبي تشيزاري... ويوم وصلت إلى الفريق الأول قال لي: جيد يا بني، اليوم قمت بأول خطوة، أتمنى أن تفوز أكثير مني، وأن ترفع لقب دوري أبطال أوروبا على الأقل مرة واحدة كقائد للفريق، لأنه شعور لا يوصف أبداً".
ومن ذلك اليوم تابع باولو قصة والده، ويقول عن ذلك: "منذ تلك اللحظة حاولت تقديم كل ما يمكنني كي أصبح قائداً لنادي ميلان وفعلت. وعندما نظرت للقب دوري أبطال أوروبا وحملته بين يدي أمام نادي مانشستر يونايتد، فكرت من دون أن أشعر بأبي، وبعد انتهاء اللقاء، أمسكت بهاتفي، وكنت قد تلقيت الكثير من الاتصالات، ومن بينهم زوجتي، وتبريكات من أشخاصٍ آخرين".
يتابع باولو حديثه: "من بين كل الرسائل، كانت الأولى من والدي. فتحتها على الفور وقرأت ما كان مكتوباً فيها (باولو أنا فخور بك، والدك). لم يكن قد جاملني سابقاً، وفكرت ملياً، فإذا ما أرسل والدي لي هذه الرسالة، وخسر دقيقتين من حياته، فهذا يعني أن ما قمت به هو أمرٌ مهم جداً".
يكمل مالديني الابن تلك القصة التي بالفعل تفسّر مدى قيمة تشيزاري: "لقد كان الفريق برمته يحتفل باللقب، وفي تلك اللحظة، مرت أمامي ذكريات مسيرتي، تركت زملائي، وجلست بضع دقائق أقرأ الرسالة مرة تلو الأخرى. لقد حققت حلم والدي برفع لقب دوري الأبطال كقائد كما فعل هو. لقد كان دائماً قدوتي وسيبقى كذلك إلى الأبد، فما وصلت إليه في مسيرتي كان بفضله هو".