بانفعال يشوبه الخوف على قريبته المدرجة ضمن قائمة المطلوبين، قال المربي مصطفى عبد القادر من مدينة إدلب: "هي طالبة إعدادي ولا يزيد عمرها على 15 عاماً، كيف لها أن تشبّح وتشارك في القتل وسفك الدماء؟"، إلا أن التهمة المدرجة لـ"شيماء شريط" هي "التخابر مع الجيش والوشاية عن الثوار وأهاليهم".
أخذت قصة شيماء أبعاداً في إدلب عشية تحريرها، ما أعاد النظر في القوائم المطروحة من قبل المكلفين من الهيئة الشرعية لـ "جيش الفتح" وإصدار قرارات علانية مسجلة بعدم إيذاء أو الإساءة إلى أي مطلوب، قبل التحقق مما نسب إليه، وترك المحكمة الشرعية تأخذ وقتها لجمع الأدلة عن جميع المتهمين.
وفي حديث إلى "العربي الجديد" قال عبد الله، من المحكمة الشرعية: "لن نظلم أي إنسان، ولن يؤخذ أحد بما فعله أهله أو بالشبهة والاتهام دونما أدلة، ولكننا سنطبق شرع الله على كل من يثبت أنه ضالع بالقتل أو الوشاية على الثوار وأهلهم، وتسبب ذلك بالموت أو الإيذاء".
ويضيف عبد الله "نعلم أن بعضهم يحاول سوق الاتهامات لأغراض شخصية أو كيدية، كما سيحاول آخرون تبرئة متهمين أو تهريبهم إلى خارج إدلب، لكننا محتاطون لهذه الأمور، ولن يتم أي حكم أو قصاص إلا بعد المحاكمات وتقديم الأدلة".
وكانت قوائم لمطلوبين للثوار والأهالي قد انتشرت في مدينة إدلب بعد تحريرها أخيراً من قوات بشار الأسد والمليشيات الشعبية والطائفية المساندة له، ما خلق حالة من الاختلاط نتيجة محاولة بعضهم استغلال الحالة الموضوعية، بحسب ما قال لـ"العربي الجديد" مصطفى عبد القادر الذي وصّف حالة شيماء من خلال "خالف تعرف" نتيجة كون أهلها مؤيدين للثورة، مؤكداً أنها لم تقم بأي فعل "تشبيحي"، وكل ما في الأمر أنها نشرت على صفحات التواصل الاجتماعي تأييدها نظام بشار الأسد.
وقال مصدر من ذوي أحد المنشورة صورهم، طلب عدم ذكر اسمه، "تواصلنا مع جبهة النصرة بخصوص نشر الصور واستغلال بعضهم الإساءة وإدراج أسماء لأغراض شخصية، فأكدوا لنا أنه لن يظلم أي متهم".
وأكد المصدر لـ"العربي الجديد" أن القوائم التي انتشرت في الأيام السابقة وتداولها ناشطون "بدأت بالاختفاء، ولن تعترف بها المحكمة الشرعية".
وفي حين أكد عبد الله من المحكمة الشرعية "توحيد المحاكم في مدينة إدلب لما يتعلق بالمطلوبين والمقبوض عليهم"، قالت مصادر من المحكمة الشرعية في مدينة سرمين شرقي إدلب، إن المحكمة الشرعية التي تشرف عليها "جند الأقصى" ما زالت تمارس عملها "ولكن لا تتدخل في محاكمات الشبيحة والمطلوبين ضمن مدينة إدلب".
ونشر ناشطون أول من أمس، صورة للمفتش المالي إبراهيم محمد يتيم، من سرمين بعد اتهامه بالعمالة لجيش بشار الأسد، إثر إلقاء القبض عليه واثنين من زملائه في دركوش غربي إدلب، مشيرين إلى أنه اعترف بعمالته للنظام، وعمله لدى الفرقة العاشرة في جيش بشار الأسد، الأمر الذي دفع نشطاء من سرمين إلى نشر حقائق عن المتهم يتيم، والطلب إلى "المعنيين في سرمين" من كتائب ومحكمة شرعية، لمخاطبة محكمة دركوش والتأكد مما نسب للمفتش يتيم من اتهامات.
واستهجن نشطاء في إدلب الأمر، لأنه مسيء إلى بعض الذين أدرجوا ضمن القوائم على نحو كيدي، وينبه آخرين ليلوذوا بالفرار.
اقرأ أيضاً:
الشورى السعودي يقر التشهير بـ"الإباحيين" ويجرم "التفحيط"