وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، استهداف المدفعية التركية للطريق الذي تسلكه القوات الموالية للنظام.
كما أفادت وكالة "الأناضول" بانسحاب "مجموعات إرهابية" موالية للنظام السوري كانت تحاول التقدم إلى عفرين، بعد رشقات مدفعية تركية تحذيرية على بعد قرابة 10 كلم من المدينة. وهو ما بدا إظهارا واضحا من أنقرة لإرادتها السياسية بطرد مليشيات الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني) من عفرين، بعد التوافقات التي توصلت إليها مع روسيا.
وفي السياق نفسه، أعلنت مصادر تابعة للوحدات الكردية مقتل 2 من القوات الموالية للنظام التي دخلت عفرين بقصف تركي.
في المقابل، ذكرت وسائل إعلام موالية للنظام السوري ولمليشيات "الوحدات الكردية" أن "قوات شعبية" دخلت، مساء اليوم، منطقة عفرين، شمال مدينة حلب، شمال غربي سورية.
وأشارت وكالة أنباء النظام الرسمية (سانا) إلى أن "قوات شعبية" وصلت فعلاً إلى عفرين، فيما نشر التلفزيون السوري التابع للنظام تسجيلاً مصوراً ظهرت فيه شاحنات تحمل رشاشات ثقيلة وعناصر مسلحة، قال إنه لوصول قوات النظام إلى المنطقة.
ويأتي هذا بعد مفاوضات بين قوات النظام و"الوحدات"، عقب مطالب من الأخيرة بدخولها "من أجل حماية المنطقة من القصف التركي"، حسب مصادر إعلامية كردية.
أردوغان: اتفقنا مع بوتين وروحاني
وتعقيباً على محاولة قوات موالية للنظام السوري دخول مدينة عفرين، أكد الرئيس التركي أن هذه القوات توجهت نحو عفرين، "والقصف المدفعي أجبرهم على العودة من حيث أتوا. هذا الملف تم إغلاقه هنا في الوقت الحالي".
وأضاف أردوغان خلال مؤتمر صحافي: "لقد اتفقنا على هذه القضايا مع بوتين وروحاني خلال الاتصالات التي أجريناها معهما بالأمس، ولكن للأسف وكما تعلمون، فإن هذه المنظمات الإرهابية تتخذ أحيانًا خطوات خاطئة أحادية الجانب، وتدفع ثمنًا باهظًا لها".
وبالتزامن مع هذه التطورات، دفعت أنقرة بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة، في إطار عملية "غصن الزيتون" التي تستهدف معاقل حزب "الاتحاد الديمقراطي"، الجناح السوري لـ"العمال الكردستاني".
وفي السياق، انطلقت مجموعة من الوحدات الخاصة التركية، تضم 1200 جندي، من ولاية إزمير، غربي البلاد، متجهة إلى منطقة عفرين.
وأوضحت وكالة "الأناضول" أن المجموعة تخدم في قيادة لواء "بورنوفا" للقوات الخاصة بإزمير، وتوجهت إلى عفرين للمشاركة في عملية "غصن الزيتون".
ووصل مزيد من الدفعات من القوات الخاصة التابعة لكل من الدرك والشرطة التركيين مع عناصر من قوات حرس القرى، المكونة من العشائر الكردية التركية، فيما بدا خطوة أخرى للبدء بعمليات ضمن المناطق السكنية، خاصة في كل من بلدتي راجو وجنديريس.
وبحسب جريدة "حرييت" التركية، فقد أرسلت الحكومة التركية فرقاً من القوات الخاصة التابعة لكل من الشرطة والدرك التركيين إلى الحدود التركية السورية، تمهيداً للدخول إلى كل من بلدتي راجو وجنديريس، بالنظر إلى أنها "اكتسبت خبرة واسعة في حرب المدن، بعد العمليات التي شنها الجيش التركي ضد مسلحي العمال الكردستاني في بلدات ومدن جنوب شرقي تركيا ذات الغالبية الكردية، مثل دياربكر وسيلوبي وجزيرة ونصيبين وغيرها".
وأوردت الصحيفة أن هذه القوات كانت معززة بـ64 من عناصر حماة القرى، من مناطق مختلفة في ولاية دياربكر، وهو تنظيم عشائري كردي موالٍ للدولة التركية، ويحارب "العمال الكردستاني" منذ بدايات عملياته العسكرية ضد الدولة التركية في ثمانينيات القرن الماضي.
من جهته، واصل "الجيش السوري الحر"، بدعم من الجيش التركي، اليوم أيضاً، تقدمه في محيط عفرين، وسيطر على بلدة دير صوان الاستراتيجية، ما مكّنه من فتح الطريق بين ناحية إعزاز، شمال حلب، وناحية بلبل، شمال عفرين.وأعلن "الجيش السوري الحر"، في بيان له، السيطرة على بلدة دير صوان الاستراتيجية في شمال عفرين، ليصبح طريق الوصل بين ناحيتي إعزاز وبلبل مفتوحاً، وذلك بعد طرد مليشيات "وحدات حماية الشعب الكردي" ضمن عملية "غصن الزيتون".
وسيطرت قوات "الجيش الحر" أيضا على قرية أوكانلي في ناحية بلبل، بعد السيطرة على العديد من القرى في ناحية شران المجاورة، وهو ما ساهم في فتح الطريق بين إعزاز وبلبل أيضاً.
واقتربت قوات "الجيش السوري الحر" والجيش التركي من فتح الطريق بين إعزاز وإدلب، في حال تمت السيطرة على شمال ناحية الشيخ حديد وجنوبها وناحية راجو بالكامل، وتكون بذلك قد أبعدت المليشيات عن الحدود السورية التركية بالكامل.
وبدأت عملية "غصن الزيتون" في العشرين من يناير/ كانون الثاني الماضي، بمشاركة "الجيش السوري الحر" والجيش التركي.