قُتل عناصر من هيئة تحرير الشام، اليوم الأحد، وأُصيب آخرون، إضافة إلى عدد من الجنود الأتراك، في مواجهات بين الطرفين في محافظة إدلب، شمال غربي سورية، على خلفية محاولة الجيش التركي فضّ اعتصام على طريق حلب-اللاذقية (إم 4).
وقال الناشط الإعلامي مصطفى محمد لـ"العربي الجديد" "إن عناصر من هيئة تحرير الشام استهدفوا بقذائف الهاون نقطة تركية قرب بلدة النيرب، على خلفية مقتل خمسة من المعتصمين، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف الجنود الأتراك".
وأضاف أن طائرة مسيرة تركية استهدفت مربض الهاون الذي انطلقت منه القذائف، ما أسفر عن تدميره ومقتل وجرح عدد من عناصر الهيئة.
وعلى خلفية ذلك، ردّ عناصر الهيئة باستهداف جرافة تركية بصاروخ مضاد للدروع، لتعاود طائرة مسيرة تركية استهدافهم دون تحقيق إصابات.
كذلك أشار إلى أن المنطقة الواقعة غرب مدينة سراقب تشهد استنفاراً من قبل مقاتلي هيئة تحرير الشام، الذين توافدوا إلى المنطقة بعد الحادثة، ومجموعات من الجيش التركي.
وفي السياق، قطع مناصرون لهيئة تحرير الشام طريق مدينة إدلب-معبر باب الهوا قرب بلدة حزانو في الريف الشمالي، ومنعوا آليات تركية من العبور.
وبحسب ذات المصدر، فإن معظم المعتصمين هم موظفون في حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام، التي نصبت الخيام وقدمت لهم الطعام والشراب للاستمرار بالاعتصام.
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم، اقتربت مدرعات تركية من خيام الاعتصام على طريق "إم 4" قرب بلدة النيرب شرق مدينة إدلب، وقام بعض العناصر بإزالة السواتر التي أقامها المتظاهرون هناك ليعترض المعتصمون طريقهم، ومن ثمّ ألقى الجنود الأتراك قنابل مسيلة للدموع على المعتصمين الرافضين لفتح الطريق وأطلقوا النيران بشكل مباشر، ما أدى إلى مقتل خمسة وإصابة آخرين بجراح.
وفي وقت سابق، حاولت القوات التركية فض الاعتصام الذي يقول ناشطون إن حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام تشرف عليها، لكن المعتصمين تصدّوا لها.
وسيّرت تركيا عدة دوريات منفردة ما بين محمبل غرباً وبلدة النيرب شرقاً، بينما اقتصر سير الدوريات الروسية على المنطقة الواقعة بين مدينة سراقب والنيرب.
ويندرج هذا الإجراء في إطار تنفيذ الاتفاق المشترك مع روسيا، الذي تمّ التوصل إليه في موسكو مطلع مارس/ آذار. وكان من المقرر انطلاق الدوريات في 15 مارس/ آذار، إلا أن معتصمين تجمعوا في قرية النيرب على ذات الطريق، ومنعوا الآليات الروسية من المرور.