تمكن مئات المتظاهرين العراقيين من ذوي ضحايا تفجيرات العاصمة العراقية، بغداد، وأنصار زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، اليوم الجمعة، من تجاوز نقاط التفتيش، والأسلاك الشائكة، والحواجز باتجاه المنطقة الخضراء، وسط بغداد، ثم اقتحام مباني مجلسي الوزراء والنواب، فيما تصدّت لهم قوات الأمن العراقية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، لم يُعرف عددهم حتى اللحظة.
وقال مراسل "العربي الجديد"، المتواجد في المنطقة، إن متظاهرين عراقيين دخلوا المنطقة الخضراء، واقتحموا أبنية مجلسي الوزراء والنواب العراقيين، فيما أقدمت قوة أمنية على محاصرتهم، مطلقة النار في الهواء لتفريقهم. وبحسب الأنباء الأولية، فإنّ عمليتي الاقتحام وتفريق المتظاهرين أسفرتا عن سقوط قتلى وجرحى. فيما قال عضو اللجنة المنظمة للتظاهرات، جاسم اللامي، لـ"العربي الجديد"، إن أكثر من 20 متظاهراً أصيبوا، نتيجة اشتباكهم مع القوات العراقية.
وفي السياق، أشار مراسل "العربي الجديد" إلى فرض "حظر شامل للتجوال في بغداد وضواحيها"، فيما انتشرت مليشيا "سرايا السلام" التابعة للتيار الصدري عند مداخل المنطقة الخضراء. كما دخل لواء مدرع تابع للجيش العراقي إلى بغداد، وبدأ بالانتشار في محيط المنطقة الخضراء، وسط انتشار المئات من المسلحين الملثمين في مناطق الكرادة والجادرية.
إلى ذلك، أشار العقيد في الشرطة الاتحادية، فالح الموسوي، إلى أن القوات العراقية أغلقت جميع مداخل العاصمة العراقية، وأعلنت حالة الإنذار القصوى في بغداد، مؤكداً خلال حديثه مع "العربي الجديد" وصول تعزيزات عسكرية كبيرة ومروحيات إلى المنطقة الخضراء.
وكان المتظاهرون قد تمكنوا من تجاوز نقاط التفتيش، والأسلاك الشائكة، والحواجز الإسمنتية، وعبور جسر الجمهورية، في اتجاه المنطقة الخضراء وسط بغداد.
وأوضح مصدر في وزارة الداخلية العراقية أن المتظاهرين الذين تجمعوا منذ صباح اليوم في ساحة التحرير، رددوا هتافات معادية للحكومة العراقية، و"طالبوا بإقالة القيادات الأمنية المقصرة، والمتسببة في الخروقات الأمنية التي ضربت العاصمة العراقية"، خلال الأيام الماضية، مؤكداً أن مئات المحتجين تمكنوا من تجاوز الحواجز التي وضعتها القوات العراقية، وعبور جسر الجمهورية، في اتجاه المنطقة الخضراء.
وكشف المصدر عن وصول أعداد كبيرة من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية، وقوة مكافحة الشغب، والفرقة الخاصة بحماية المنطقة الخضراء، إلى مدخل المنطقة الحكومية، لمنع المتظاهرين من تكرار سيناريو اقتحامها، والذي حدث مطلع الشهر الحالي، وتسبب في تخريب مبنى البرلمان، مشيراً إلى استخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لثني المتظاهرين عن الاقتراب من بوابات المنطقة الخضراء.
إلى ذلك، حذّر خطيب جمعة النجف (180 كم جنوب بغداد)، صدر الدين القبانجي، من استغلال التفجيرات الأخيرة للإطاحة بجهات سياسية معينة، معتبراً خلال الخطبة أن هذه التفجيرات جاءت ردا على انتصارات القوات العراقية في عدد من المناطق.
ودعا الخطيب إلى الحذر من توظيف التفجيرات الدامية، والتي شهدتها بغداد ومحافظات أخرى، لتحقيق خطط الأعداء، مؤكداً وجود أعداد كافية من القوات الأمنية لحماية العاصمة.
واقتحم المئات من أنصار "التيار الصدري"، في وقت سابق، المنطقة الخضراء، وتمكنوا من دخول مبنى البرلمان العراقي، وتخريب محتوياته، مما تسبب في تعطيل جلسات البرلمان، وانقسامات بين الكتل السياسية المكوّنة لمجلس النواب العراقي.