وأوضحت الشرطة على تويتر "اكتشفنا في إطار التحقيق أن هناك شخصاً أقدم على الانتحار"، مضيفة "يتعلق الأمر على الأرجح بمنفذ الاعتداء الذي تصرف بمفرده".
وتعقد المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، اجتماع أزمة عاجلاً، في مدينة برلين، لمتابعة تطورات الاعتداء على المركز التجاري، أمس الجمعة، والذي أودى بحياة أكثر من 10 أشخاص في مدينة ميونخ في حصيلة غير نهائية.
يأتي هذا في الوقت الذي عبر فيه الرئيس الألماني، يواخيم غاوك، عن صدمته من الحادث بعد الاعتداء، وقال إنه يشعر "بالفزع".
وبدأت حالة تشبه فرض حالة طوارئ في ميونخ، وفق شاهدة عيان رأت ما حدث داخل مركز أولومبيا. وبدا التخبط واضحاً على الشرطة الألمانية، بعيد وقت قصير من الهجوم الذي تعرض له المركز التجاري أولومبيا في ميونخ.
وفي حين لم يعرف لحد الآن العدد النهائي للقتلى والجرحى جراء عملية إطلاق النار باستخدام سلاح رشاش من قبل مهاجمين، تسربت معلومات عن أن منفذي الاعتداء هم ثلاثة أشخاص، ولا تزال الشرطة في ميونخ تفرض طوقاً أمنياً، وتقوم بعملية مطاردة.
إلى ذلك، أوقفت السلطات وسائل النقل العام، واستنفرت كل الأجهزة الأمنية رجالها، بما فيها الاستخبارات بعدما تبين بأن "المهاجمين احترافيين.. وما يحدث شيء كبير" وفق تصريحات شرطة ميونخ.
ووفقا لشاهدة عيان من داخل المركز التجاري فإن "المهاجمين كانوا يحملون رشاشات، ولا يمكن معرفة جنسياتهم.. لكنني بدأت أشاهد تدخلا أمنيا كبيرا. قبل ذلك كان الوضع مفزعا بدأت طائرات المروحيات تحلق فوق المكان، ما يشير إلى أن المنفذين استطاعوا الهرب. كنت في المطعم مع عائلتي حين بدأت أسمع صوتا وصراخا والناس تتراكض في كل مكان، وعلى بعد 50 مترا منا عند المدخل رأيت سيارة مسرعة وبدأ بعدها الهرج والمرج في المكان خلال ثوان.. وأكثر مكان تعرض للهجوم هو مطعم ماكدونالدز في أولومبيا".
وتأتي الحادثة بعد أسبوع تقريباً من قيام شخص مسلح بمهاجمة أكثر من 20 شخصاً مستخدماً بلطة (فأساً صغيرة) داخل قطار، جنوب ألمانيا، وتبنّى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الهجوم السابق، معلناً أن المنفذ هو أحد عناصره.
وفي أول ردود الفعل الدولية، أصدر البيت الأبيض الأميركي بيانا دان فيه بأقوى العبارات هجوم ميونخ الإرهابي في ألمانيا، الذي سقط جراءه العديد من الأبرياء. وجاء في البيان "لم تتبين كافة الحقائق بشأن الهجوم، ولكن الأمر المؤكد أن هذا العمل الشنيع أذهب العديد من الأرواح وأسقط العديد من الجرحى في قلب واحدة من أكثر المدن حيوية في أوروبا".
وأضاف البيان: "في خضم هذه المأساة، فإن الولايات المتحدة ستعمل بشكل وثيق مع الشركاء الألمان وستضع تحت تصرفهم كل الإمكانات المتوفرة لديها للمساعدة في التحقيقات الجارية".
وأكد البيان على تصميم الولايات المتحدة وألمانيا بالتعاون مع المجتمع الدولي على عدم السماح لمثل هذه الأعمال التي وصفها بالحقيرة بزعزعة الاستقرار العالمي.
وبعد قليل من اتضاح حجم الهجوم على أكبر مجمع تجاري توالت ردود الأفعال الأوروبية المتضامنة مع ألمانيا، وبعضها عبر عن استعداده لتقديم مساعدة لوجستية أمنية، بينما عاشت دول الشمال على وقع الهجوم وكأنه يحدث في مدنها طالبة من مواطنيها الحذر والتواصل مع الشرطة في حال الاشتباه بأي شيء مريب. ويعتقد كثيرون بأن ما حدث في ميونخ "ستكون له تداعيات في دول عدة، وكأن الأمر يحدث في نطاقها الجغرافي بعد أن انتشرت حالة الفزع بشكل معد مع إجازة الصيف".
أحد الخبراء في مجال الإرهاب، مانوس رانستورب، من أكاديمية الدفاع السويدية، لفت الانتباه إلى أنه "لا يمكن استثناء أية جهة في هجوم ميونخ، فتهديد داعش واضح وجلي بسبب مشاركة ألمانيا في التحالف الدولي وبذات الوقت لا يمكن استثناء اليمين المتطرف أيضا. مما رشح يبدو أن الهجوم منسق واحترافي".