وقالت سعاد (37 عاما)، مُدرسة في مدينة اللاذقية، لـ "العربي الجديد"، "أصبح إطلاق النار اعتيادياً في اللاذقية خلال الآونة الأخيرة، فبعد أن كانت مجموعات متنفذة وخاصة جماعة شيخ الجبل (مجموعة من المهربين)، محددة تمتلك السلاح، انتشر اليوم بشكل كبير، وقلما يخلو بيت منه، بل إن غالبية من يحملون السلاح هم شباب في مقتبل العمر، ولا يملكون الوعي الكافي لاستخدامه، فتجدهم يطلقون النار بمناسبة أو دونها".
وأضافت "ليلة رأس السنة كانت غير مسبوقة، فمن يرقب السماء ويسمع الأصوات، سيقول إن اللاذقية تعيش معركة طاحنة"، لافتة إلى أنها عاشت لحظات من الرعب على ولديها بسبب ذهابهما إلى منزل أحد أصدقائهما في تلك الأجواء". وذكرت أنها "وجدت على شرفة منزلها عدة مقاذيف لطلقات بندقية سقطت من السماء".
من جانبه، قال أبو معتز عيد (58 عاماً)، من دمشق، لـ "العربي الجديد"، "كنت أعتقد أننا لن نسمع صوت طلقة بعد انتهاء المعارك في محيط دمشق، إلا أن ليلة رأس السنة، أعادت أجواء الحرب إلى مخيلتنا، كنت أراقب أجواء دمشق، طلقات رصاص مدوية وأصوات انفجارات كثيفة، سمعت أن هناك من فجر قنابل يدوية أيضاً".
وأضاف "إلى جانب أزيز الرصاص والانفجارات، كانت هنا أصوات الموسيقى المنبعثة من بعض السيارات، التي كانت تجوب الطرقات بشكل جنوني، وكأنها في سباق، استمر حتى ساعات الفجر".
من جهته، قال أبو مثنى عبدالله، (43 عاماً) من السويداء، "كل سنة تزداد مظاهر إطلاق النار الذي يرافق كل المناسبات الاجتماعية، غير أن الأمر كان مضاعفاً ليلة رأس السنة، فقد كان هناك أشخاص يطلقون النار من نوافذ السيارات، وآخرون من شرفات المنازل، ومنهم من أطلق النار أمام المطاعم".
وأضاف "في مجتمعنا هناك ثقافة متجذرة تعتمد على إطلاق النار للتعبير عن الفرح والحزن، ورغم كل الدعوات الدينية والثقافية لعدم إطلاق النار، فإن فئة واسعة لا تهتم، وخاصة الشباب، في وقت يغيب القانون والمسؤولون عن تطبيقه"، لافتاً إلى "الانتشار الكثيف للسلاح الذي أصبح يباع بشكل علني، بلا حسيب ولا رقيب".
بدورها أفادت وكالة "سانا" للأنباء، التابعة للنظام، بأن إطلاق الرصاص العشوائي ليلة رأس السنة أسفر عن وفاة شخصين وإصابة أكثر من 80 شخصاً في عدد من المحافظات.
وذكرت على موقعها الرسمي، أنه في اللاذقية توفي شاب بعمر14 سنة نتيجة إطلاق الرصاص العشوائي احتفالاً برأس السنة، وتم تسجيل 40 إصابة متنوعة استقبلت في المشفى الوطني باللاذقية ومشافي جبلة والقرداحة، وهي جميعاً بحالة مستقرة وتم إخراج أغلبيتها باستثناء حالة واحدة ما تزال تتلقى العلاج في مشفى جبلة.
وفي طرطوس، توفي شاب من منطقة الدريكيش، وسجلت 16 إصابة بالرصاص العشوائي 11 منها في مدينة بانياس، وفي دمشق أصيب ستة عشر شخصاً، فيما أصيب سبعة آخرون بحمص، وفي السويداء أصيب ثلاثة مواطنين بينهم فتاة، وفي الحسكة أصيبت طفلة بطلق ناري طائش في الرأس بمدينة القامشلي، وفي حماة أصيبت طفلة في التاسعة من عمرها، جراء إطلاق الرصاص العشوائي ليلة رأس السنة الميلادية.