حذرت جهات مدنية في الشمال السوري من الأوضاع الصعبة المتوقعة التي سيواجهها النازحون في المخيمات العشوائية خلال موسم الأمطار المقبل، لأن الأمطار والسيول تقطع أوصالها، إذ إن الطرق فيها غير مجهزة ولا معبّدة وتتحول إلى مسالك طينية موحلة في الشتاء.
وتحدّث مدير المكتب الإعلامي لـ"الخوذ البيضاء" في اللاذقية، حسن درويشو، لـ"العربي الجديد"، عن المخاوف التي تهدد النازحين في فصل الشتاء، خصوصاً ما يتعلق بالسيول والأمطار. وقال: "لا أعتقد أن هناك جهات تعمل في الوقت الحالي على إيجاد حلول لمشكلة السيول والأمطار التي تهدد المخيمات، ولكن يتم العمل من قبل بعض الجهات على تجهيز ممرات مائية فقط. وبالنسبة لنا كدفاع مدني، نحن مستعدون لمساعدة النازحين في حال حدوث السيول ضمن المخيمات".
وعن الخطط التي يمكن إعدادها للتعامل مع السيول والأمطار وحوادثها في المخيمات بريف اللاذقية، قال درويشو: "حاليا لا توجد خطط مسبقة، ولكن في المستقبل القريب وفي حال حدوث أي خطر تكون الفرق دائما مستعدة. وفي السابق كنا نعمل على فتح بعض الممرات المائية لتصريف المياه بعيدا عن الخيام، ومساعدة النازحين في حال غرق بعض الخيام".
ولفت إلى وجود نهر في المنطقة يقسم المخيمات إلى نصفين، وقال: "في العام الماضي حدث طوفان للنهر وانقطعت بعض الطرق عن المخيمات، وفرقنا كانت في المكان للمساعدة".
وبحسب مدير فريق "منسقو استجابة سوريا"، محمد حلاج: "نقول دائما إن الحلول يجب أن تبدأ بإصلاح الطرق عموماً في المخيمات. أما النقطة الثانية فتكمن في تسوية أراضي المخيمات من خلال تدعيم أرضية الخيم ورفع سويتها عن سطح الأرض. أما النقطة الثالثة والأهم فهي حفر الخنادق في محيط المخيمات أو كل خيمة على حدة، ففي حال حدوث عاصفة مطرية تمتص هذه الخنادق الصدمة الأولى للمياه في المنطقة، ما يحمي ممتلكات النازحين".
وأوضح حلاج، لـ"العربي الجديد"، أن المخيمات هي حل مؤقت، مقترحا حلاً قائماً على ترميم المنازل في المناطق السكنية المتضررة وإيواء النازحين فيها بالتنسيق مع الأهالي، مشيرا إلى أن هناك منظمات لديها مثل هذه المشاريع تساعد على ترميم المنازل أو تجهيزها، لقاء إسكان عائلة مهجرة أو نازحة لمدة سنة أو ستة أشهر بالاتفاق مع صاحب البيت أو البناء، أو حسب عقد، وهو الحل الأنجح.
ورأى أن الحل الآخر هو استبدال الخيم بالكرفانات ووضعها بالقرب من المدن والبلدات، فهي تعطي امتيازا للنازحين وتجعل هناك صلة وصل بين النازح والمجتمع المحلي، وممن الممكن إيصال خدمات المياه إليها، ويكون النازح قريبا من السوق المحلي، كما تحل مشكلة الأطفال الذين يضطرون إلى السير لمسافة ثلاثة كيلومترات للوصول من المخيم إلى المدارس، فكثير من العائلات تتخلى عن فكرة إرسال أطفالها للمدارس لهذا السبب، خاصة في الفصل الماطر.
من ناحيته، قال يوسف عبد الرحمن، النازح من ريف حماة الشمالي، لـ"العربي الجديد"، إن "المشاكل ذاتها تتكرر كل شتاء في مخيمات أطمة، والطرق تصبح موحلة في كثير من القطاعات، وكل الدعوات التي يطلقها الأهالي لا تلقى صدى كبيرا لدى الجهات المسؤولة عن هذه الأمور. كما أن هناك منظمات تعمل على تأهيل قطاعات في المخيمات بقنوات لتصريف المياه، لكنها تهمل قطاعات أخرى قد تكون متضررة إلى حدّ كبير".