لم تعد المطاعم في مدينة غزة مكاناً لتناول الطعام واحتساء المشروبات فقط، بل أصبح البعض منها بمثابة مكتبة ثقافية تقدم لزبائنها قائمة بأسماء عشرات الكتب إلى جانب قائمة ثانية للوجبات الغذائية، ليختاروا منهما ما يناسبهم، وذلك على أثر حملة أطلقتها مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، بالتعاون مع فريق "يراعات الأدبي".
ويسعى القائمون على الحملة، التي رفعت شعار "لك شيءٌ في هذا العالم.. فقم"، إلى تعزيز ثقافة القراءة في المجتمع الفلسطيني، وتحويلها إلى عادة تنتشر بقوة بين مختلف الفئات العمرية، بما يساهم في ترتيب الأولويات والاحتياجات الثقافية والتربوية داخل المجتمع.
وتتنوع موضوعات الكتب التي تقدمها الحملة، ما بين الروايات الأدبية ذات المضامين المختلفة، وكتب الدين والتاريخ وكذلك التجارب الشخصية لمشاهير العالم، بالإضافة إلى قصص النجاح والمقالات التي تشجع على القراءة واقتناء الكتب، فضلاً عن الكتب السياسية وواقع القضية الفلسطينية القديم والحديث.
وفي إحدى زوايا مطعم ومقهى قرطبة ـ أول محطات الحملة ـ بمدينة غزة، جلست الشابة نور الغصين على طاولة خشبية بعدما اختارت رواية "عائد إلى حيفا" للروائي الفلسطيني الراحل غسان كنفاني، لتغرق في مطالعتها، متجاهلة في الوقت ذاته أصوات الضجيج التي كانت تخترق أسوار المقهى بين الحين والآخر.
وتقول الغصين، لـ"العربي الجديد": "دأبت على قراءة الروايات والكتب في المجالات المتنوعة منذ الصغر، ولكن حماسة القراءة ومستواها بدأ يتراجع تدريجياً لأسباب مختلفة، أبرزها الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي، بجانب الأوضاع الصعبة لقطاع غزة التي تولّد عند الشخص ضغوطاً نفسية تشتت الذاكرة".
وتضيف الغصين (20 عاماً): "توجد في غزة العديد من المكاتب العامة، ولكنها تعاني من ضعف روادها، بسبب قلة الحملات المجتمعية التي تشجع الشخص على القراءة، وكذلك الاعتماد على الأسلوب التقليدي في حملات التحفيز، الأمر الذي يتنافى مع روح الثقافة التي تحتاج إلى تجديد مستمر وتنوّع في أساليب العرض".
أما الشاب رمضان شبير (24 عاماً)، فيبدي إعجابه الكبير بالحملة، ويقول لـ"العربي الجديد": "تساهم مثل هذه المبادرات النوعية في إيجاد بيئة تعليمية وثقافية تحث على مطالعة الكتب، وعلى الاستغلال الأمثل لأوقات الفراغ، بما يحقق نتائج إيجابية للشخص القارئ أولاً ثم على المجتمع المحيط به ثانياً".
ويتمنى رمضان أن تصبح القراءة عادة إيجابية تتميّز بها كافة قطاعات الشعب الفلسطيني، لأهميتها الكبيرة في توسيع الأفق وزيادة الوعي، ما يساهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول تجهيل الإنسان الفلسطيني ووضع العراقيل المختلفة أمام المسيرة التعليمية والنهضة الثقافية المحلية.
تشجيع القراءة
بدوره، قال عضو فريق يراعات الشبابي، أحمد مرتجى، لـ"العربي الجديد"، إن نشاط "قائمة الكتب" يأتي ضمن حملة تشجيع عادة القراءة في المجتمع الفلسطيني التي تنظمها مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي بشكل سنوي في مختلف مناطق قطاع غزة والضفة الغربية، بالاعتماد على عدة وسائل وأنشطة تخدم أهداف الحملة.
وأوضح مرتجى أن الانغماس بالقراءة يساهم بشكل إيجابي في التخفيف من التداعيات السلبية الناتجة عن الواقع الصعب الذي يعشيه المواطن الفلسطيني في غزة جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والحصار الخانق الذي تفرضه تل أبيب والنظام الحالي في مصر. ولفت مرتجي إلى أنه سيجري العمل على تعميم فكرة قائمة الكتب في عدد من المقاهي والمطاعم داخل مدينة غزة وخارجها.
ولفت مرتجى إلى أنه تم اختيار مطعم بالقرب من منطقة تجمع جامعات القطاع، كنقطة انطلاق للحملة، بهدف استقطاب أكبر مجموعة ممكنة من الشباب والشابات، الذين يعتبرون العنصر الأهم في الحياة الثقافية وتقدمها، مشيراً إلى أن المؤشرات الأولية تؤكد على وجود شغف شديد للقراءة عند الفئتين.
ويعد فريق يراعات الشبابي الذي تأسس عام 1996 والتابع لمؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، مساحة ثقافية وأدبية لمجموعة من الشباب والشابات المهتمين بكتابة النصوص الأدبية وتحريرها، لتجمع في مجلة تصدر كملحق كل شهرين في جريدة الأيام الفلسطينية، إلى جانب تنفيذ الفريق لأنشطة ثقافية مختلفة.
اقرأ أيضا:غزّة تتذوّق وتحبّ الطعام والحلوى السوريّة
وتتنوع موضوعات الكتب التي تقدمها الحملة، ما بين الروايات الأدبية ذات المضامين المختلفة، وكتب الدين والتاريخ وكذلك التجارب الشخصية لمشاهير العالم، بالإضافة إلى قصص النجاح والمقالات التي تشجع على القراءة واقتناء الكتب، فضلاً عن الكتب السياسية وواقع القضية الفلسطينية القديم والحديث.
وفي إحدى زوايا مطعم ومقهى قرطبة ـ أول محطات الحملة ـ بمدينة غزة، جلست الشابة نور الغصين على طاولة خشبية بعدما اختارت رواية "عائد إلى حيفا" للروائي الفلسطيني الراحل غسان كنفاني، لتغرق في مطالعتها، متجاهلة في الوقت ذاته أصوات الضجيج التي كانت تخترق أسوار المقهى بين الحين والآخر.
وتقول الغصين، لـ"العربي الجديد": "دأبت على قراءة الروايات والكتب في المجالات المتنوعة منذ الصغر، ولكن حماسة القراءة ومستواها بدأ يتراجع تدريجياً لأسباب مختلفة، أبرزها الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي، بجانب الأوضاع الصعبة لقطاع غزة التي تولّد عند الشخص ضغوطاً نفسية تشتت الذاكرة".
وتضيف الغصين (20 عاماً): "توجد في غزة العديد من المكاتب العامة، ولكنها تعاني من ضعف روادها، بسبب قلة الحملات المجتمعية التي تشجع الشخص على القراءة، وكذلك الاعتماد على الأسلوب التقليدي في حملات التحفيز، الأمر الذي يتنافى مع روح الثقافة التي تحتاج إلى تجديد مستمر وتنوّع في أساليب العرض".
أما الشاب رمضان شبير (24 عاماً)، فيبدي إعجابه الكبير بالحملة، ويقول لـ"العربي الجديد": "تساهم مثل هذه المبادرات النوعية في إيجاد بيئة تعليمية وثقافية تحث على مطالعة الكتب، وعلى الاستغلال الأمثل لأوقات الفراغ، بما يحقق نتائج إيجابية للشخص القارئ أولاً ثم على المجتمع المحيط به ثانياً".
ويتمنى رمضان أن تصبح القراءة عادة إيجابية تتميّز بها كافة قطاعات الشعب الفلسطيني، لأهميتها الكبيرة في توسيع الأفق وزيادة الوعي، ما يساهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول تجهيل الإنسان الفلسطيني ووضع العراقيل المختلفة أمام المسيرة التعليمية والنهضة الثقافية المحلية.
تشجيع القراءة
بدوره، قال عضو فريق يراعات الشبابي، أحمد مرتجى، لـ"العربي الجديد"، إن نشاط "قائمة الكتب" يأتي ضمن حملة تشجيع عادة القراءة في المجتمع الفلسطيني التي تنظمها مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي بشكل سنوي في مختلف مناطق قطاع غزة والضفة الغربية، بالاعتماد على عدة وسائل وأنشطة تخدم أهداف الحملة.
وأوضح مرتجى أن الانغماس بالقراءة يساهم بشكل إيجابي في التخفيف من التداعيات السلبية الناتجة عن الواقع الصعب الذي يعشيه المواطن الفلسطيني في غزة جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والحصار الخانق الذي تفرضه تل أبيب والنظام الحالي في مصر. ولفت مرتجي إلى أنه سيجري العمل على تعميم فكرة قائمة الكتب في عدد من المقاهي والمطاعم داخل مدينة غزة وخارجها.
ولفت مرتجى إلى أنه تم اختيار مطعم بالقرب من منطقة تجمع جامعات القطاع، كنقطة انطلاق للحملة، بهدف استقطاب أكبر مجموعة ممكنة من الشباب والشابات، الذين يعتبرون العنصر الأهم في الحياة الثقافية وتقدمها، مشيراً إلى أن المؤشرات الأولية تؤكد على وجود شغف شديد للقراءة عند الفئتين.
ويعد فريق يراعات الشبابي الذي تأسس عام 1996 والتابع لمؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، مساحة ثقافية وأدبية لمجموعة من الشباب والشابات المهتمين بكتابة النصوص الأدبية وتحريرها، لتجمع في مجلة تصدر كملحق كل شهرين في جريدة الأيام الفلسطينية، إلى جانب تنفيذ الفريق لأنشطة ثقافية مختلفة.
اقرأ أيضا:غزّة تتذوّق وتحبّ الطعام والحلوى السوريّة