في 20 يونيو/حزيران من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للاجئين. احتفال يحمل في أغلب الأوقات طابعاً حزيناً، بسبب المآسي التي يعيشها اللاجئون، والظروف الصعبة والخطرة التي مروا بها، هرباً من احتلال أو حرب أو طاغية، في ظل تجاهل شبه تام من المجتمع الدولي.
لكن في وسط الحكايات الصعبة والنضالات المستمرة والمنهكة من أجل حياة أفضل، تبرز قصص نجاح كثيرة، بعضها في عالم الفنّ: لاجئون في العالم العربي أو خارجه، حالفهم الحظّ، وساعدتهم موهبتهم والظروف المناسبة للوصول إلى الشهرة. نستعيد هنا بعضا من هذه الحكايات للاجئين تاريخهم حديث نسبياً في عالم الفنّ ولدوا لأسر لاجئة، أو اكتشفوا اللجوء في شبابهم. رغم أن قائمة اللاجئين العرب الذين نجحوا في عالم الفن كبيرة نسبياً تحديداً منذ نكبة فلسطين واحتلالها عام 1948:
محمد عساف
بحسب روايته نفسها، نشأ الفنان الفلسطيني محمد عساف لاجئاً في مخيم خان يونس في غزة. وتمتّع بصوت جميل منذ طفولته. بعد مشاركته في برنامج "آراب أيدول" (محبوب العرب) على شاشة MBC، عام 2013، تحوّل إلى أشهر نجم غنائي فلسطيني في العالم العربي. وقد عيّنته وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) سفيراً للنوايا الحسنة.
ياسمين المصري
ولدت ياسمين المصري في لبنان لوالد فلسطيني لاجئ في بيروت وأم مصرية. بعد سفرها إلى فرنسا حيث درست الفنون الجميلة عام 2007، عادت إلى لبنان، وشاركت في عدد من الأعمال الفنية، أبرزها فيلم "سكر بنات" للمخرجة نادين لبكي (2007). كما شاركت في عدد من الأعمال المسرحية عن فلسطين. وظهرت في المسلسل الأميركي "كوانتيكو".
وعد الخطيب
العام الماضي تردّد اسم المخرجة السورية وعد الخطيب بشكل كبير، وذلك بعد النجاح الدولي المبهر الذي حققه شريطها الوثائقي "إلى سما". وقد وثقت وعد بكاميرا متواضعة جحيم العدوان السوري ــ الروسي على أهالي حلب، من خلال قصتها الشخصية مع زوجها في مستشقى في حلب كان يستقبل المصابين بالقصف. ترشّح الوثائقي وفاز بعدد كبير من الجوائز، وكان أبرز هذه الترشيحات، عن أوسكار أفضل وثائقي طويل. حالياً تعيش وعد في لندن بصفة لاجئة كما أوضحت هي نفسها في أكثر من مقابلة.
إيمان
من الصومال إلى مصر ثمّ إلى كينيا تنقلت أول سوبرمودل سوداء في العالم، إيمان عبد المجيد. في كينيا لجأت العائلة بسبب الاضطرابات المستمرة في الصومال، ومن نيروبي بدأت مسيرتها في عرض الأزياء، لتصبح بعدها العارضة التي فتحت الباب أمام دخول باقي العارضات صاحبات البشرة السوداء إلى عالم الأزياء.
جيجي وبيلا حديد
تذكّر الأختان الشهيرتان جيجي وبيلا حديد، ومعهما شقيقهما أنور، بشكل مستمرّ بأصولهما الفلسطينية. والدهما محمد حديد لجأ من الناصرة إلى سورية بعد النكبة واحتلال فلسطين عام 1948، ومن هناك بدأ حياته فانتقل إلى تونس وثمّ اليونان كلاجئين قبل وصوله إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث بدأ حياته. وفي أغلب المقابلات التي تسألان فيها عن أصلهما، تذكر عارضتا الأزياء الشهيرتان أنهما ولدتا لأب هو لاجئ فلسطيني، وأنهما فخورتان بأصولهما. أما شقيقهما أنور فيقوم بزيارات متكررة إلى فلسطين، رام الله تحديداً حيث يقوم بتوثيق بعض ممارسات الاحتلال عبر حساباته على مواقع التواصل.
شيرين دعيبس
ولدت المخرجة الأميركية شيرين دعيبس لأب فلسطيني لاجئ في الأردن. رغم أنها ولدت في أوهايو الأميركية إلا أنها في مقابلات كثيرة تذكّر بحادثة زيارتها لفلسطين، وهي في الثامنة من عمرها عندما أوقفها حاجز تفتيش لجيش الاحتلال 12 ساعة، وهو ما جعلها تفهم عن كثب كما تقول مأساة الفلسطينيين اليومية. أخرجت دعيبس عدداً من الأفلام ابرزها "إتمنى" (2006) و"أمريكا" (2009)... وقاربت في كل أعمالها خصوصيات المجتمع الفلسطيني في الخارج.