وقال الناشط عبيدة دندوش، من كفرنبل، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إنّ "الوضع كارثي في كفرنبل، ولم يعد في المدينة أي من مقومات الحياة، فقد تم قصف جميع الأفران والمشافي والمراكز الصحية ومناهل المياه، ومولدات الكهرباء، كما أنّ طائرات الاستطلاع ترصد أي تحرك ليتم استهداف المنطقة بأكثر من غارة جوية ما يتسبب بتدميرها بشكل تام، وهذا القصف لا يستهدف قتل الناس فقط بل أيضاً تدمير المدينة بشكل تام".
ولفت إلى "وجود أعداد قليلة من المدنيين ما يزالون في كفرنبل، وهم لا يملكون القدرة المادية للخروج باتجاه مناطق أخرى أو استئجار منازل في مناطق شبه آمنة، كالشمال السوري، إذ يحتاج إيجار المنزل على الأقل إلى 100 دولار، إلى جانب 100 دولار أخرى للماء والكهرباء والغاز والمازوت، وقد لا تكفي، يضاف إليها تكاليف الطعام والشراب، لذلك هناك جهود لنقلهم إلى أحد المخيمات في الشمال".
وبيّن أنّ "مشفى الروضة تخصص نساء وأطفال، هو ملكية خاصة، وقد تأذى من جراء القصف، وحالياً لم يعد هناك أي مشفى في الريف الجنوبي وكذلك جبل الزاوية، فيما أقرب مشفى يبعد عن كفرنبل نحو 14 كيلومتراً في الريف الشرقي".
من جانبه، قال المدير الطبي في "مشفى الروضة" الدكتور محمد الربيعة، لـ"العربي الجديد"، "مشفى الروضة مرخص منذ عام 2009، وهذا تحدٍّ للادعاءات أنّ القصف لا يطاول المشافي المرخصة، وهو مشفى توليد، وكان العمل متوقفاً فيه، أخيراً، بسبب العمليات العسكرية، وقد سقط برميل متفجر أمامه ما تسبب بإلحاق أضرار به. نأمل أن يعود للعمل وخدمة المرضى في حال عودة الهدوء".
ولفت إلى أنّه "لا يوجد في المنطقة مشفى مماثل وأقرب واحد هو في معرة النعمان، وهو متخصص أيضاً بالأطفال والنساء".
Facebook Post |
بدوره، أوضح المسؤول عن المشفى عمر ربيعة، لـ"العربي الجديد"، أنّ "المشفى غير مرتبط بأي منظمة أو جهة داعمة، وهو خاص ومرخص من قبل وزارة الصحة بدمشق قبل الثورة، ولم يتم استهداف المشفى بشكل مباشر، وقد تم إخلاؤه من جميع المعدات قبل أكثر من سبعة أشهر، وكان متوقفاً عن العمل بشكل كامل".
من جهته، قال الدكتور يحيى نعمة من مديرية صحة إدلب، لـ"العربي الجديد"، "تم إخلاء المنطقة الجنوبية في إدلب من المنشآت الطبية وخاصة المشافي، وهذا يهدد بكارثة إنسانية على الأهالي الصامدين تحت القصف في المنطقة".
وأضاف "وهذا يُحمّل مديرية الصحة أعباءً إضافية، لا يمكن أن تتحملها وحيدة لخدمة المنطقة، حيث نعتمد حالياً على النقاط الطبية وسيارات الإسعاف". ورأى أنّ "الهدف من استهداف المنشآت الحيوية والمشافي، هو تهجير الأهالي بشكل قسري، وفكّ ارتباط الناس بأهلهم، وقتل مقومات الحياة".
وصعّد النظام السوري، بدعم روسي مكثف، عملياته العسكرية على مناطق شمال غرب سورية. ووثق "الدفاع المدني السوري" تنفيذ قوات النظام والمليشيات المساندة لها، مدعومة بالطيران الحربي الروسي، 10389 استهدافًا لمناطق سيطرة المعارضة، خلال الفترة الممتدة من إبريل/ نيسان، حتى أكتوبر/ تشرين الأول من العام الحالي.
كما وثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، في بيان، في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، مقتل 56 مدنيًا، بينهم 19 طفلًا، على يد قوات النظام وروسيا، في 30 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وجاء في التقرير أنّه في الفترة الزمنية ذاتها قتل، التحالف السوري- الروسي، ما لا يقل عن 15 من الكوادر الطبية وعشرة من كوادر الدفاع المدني واثنين من الكوادر الإعلامية، كما نفذ ما لا يقل عن 500 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية.