وقالت فصائل الجيش الحر إنها صدّت اليوم السبت محاولة تقدمٍ لقوات النظام والمليشيات على مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين للمرة الثانية خلال أسبوع. وقالت "غرفة عمليات البنيان المرصوص" إن الهجوم الذي سبقه قصف مدفعي وصاروخي مكثف فشل في تحقيق أي تقدم، وتمكنت فصائل المعارضة من استعادة نقاط كانت سيطرت عليها قوات النظام الأحد الماضي موقعة قتلى وجرحى في صفوف القوات المهاجمة والتي كان بينها عناصر من مليشيات "حزب الله" اللبناني.
وقالت الناشطة الإعلامية، سارة الحوراني، المقيمة في درعا البلد لـ"العربي الجديد" إن ذلك ترافق مع قصفٍ مركز لقوات النظام على أحياء درعا البلد منذ صباح اليوم بأكثر من 25 صاروخ أرض-أرض من نوع "فيل"، و40 برميلاً متفجراً، إضافة إلى 20 غارة جوية من المقاتلات الحربية.
ويقول ناشطون إن تعزيزات جديدة من المليشيات الموالية للنظام وصلت مساء أمس إلى مدينة درعا وبلدة خربة غزالة الواقعة على طريق درعا – دمشق الدولي.
وقُتل ثلاثة مدنيين وأصيب آخرون اليوم، جراء قصف صاروخي ومدفعي تعرضت له بلدة نصيب الحدودية مع الأردن، بالتزامن مع قصف مماثل على بلدات النعيمة والغارية الغربية والغارية الشرقية، رافقه إلقاء براميل متفجرة على هذه البلدات. كما طاول القصف المدفعي بلدة صيدا شرق درعا من مواقع قوات النظام في الكتيبة المهجورة، إضافة إلى بلدة اليادودة جنوب درعا من مواقع النظام في كتيبة البانوراما.
وكانت مصادر عسكرية تحدثت عن تحشيد لقوات النظام والميليشيات الأجنبية في ريف مدينة درعا الشمالي، ولا سيما مدينة إزرع وبلدة خربة غزالة بالتزامن مع تمهيد جوي وصاروخي غير مسبوق بهدف القيام بعملية عسكرية واسعة ضد فصائل المعارضة في درعا البلد.
واللافت أن هذه العمليات العسكرية تتم بمشاركة فعالة من سلاح الجو الروسي، برغم أن درعا هي مشمولة باتفاق "تخفيف التصعيد" الذي تم التوقيع عليه قبل حوالى شهر في أستانة بمشاركة روسيا وإيران وتركيا.
وفي سياق متصل، اعتبرت هيئة الأركان الروسية أن الوضع الميداني في مناطق "تخفيف التصعيد" تغيّر جذريًا، ويمكن اعتبار الحرب في سورية وقفت عملياً بحسب تصريح لرئيس مديرية العمليات في هيئة الأركان الروسية، سيرغي رودسكوي.
ورأى رودسكوي أن السكان عادوا إلى "المناطق المحررة من أيدي الإرهابيين، وبدأ العمل بنشاط على إعادة إعمار المزارع وشبكات الكهرباء والعقد في شبكة المواصلات والطرق".
من جهة أخرى، اعتبر قائد مجموعة القوات الروسية في سورية، الفريق أول سيرغي سوروفيكين، الإنذارات التي يوجهها الأميركيون إلى "الجيش السوري الذي يحرز تقدماً في جنوب البلاد، تأتي بتبريرات سخيفة تماماً".
وأوضح سوروفيكين في مؤتمر صحافي مع رئيس مديرية العمليات في هيئة الأركان العامة، الفريق أول سيرغي رودسكوي، أن "القوات الحكومية السورية والقوات الرديفة استعادت السيطرة على مقطع من الحدود السورية الأردنية طوله 105 كيلومترات، وأقامت 9 معابر حدودية".
وأشار أيضاً إلى توقيع اتفاقات انضمام 22 بلدة في تلك المنطقة للهدنة، ما يكلل عملية المصالحة مع عشائر الدروز والبدو التي تسيطر على هذه المنطقة بالنجاح. وشدد على أن قوات النظام السوري تواصل عملياتها للسيطرة على كامل الحدود السورية والعراقية السورية الأردنية.