قطر: الصناعات البلاستيكية تشكل 10% من الناتج

20 يوليو 2015
الاستخدامات المتعددة للمواد البلاستيكية (مروان نعماني/فرانس برس)
+ الخط -
برزت قطر باعتبارها واحدة من وجهات الاستثمار الأكثر جذباً في منطقة الشرق الأوسط في مجال صناعة البلاستيك والبتروكيماويات، لا سيما خلال فترة الركود الاقتصادي العالمي. وقد تمكنت من جذب كبريات الشركات العالمية للاستثمار في مجال صناعة البلاستيك، خصوصاً أن قطر تحتوي على المواد الأولية لهذه الصناعة الاستراتيجية.
 
وقد ساهمت الطفرة النفطية والإيرادات المالية العالية للدولة في تشجيع العديد من الصناعات، خاصة الصناعات البتروكيمياوية والبلاستيكية التحويلية. ويشير الخبراء إلى أن قطر تمكنت بفضل سياسة التنويع الاقتصادي من توسيع مروحة الاستثمارات وجذب الشركات بالإضافة إلى تشجيع المواطنين ورجال الأعمال القطريين على توظيف أموالهم في هذه القطاعات التحويلية. وتعتبر صناعة البلاستيك واحدة من أبرز النشاطات الصناعية في الدولة، إذ تشكل 10% من الناتج المحلي السنوي.


تمكنت قطر من احتلال الترتيب الثالث خليجياً من جهة الطاقة الإنتاجية للبوليمرات والمقدرة بنحو 25.5 مليون طن خلال عام 2014 بحصة تبلغ نسبتها 7%. ويقول المهندس أحمد الكعبي مسؤول وحدة البيع في إحدى الشركات العاملة في المجال إن "قطر تمكنت من تسجيل أرباح مرتفعة في قطاعات عديدة، أبرزها قطاع الصناعات التحويلية والصناعات البلاستيكية، ويعود السبب في ذلك إلى إيلاء الحكومة الاهتمام بتطوير القطاعات الإنتاجية بعيداً عن الاعتماد فقط على القطاع النفطي".

ويشير إلى أن التسهيلات التي منحتها الحكومة خلال الفترة الماضية، إن لجهة التراخيص الخاصة لإنشاء وافتتاح مصانع خاصة للبلاستيك، أو لجهة الإعفاءات الضريبية، ساهمت في تحريك هذه السوق بشكل كبير، حتى باتت السوق القطرية واحدة من أسرع الأسواق في منطقة الخليج لجهة تصنيع المواد البلاستيكية المتنوعة.

ويضيف الكعبي: "تستفيد قطاعات إنتاجية كثيرة من وفرة هذه المواد، حيث تدخل صناعة البلاستيك في العديد من القطاعات الاقتصادية، فعلى سبيل المثال تستخدم العبوات البلاستيكية في الإمدادات الصحية، والمطابخ، وتجهيز المكاتب والمحال التجارية، فالاستخدامات المتعددة للأدوات البلاستيكية، وحلولها مكان العديد من السلع، ساهمت في ارتفاع حجم إنتاج البلاستيك وبالتالي تعاظم الأرباح".

تنتج الدوحة حالياً 1.9 مليون طن سنوياً (ويتوقع أن تصل إلى 3.5 ملايين طن خلال العام 2019) من المواد الأولية في الصناعات البلاستيكية، وأهمها: "البولي بروبلين" و "البولي إيثلين" عالي ومنخفض الكثافة، و"البولي إيثلين تيرفثالات" و"البولي فينيل كلوريد" و"البولسترين" و"البولي أميد" والبولسترين القابل للتمدد، وغيرها من المنتجات البلاستيكية الصناعية.

اقرأ أيضا: صادرات البتروكيماويات القطرية تصل إلى 85 دولة

وتستهلك قطر نحو 3% من البوليمرات المنتجة في دول مجلس التعاون الخليجي في السوق المحلية، ويحصل قطاع التعبئة والتغليف الاستهلاكي على نصيب الأسد تليه قطاعات الإنشاء والتعبئة والتغليف الصناعي، والمنسوجات والسلع الاستهلاكية، والزراعة والسيارات والأدوات المنزلية.


وتمثل صادرات قطر نسبة 19% من البوليمرات المنتجة في دول مجلس التعاون الخليجي، بما يقارب 5 مليارات دولار بحسب دراسة بعنوان: "مؤشرات صناعة البلاستيك في دول مجلس التعاون الخليجي لعام 2014"، صادرة عن الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات. وجاء فيها أيضاً أن قطاع الصناعات البلاستيكية التحويلية واصل نموه مسجلاً مبيعات بلغت بنهاية عام 2014 نحو 9.9 مليارات دولار بنمو سنوي قدره 8% خلال الفترة 2008-2014.

يقول الخبير الاقتصادي جابر المري إن "صناعة البلاستيك تستفيد من المواد الأولية المتوافرة بكثرة بسبب الإنتاج النفطي الوفير، والغاز الطبيعي، وتتميز قطر بارتفاع حجم تصدير البلاستيك مستفيدة من عوامل عديدة أبرزها الاهتمام الحكومي بأهمية التنويع الاقتصادي".
ويضيف المري: "شهدت السنوات الخمس الماضية نمواً كبيراً في هذا القطاع، حيث نمت صناعة البلاستيك بأكثر من 12 %، وتمكنت المصانع المتواجدة في الدولة والتي بلغ حجمها أكثر من 18 مصنعاً من اقتحام الأسواق العالمية".

ويؤكد أن تعاظم هذه الصناعة، أدى إلى ارتفاع حجم الاستثمارات، حيث بلغت أكثر من 7 ملايين دولار سنوياً.

وقد تمكنت الشركات المحلية والمصانع خلال الفترة الماضية من رفع حصة الإنتاج إلى ضعف ما كانت عليه قبل خمس سنوات، وساعد ارتفاع الإنتاج في تصدير أكثر من 15% من المنتجات إلى الخارج، أما بالنسبة إلى 75% المتبقية، فإن السوق المحلية كفيلة بامتصاصها نظراً لحاجتها إلى المواد البلاستيكية، بحسب المري.


ويشير المري إلى أن ارتفاع حجم الاستثمارات العالمية في السوق القطرية، وانتشار المراكز التجارية العالمية والمطاعم، أديا بدورهما إلى زيادة الاستهلاك الخاص بالمواد البلاستيكية.

بحسب تقارير صادرة عن وزارة الاقتصاد والصناعة في قطر، فقد تطورت صناعة الإيثلين بشكل ملحوظ بين عامي 2005و2013 حيث نما إنتاج ثلاث شركات بمعدل سنوي مركب بلغ حوالي 12%. ويستخدم 84% من إنتاج الإيثلين لإنتاج مادة البولي إيثلين ويذهب 16% منها إلى منتجات كيماوية أخرى.

وبلغ إجمالي الطلب على الإيثلين حوالي 52 طناً، مما يعني أن معظم الإيثلين يذهب للتصدير ليعود بشكل منتجات نهائية، مما يفتح المجال لفرص استثمارية محلية في هذا المجال، حيث يدخل الإيثلين في كثير من الصناعات، منها صناعات الخزانات والأوعية والأنابيب.
كذلك، نمت صناعة الميثانول بمعدل 2.1% سنوياً بين عامي 2005 إلى 2015، وتعد هذه المواد سلعا أساسية تدخل في صلب إنتاج البلاستيك.