بدأ العدّ التنازلي في الدوحة لإطلاق المهرجان الرابع للمحامل التقليدية (أي السفن)، الذي يستعيد تاريخ رحلات الصيد والغوص للبحث عن اللؤلؤ، مهنة الآباء والأجداد في قطر، ودول الخليج العربي قبل عصر النفط، حيث امتهن القطريّون، كغيرهم من أهل الخليج العربي، تجارة اللؤلؤ والغوص، قبل اكتشاف اللؤلؤ الصناعي، الذي تسبّب في تراجع تجارة اللؤلؤ الطبيعي في المنطقة والعالم.
وتسعى الاحتفالية التراثية التي تنطلق في كتارا برعاية رسمية في الثامن عشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، ولمدّة خمسة أيام، حسب الدكتور خالد السليطي، المدير العام لمؤسّسة الحيّ الثقافي "كتارا" إلى الكشف أيضاً عن جمال المقاصد السياحية البحريّة في دولة قطر، خصوصاً أنّها تستقطب أعداداً غفيرة من الزوّار العرب والأجانب من داخل الدولة وخارجها.
وسيشهد "المهرجان الرابع للمحامل التقليدية" مسابقة الغوص على اللؤلؤ، ومسابقة التجديف، ومسابقة الغوص الحرّ، ومسابقة أفضل محمل... وتستمرّ مسابقة الغوص على اللؤلؤ ثلاثة أيّام، مخصّصة لمن هم فوق 18 عاماً، كما تقام مسابقة الشراع التقليدي على ثلاث مراحل ولمدّة ثلاثة أيّام أيضاً، وهي تتاح للفرق المشاركة بما بين 3 و5 أشخاص ضمن سباق للمراكب الخشبية التي يبلغ طولها 22 قدماً.
وسيتمّ أيضاً خلال المهرجان التعريف بـ15 مهنة قديمة، كانت سائدة في المجتمع القطري في حقبة ما قبل اكتشاف النفط، التي اندثرت اليوم، ومن أبرزها "الودج" والصل" إضافة إلى مشاركة الجمهور برحلة بحرية غير مسبوقة لترميم موقع أثري موجود في عرض البحر، من قبل فرق قطرية متخصّصة من أصحاب الخبرة في التراث البحري.
وكانت النسخة الثالثة من مهرجان (كتارا) للمحامل التقليدية، قد تميّزت بمشاركة 105 محامل تقليدية من قطر والخليج، بالإضافة إلى الهند وزنجبار وساحل فارس، كما عرض المهرجان فيلم "غرق محمل الريان".
كذلك شهدت النسخة الثالثة من الاحتفالية أيضاً انطلاق الرحلة البحرية لسفينة "فتح الخير" التي طافت موانئ دول الخليج العربية، وعلى متنها 44 بحّاراً، لمدّة 27 يوماً تذكيراً برحلات السفر الشراعية التي كانت تمارس قديماً في قطر ضمن فعالية حقيقية تحاكي ظروف وملامح وتفاصيل الرحلات البحرية، والتي كانت صميم حياة أهل قطر ومصدر عيشهم في عصر الغوص وصيد اللؤلؤ.
طافت السفينة موانئ الكويت والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة، لتعود بعدها الى الدوحة. ومحمل "فتح الخير"، من المحامل (السفن) التقليدية من نوع "البتيل" التي عُرفت في قطر في عهد الشيخ حمد بن عبد الله بن جاسم آل ثاني، وتحوّلت سفينة "فتح الخير" بعد وفاته عام 1948 إلى سفينة بخارية قبل وضعها في متحف قطر الوطني.