تتوسط قلعة برقوق الأثرية مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وظلت في ما تبقى من شواهدها شامخة على مدار أكثر من 632 عاماً، إذ إنها بنيت عام 1387، بتكليف من السلطان برقوق، أحد سلاطين الحقبة المملوكية ومؤسس دولة المماليك البرجية، وأسند المهمة إلى الأمير يونس بن عبد الله النورزي.
تبعد قلعة برقوق عن الحدود بين مصر وفلسطين 20 كيلومتراً، وتربط بين القاهرة ودمشق وقطاع غزة. كان الهدف من إنشائها توفير الحماية للمدينة، ومنطقة لقاء بين التجار والمسافرين الذين يقصدون أكبر عاصمتين في دولة المماليك قديماً. شُيدت القلعة بشكل هندسي مربع، وفق مؤسس جمعية القلعة لرعاية التراث، يحيى الفرا (75 عاماً) الذي واكب رعايتها.
يشير الفرا إلى أنها تتكون من طابقين؛ الأول يضم مجموعة من المخازن ومجموعة أخرى من الإسطبلات المخصصة لمبيت الدواب، أما الطابق الثاني فيحتوي غرفاً متعددة تستخدم لراحة ساكني القلعة سابقاً، بالإضافة إلى مسجد يقع على يسار البوابة الرئيسية للقلعة، في حين تتزين جدرانها ببعض النقوش القديمة التي تعود لعصر المماليك.
يقول الفرا إن أهمية القلعة مرتبطة بمدينة خان يونس، مشيراً إلى أنّها تمثّل "حقنا في وجودنا وهويتنا الفلسطينية". وأنشئت القلعة لأنها تقع على الطريق القديم بين الشام ومصر؛ وكانت محطة للقوافل المارة وملجأ لها من اللصوص وقطاع الطرق، وقد قرر السلطان برقوق إنشاء القلاع لتوفير الحماية والراحة للمسافرين.
يوضح الفرا أنّ القلعة تعد "آية من آيات الفن المعماري المملوكي وكانت من أجمل الفنون الإسلامية العريقة". ويضيف: "لقد حاربنا كثيراً من أجل الإبقاء على هذه القيمة الأثرية وعملنا على إزالة التعديات ومحاولة إعادة هيبتها وإعادة تشكيلها من جديد لتصبح مكوناً سياحياً ذا قيمة". ويعبر الفرا عن أمله في زيادة الاهتمام بالتراث وإعطائه الحق في الرعاية والحماية وتنشيط السياحة الثقافية.
تبلغ مساحة القلعة قرابة ستة عشر دونماً، كان شكلها مربعاً، طول كل ضلع من أضلاعه 85.5 متراً، وتتخذ زواياه أربع نقاط رئيسية من البناء تشير كل زاوية منها إلى جهة من الجهات الأربع. تدعم هذه الزوايا أبراج دائرية، ولا تزال بقايا البرج الجنوبي الغربي باقية إلى الآن. تتألف القلعة من طابقين ومسجد للصلاة. ومن هنا، أيضاً، جاءت تسمية مدينة خان يونس بهذا الاسم؛ فكلمة "خان" تعني "القلعة" أو "السوق"، وهو الشق الأول من الاسم، أما الشق الثاني فهو "يونس" وهو اسم الأمير يونس الداودار الذي بناها. من جهتها، تواصل جمعية التراث نضالها من أجل إعادة القيمة الأثرية لقلعة برقوق في ظل تعديات المواطنين عليها من خلال بعض المساكن الموجودة حولها.
اقــرأ أيضاً
يدعو الآغا الجهات الرسمية إلى "ضرورة الاعتناء بما تبقى من قلعة برقوق لتصبح شاهداً على جزء هام من تاريخ الشعب الفلسطيني". وتسعى بعض الجهات المهتمة إلى إضفاء اللون التراثي الجمالي للقلعة، لكن تراجع الدور الرسمي يقف حائلاً أمام تنفيذ بعض المشاريع المتعلقة بإنشاء محال تجارية ومطاعم وغيرها من المنشآت التي يمكن أن تكون معلماً سياحياً ينشط حركة السياحة الثقافية الداخلية والأجنبية. غير أنّه في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر والتراجع الاقتصادي والأمني والمعيشي والانقسام، يشكو العاملون في مجال الآثار من التهميش وقلة الدعم الرسمي والشعبي والمؤسساتي للحفاظ على ما تبقى من رموز أثرية في فلسطين.
تبعد قلعة برقوق عن الحدود بين مصر وفلسطين 20 كيلومتراً، وتربط بين القاهرة ودمشق وقطاع غزة. كان الهدف من إنشائها توفير الحماية للمدينة، ومنطقة لقاء بين التجار والمسافرين الذين يقصدون أكبر عاصمتين في دولة المماليك قديماً. شُيدت القلعة بشكل هندسي مربع، وفق مؤسس جمعية القلعة لرعاية التراث، يحيى الفرا (75 عاماً) الذي واكب رعايتها.
يشير الفرا إلى أنها تتكون من طابقين؛ الأول يضم مجموعة من المخازن ومجموعة أخرى من الإسطبلات المخصصة لمبيت الدواب، أما الطابق الثاني فيحتوي غرفاً متعددة تستخدم لراحة ساكني القلعة سابقاً، بالإضافة إلى مسجد يقع على يسار البوابة الرئيسية للقلعة، في حين تتزين جدرانها ببعض النقوش القديمة التي تعود لعصر المماليك.
يقول الفرا إن أهمية القلعة مرتبطة بمدينة خان يونس، مشيراً إلى أنّها تمثّل "حقنا في وجودنا وهويتنا الفلسطينية". وأنشئت القلعة لأنها تقع على الطريق القديم بين الشام ومصر؛ وكانت محطة للقوافل المارة وملجأ لها من اللصوص وقطاع الطرق، وقد قرر السلطان برقوق إنشاء القلاع لتوفير الحماية والراحة للمسافرين.
يوضح الفرا أنّ القلعة تعد "آية من آيات الفن المعماري المملوكي وكانت من أجمل الفنون الإسلامية العريقة". ويضيف: "لقد حاربنا كثيراً من أجل الإبقاء على هذه القيمة الأثرية وعملنا على إزالة التعديات ومحاولة إعادة هيبتها وإعادة تشكيلها من جديد لتصبح مكوناً سياحياً ذا قيمة". ويعبر الفرا عن أمله في زيادة الاهتمام بالتراث وإعطائه الحق في الرعاية والحماية وتنشيط السياحة الثقافية.
تبلغ مساحة القلعة قرابة ستة عشر دونماً، كان شكلها مربعاً، طول كل ضلع من أضلاعه 85.5 متراً، وتتخذ زواياه أربع نقاط رئيسية من البناء تشير كل زاوية منها إلى جهة من الجهات الأربع. تدعم هذه الزوايا أبراج دائرية، ولا تزال بقايا البرج الجنوبي الغربي باقية إلى الآن. تتألف القلعة من طابقين ومسجد للصلاة. ومن هنا، أيضاً، جاءت تسمية مدينة خان يونس بهذا الاسم؛ فكلمة "خان" تعني "القلعة" أو "السوق"، وهو الشق الأول من الاسم، أما الشق الثاني فهو "يونس" وهو اسم الأمير يونس الداودار الذي بناها. من جهتها، تواصل جمعية التراث نضالها من أجل إعادة القيمة الأثرية لقلعة برقوق في ظل تعديات المواطنين عليها من خلال بعض المساكن الموجودة حولها.
أما الشيخ مازن الآغا، أحد سكان خان يونس والمهتم بالشؤون التاريخية، فيشير إلى أن القلعة تشكل أثراً من الآثار بمظهرها الخلاب إلى حد ما، ولكنه في حالة خطيرة للغاية نتيجة سقوط جزء كبير من المسجد منذ وقت قصير. يقول الآغا إنّ القلعة لم يتبقّ منها سوى السور الأمامي والمئذنة التي تم ترميمها، أما الجدار الخلفي من القلعة فقد دمر أو أزيل تماما، لافتاً إلى أن القلعة بقيت حصناً منيعاً حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1917، حين دمرت الزوارق البريطانية العديد من مبانيها.
ويوضح أنّ القلعة اكتسبت الأهمية التاريخية بعد العدوان الثلاثي على فلسطين، وارتكاب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بحق أهل مدينة خان يونس في عام 1956، "حين ارتقى مئات الشهداء الذين أُعدموا بدم بارد". يدعو الآغا الجهات الرسمية إلى "ضرورة الاعتناء بما تبقى من قلعة برقوق لتصبح شاهداً على جزء هام من تاريخ الشعب الفلسطيني". وتسعى بعض الجهات المهتمة إلى إضفاء اللون التراثي الجمالي للقلعة، لكن تراجع الدور الرسمي يقف حائلاً أمام تنفيذ بعض المشاريع المتعلقة بإنشاء محال تجارية ومطاعم وغيرها من المنشآت التي يمكن أن تكون معلماً سياحياً ينشط حركة السياحة الثقافية الداخلية والأجنبية. غير أنّه في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر والتراجع الاقتصادي والأمني والمعيشي والانقسام، يشكو العاملون في مجال الآثار من التهميش وقلة الدعم الرسمي والشعبي والمؤسساتي للحفاظ على ما تبقى من رموز أثرية في فلسطين.